المملكة العربية السعودية رغم أنها دولة كبيرة وكان يمكن لو أرادت هي ذلك أن تصنع لها الاحترام اللائق بها ليس في العالم العربي والإسلامي فقط، ولكن حتى على مستوى العالم كله، إلا أنها فضلت أن تختار الدور الذي نعتقد أنه لا يناسب دولة بحجم بلاد الحجاز خاصة في القضية السورية، فكان يمكن للرياض أن تكون "محضر خير" في الأزمة السورية كما كانت كذلك في أزمة لبنان من خلال مؤتمر الطائف الذي ارسى المصالحة بين اللبنانيين، لكنها فضلت أن تدخل من الباب الصغير وتحاول شراء موسكو عن طريق صفقة أسلحة تقدر ب 15 مليار دولار، من خلال ارسال مدير مخابراتها للتفاوض حول القضية مع موسكو والثمن هو رفع روسيا يدها على نظام الأسد، و فعل مثل هذا يدل على الانحطاط والانحدار التي وصلت إليه دولة بحجم بلاد الحرمين، حيث تفضل أن تتعامل بالرشاوي لحسم القضية السورية لصالح المعارضة، ويدل أيضا على يأس القوى العظمى التي تلعب بالدول العربية من الإطاحة بنظام الأسد .كان بمقدور المملكة السعودية أن تعلب دورا أكبر من هذا وتجمع العرب كلهم في مؤتمر خاص بمكة مثلا وتفرض المصالحة على بشار وغير بشار حفاظا على ما بقي من سوريا، وهذا الدور كان يمكن أن تلعبه السعودية منذ بداية الأزمة، لكنها فضلت أن ترجح كفة على أخرى خدمة لمصالح القوى الأجنبية التي جعلت من السعودية ودول الخليج أداة وآليات لتنفيذ أجنداتها، وفضلت أن تلغي دورها العربي وتلعب دورا لا يليق بتاريخ بلاد كانت منارة العالم وإشعاع اهتدت به أمم كثيرة، فعيب أن تحاول الرياض شراء موسكو لتبيع دمشق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com