الجزائر

الريادة الإفريقية لتحقيق السلم والأمن



تعزيز الاستقرار في المنطقة ومساعدة الدول المتعثرة على العودة إلى المسار الديمقراطيتستعد الجزائر خلال العام الجاري للقيام بأدوار بارزة على الساحة الدولية، خلال عهدتها بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن والتي تمتد لسنتين (2024-2025).
تأتي هذه العضوية في السياق الإفريقي والعربي، حاملة معها رسالة واضحة تعبر عن التزام الجزائر بتحقيق السلم والأمن في القارة. وتسعى الجزائر لتوجيه جهود دبلوماسيتها نحو التركيز على الحلول السلمية وتعزيز التعاون الدبلوماسي مع الدول الإفريقية، خاصة في مجلس الأمن.
يبرز التزام الجزائر بتحقيق الحوار والتنسيق في مجلس الأمن، حيث تسعى للعمل المشترك مع دول القارة، خاصة سيراليون وموزمبيق، لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي ومكافحة الإرهاب. كما تسعى الجزائر لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومساعدة الدول المتعثرة على العودة إلى المسار الديمقراطي.
في هذا السياق الدولي الملتزم بتحقيق العدالة والسلام، يأتي دور الجزائر كمحور أفريقي لحفظ الأمن والسلم، حيث تكثف جهودها في إطار تعزيز التعاون الإفريقي وتعزيز دور القارة في صنع القرار الدولي. ويعد تفعيل الجزائر لدورها في مجلس الأمن بمثابة مرحلة مهمة نحو تعزيز الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية وإشراكها بفعالية في قضايا الأمن والتنمية العالمية.
قاعدة للجهود المشتركة في مجلس الأمن
علاوة على ذلك، تعهدت الجزائر بتعزيز التعاون الإفريقي في مجلس الأمن الدولي، وذلك خلال زيارة رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو، إلى الجزائر في الفترة من 2 إلى 4 جانفي الجاري.
وأكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على أهمية تنسيق الجهود الإفريقية في مجلس الأمن، من أجل الدفاع عن مصالح القارة ومواقفها المشتركة.
وفي بيان مشترك صدر عقب الزيارة، أكد الرئيسان تبون وبيو ضرورة استئناف أطراف النزاع في الصحراء الغربية المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التوصّل إلى حل سياسي عادل ودائم.
كما أكدا على دعمهما الراسخ لحقّ الشعب الفلسطيني الثابت في تقرير المصير وفي التوصّل إلى حلّ عادل ودائم وإنهاء الاحتلال الصهيوني المستمر منذ سنة 1948، لاسيما وأن قطاع غزة يتعرض لعدوان مستمر أدى لاستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين العزل.
كما شدد البيان على ضرورة مواصلة الجهود للقيام بإصلاح عميق لمنظمة الأمم المتحدة. وجدد الرئيسان التزامهما بإجماع إزولويني وبمشاركة أكثر نشاطاً وأوسع نطاقاً للبلدان الإفريقية في عملية اتّخاذ القرار في هذه المنظمة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد الحق منصوري في تصريح ل»الشعب»، أن زيارة رئيس سيراليون الى الجزائر في هذا الوقت بالذات، مؤشر جد إيجابي على تنسيق الجهود الأفريقية على المستوى الدولي، وهذا يحسب للجزائر، خاصة وأنها تقود جهود منظمة من أجل الدفاع عن مصلحة الأفارقة، لاسيما مسألة إصلاح مجلس الأمن والرفع، كمرحلة أولى، من عدد المقاعد غير الدائمة للقارة من ثلاثة إلى خمسة.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الدكتور منصوري أن مسألة تنسيق الجهود أمر ضروري لحماية مصالح القارة الاقتصادية والأمنية في ظل نظام دولي لا يرحم قائم على المصلحة. فالجزائر لطالما رفضت التدخلات العسكرية، إيمانا منها بأن الحلول السلمية والسياسية هي الطريقة الأنجع لحل الأزمات، وهذا ما وقع في النيجر في الأشهر الماضية، بالرغم من تعقيدات الأزمة، إلا أن الحل العسكري الذي دعت له بعض الأطراف لو وقع لزاد من تعقيد الأزمة، ووقفت الجزائر بالمرصاد لأي تدخل عسكري.
وخلال الفترة القادمة، تعتزم الجزائر توظيف دبلوماسيتها وفق ما تقتضيه مبادئ سياستها الخارجية، والتي تركز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتركيز على الحلول السلمية للأزمات، ووحدة وسلامة الوحدة الترابية للدول واحترام الشرعية الدستورية.
ومن المرجح أن تركز الجزائر في عملها في مجلس الأمن، على دعم قضايا السلم والأمن في إفريقيا، بما في ذلك محاربة الإرهاب والصراعات المسلحة، خاصة في منطقة الساحل الإفريقي، وتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة، والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.
ومن المتوقع أن تؤدي الجزائر دوراً فعالاً في مجلس الأمن، من خلال تنسيق جهود الدول الإفريقية والعربية، وتعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)