الجزائر

الروح التحررية البوليفارية في خمسين سنة من استقلال أرض الحرية مونسيراط المسرحية التي جمعت خمس أجيال



مونسيراط هي إحدى روائع الكاتب “امانويل روبلس ” ، والتي تروي لنا قصة الصراع الذي دار بين الشعب الفنزويلي والأسباني ، عندما وقعت فنزويلا تحت نير الاستعمار الأسباني ، ثم تتوالى الأحداث لتروي لنا قصة القائد الذي فر مع بقيت جنوده من الأسبان ومحاولة اعتقاله ومحاكمته في موقف يصور لنا ملحمة البقاء أو الموت . و ظل “بوليفار” رمزا للحرية التي طال البحث عنها . كما كان ” بوليفار ” الحافز الذي يدفع ” مونسيرا ” للوقوف في وجه القوى الظالمة .
ايزكياردو ” والذي كان يفرض عضلاته القوية من أجل القضاء على أنصار الحرية وهو في سبيل ذلك لا يتذمر من قتل الأبرياء من الناس من أجل تحقيق أهدافه الرخيصة .إن القضية هي أن ترد إلى ألوف من المساكين حريتهم ، وتترك خيرات بلادهم لهم أنت تصوب فوهات البنادق نحو البشر بدون حق ، فلن تستطيع بسبب هذا الآثم الإفلات من عقاب بوليفار ، وهو يناضل من أجل افتكاك حريته من الاحتلال الإسباني، حكاية نضال نسجت في قصة ضابط إسباني يتواطؤ مع الثوار، ويتحالف مع نضالهم لتحرير فنزويلا، إيمانا منه بحق الشعوب في الحياة في كنف الحرية والاستقلال، ولذلك كان العرض يرافع من أجل التحرر، ويدين، مُجّرما، كل أشكال الاستعمار والقمع والحكم بسلطان الديكتاتورية التي لا تختلف من بلد إلى آخر، لأن القمع قاسمها المشترك والدم الذي تتحرك به مسيلا لدماء بريئة·
المرافعة من أجل الحرية التي كانت تيمة مسرحية ''مونسيرات'' لم تقف عند حدود خطابية النضال التحرري، وإنما راحت تكشف عمق مأساة الاستعمار الذي لا يمكن لأي شعب في العالم، تاريخيا، أن يقبل بالخضوع لسلطته التدميرية، ولذلك كانت المسرحية نشيدا يرفع رهان الحياة، مؤكدا أن نهاية الاستعمار حتمية في قانون الضرورة، كل هذه الحالات الانسانية، بامتياز، كانت حاضرة على ركح بشطارزي في إخراج موفق استطاع من خلاله الممثلون أن ينقلوا، بإتقان، جو العمل الدرامي إلى الناس، ويصوروا لهم المأساة في آداء جيد لم يَتَّكِء كثيرا على فنون العرض الأخرى، مستأنسا بديكور بسيط يمثل، إلى حد ما، ملامح من جغرافيا فنزويلا· مبدع عرض ''مونسيرات''، ''مانويل روبيلس'' نقل، بجودة، ملحمة القائد ''بوليفار'' صانع الثورة الفنزويلية، وكان وفيا لنداء الشعوب المتحررة، ملوحا بالقيم الإنسانية في العرض الذي يشكل علامة فنية تنتصر للإنسان في النهاية· للإشارة، فإن مسرحية ''مونسيرات'' كتبها روبليس مانويل، ومثلت، لأول مرة، في 23 أفريل 1948 بمسرح مونتبراس في باريس·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)