الجزائر - A la une

الرواية العربية بحاجة للتنويع وحالها اليوم يشبه حال الربيع العربي



الرواية العربية بحاجة للتنويع وحالها اليوم يشبه حال الربيع العربي
تحدث الروائي التونسي الشاب كمال رياحي في تصريح للفجر عن تجربته مع الرواية، و النقد الأدبي والترجمة كما عبر عن رأيه حول المراحل التي تجتازها الرواية اليوم في ظل التغيرات السياسية، والأجتماعية التي يمر بها الوطن العربي، وقال رياحي في حديثه أنه يفضل النقد على المجالات الأدبية الأخرى، وعلى الرغم من حالة التهميش والنسيان الذي يعرفها في الأدب العربي المعاصر، إلا أنه يعتقد أن النقد هو المجال الذي يمكنه من اثبات قدراته، و امكانياته بكل موضوعية، ”أستمتع حقا بتشريح الأعمال الأدبية بعيدا عن ضغط الكتابة الإبداعية التي تجعلك واقعا تحت حالة مستمرة ومتواصلة من البحث المضني عن رسم شخصيات، و مواقف وخلق مآزق ومخارج لها، للترجمة سحرها أيضا فهي تمكنك بصورة مباشرة من التعرف على خصائص ومميزات الكتابة لدى مجتمع ما”.وفي رده عن الأسباب والعوامل التي رشحته لنيل جائزة أحسن موهبة شابة في تظاهرة بيروت 39 لسنة 2009 قال الروائي ”لن أدعي أني أحسن ممن تنافست معهم لأن التظاهرة ككل كانت موجهة للكتاب الشباب الذين قدوا أعمالا مميزة، وجديدة، و أفكارا متنوعة و غير نمطية ولا مقلدة أعتقد أن الجواب على هذا السؤال تملكه لجنة التحكيم التي اختارت عملي ليفوز بالمسابقة، كما أبدى رياحي تأسفه للحالة المزرية التي أصبحت تعيشها الرواية العربية بصفة عامة وذلك بسبب ابتعادها عن التخصص، حيث اختفت أنماط كثيرة من الرواية على غرار الرواية البوليسية، والرواية الرومانسية، وهي المواضيع التي تملك جمهور واسع يضطر في كثير من الأحيان إلى البحث عن ضالته في الأعمال الأجنبية ما يضع الرواية العربية في مأزق اجترار نفس المواضيع وتكرارها في كل مرة اذ أصبح من الصعب العثور على عمل مميز و فريد لا يكرر ما سبق إليه الكتاب الآخرين، و عن الأحوال السياسية التي تعيشها تونس وتأثيرها على الأدب قال الروائي أن الساحة الأدبية تعيش حالة من الفوضى تشبه تماما تلك التي تشهدها الساحة السياسية فعلى الرغم من التغيرات التي قامت بها ”ثورة الياسمين” إلا أن الوضع ما يزال غامضا وانتقاليا على الرغم من التغيرات الإجابية الكثيرة خصوصا مع اصدار الدستور التونسي الجديد الذي يتنظر تطبيقه على أرض الواقع، وهو الأمر الذي سيعرف الكثير من العوائق و العراقيل، مما يشبه الحال الذي تعرفه الرواية والتي مازالت أعمالها تشهد تسرعا، واستعجاليه كبيرة، حيث تنطفئ شعلة الرواية بمجرد الانتهاء من قراءتها، وهو الأمر الذي يهدد جيلا كاملا من الروائيين بالطمس والنسيان، أما عن الحلول التي بامكانها انقاذ مستقبل الرواية العربية فهي حسبه التأني في اختيار المواضيع وعدم الوقوع في فخ الإبتذال والإيديولوجية، واعتبار الرواية عالم مفتوح بإمكانه أن يستوعب كل المواضيع والرؤى المتباينة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)