هشام الخشن قلم جديد يدخل عالم الكتابة الروائية المصرية، في جعبته ثلاثة أعمال ''حكايات مصرية جدا''، ''7 أيام في التحرير'' و''ما وراء الأبواب''، سجلت مبيعات كبرى، وتحظى برضا النقاد أيضا· إلا أن الخشن قرر أن يبتعد عن تعاطي الثورة ومخلفاتها بعد أن كتب مستعجلا عنها، ويقول أنه سيكتب روايته المقبلة عن الجالية المصرية بإنجلترا·هشام الخشن إسم جديد يدخل عالم الرواية، أنت كاتب مبتدئ؟
نعم أنا كاتب غير محترف، بدأت الكتابة في 2010 فقط، ولا يزعجني بتاتا أن يقال عني أنني مبتدئ، بل سعيد جدا بحداثة تجربتي الروائية، التي تعيش فترتها المزدهرة، حيث تلقى كتاباتي القليلة نجاحا كبيرا من قبل النقاد والقراء على حد سواء·
حداثة التجربة تجعل نصوصك عاطفية وانفعالية في تعاملها مع القصة؟
صحيح وهو نفس الحكم الذي أطلقه الدكتور جلال أمين على نصي ''7 أيام في التحرير''، قال أن نوعية كتباتي مختلفة تماما عن ما دونه غيري ومن رصدوا الثورة كتابيا· فأنا لا أؤرخ للثورة بصفتها أحداث متعاقبة يجب تسجيلها، وإنما أكتب مشاعر الناس أثناء تأجج الأحداث·
هل شخوص ''7 أيام في التحرير'' موجودة على أرض الواقع؟
يضم عملي خمسة أو ست شخصيات مختلفة المشارب والمقاصد، من طوائف مصرية متنوعة، أحكي كيف وصلوا إلى ميدان التحرير، ما هي الأبعاد النفسية التي جعلتهم يلتحقون تباعا بالميدان، كيف توحدوا رغم اختلاف خلفيتهم الاجتماعية والمعرفية والعقائدية؟ ··اعتقد أنه لا يوجد كاتب يكتب عن شخصية ما، تكون حقيقية أو خيالية مائة بالمائة، الأكيد أنه ينطلق من أجزاء واقعية ويسمح لنفسه أن يمنحها حياة أخرى بعيدا عن أرض الواقع·· لا توجد شخصية عندي تنقل ملامح شخصية معينة معروفة، فقد رسمت ملامحها بشكل يعسر عليك التعرف على ما ينطبق عليها واقعيا·
قصصك تكاد تكون لصيقة بالواقع، مثل ''حكايات مصرية جدا''؟
''حكايات مصرية جدا'' هي مجموعة من القصص عن مصريين في حياتهم اليومية، لوحات نقلتها على الورق لتصبح جزء من الذاكرة الإبداعية، أما أحسن ما كتبت فأعتقد أنها روايتي الصادرة مؤخرا بعنوان ''ما وراء الأبواب''، وهي أيضا تشتغل على الصراعات الداخلية لعائلة شديدة الثراء·· تلاحظين أني أكتب عن أشياء أعرفها جدا، حتى يحدث تمازج بيني وبين تلك شخوص· إذ لا يمكنني الكتابة عن شخصية أخرى غير الشخصية المصرية·
إظهار التنوع الطائفي المصري ''أقباط/مسلمين'' ضروري بالنسبة إليك؟
للأقباط دور في المجتمع المصري وجزء من النسيج المصري، ولا يمكن إنكار تواجدهم في الثورة ودورهم في نجاحها· أما الصدام الذي وقع بعد ذلك فهو مدبر بكيد وإصرار· لكن ذلك يدفعنا إلى التغلب على الصعوبات التي سنواجهها نحن الآن في برج عال من السعادة علينا أن ننزل منه لنتغلب على الصعاب التي تعتري مسيرتنا·
تختلج الشارع المصري مشاعر متباينة، فيه من يشعر بأن البلد مازال على حاله لم يتغير فيما يرى البعض الآخر أن مجرد إزاحة حسني مبارك وأبناء انتصار في حد ذاته؟
لا يمكن إلا أن نتحسن، نحن في فترة تحتاج إلى صبر، ولا يمكن لأي مصري كان أن يجعل من مصر جنة فوق الأرض، بين ليلة وضحاها·· بعد فترة الانغلاق نحن اليوم في حالة غليان، الكل يخرج كبته، لكن الأمور ستستتب وسيرجع المصريين إلى حالة الوئام لأنهم شعب شديد الوسطية·
قلت أن الشعب لا يريد الانتقام بل يثق كثيرا في القضاء؟
أنا أؤمن بالقضاء المصري، وأرى أنه بحاجة إلى تحسين وتحرير أكبر بطبيعة الحال، لكنه كان دائما شامخا وعادلا، لم يكن مستقلا في وقت مبارك 100 بالمائة، لكن كانت له مواقف ووقفاته تحسب له·
محاكمة مبارك هل تغريك بالكتابة؟
لا، أنا بحاجة إلى أن أنظر إلى الأمام، لبناء بلدنا، أريد أن أفكر في مستقبل أبنائي، وأن لا أطيل التفكير في الماضي· أي أنني بحاجة إلى أن أبتعد عما يجري وأراقب الأمور من بعيد، حتى تتضح الصورة أكثر، فأنا كتبت عن الثورة بشكل سريع لأني كنت أريد أن أعبر عن مشاعري، لكن الآن أريد أن أحقق إنجازات أخرى بعيدا عن حالة ''رد الفعل''·· في ذهني الآن فكرة جديدة، هي الكتابة على المجتمع المصري وتوازناته، حاليا مهتم بالجالية المصرية في إنجلترا، من ناحية تفاعلهم مع بعض كمصريين وحياتهم الاجتماعية·· هذا هو مشروعي الروائي المقبل·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/09/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : سألته نبيلة س
المصدر : www.djazairnews.info