الجزائر

الروائي السوداني أمير تاج السر لـ''الخبر'' الثـورات العربية قد تمنح أدبا مغايرا خاليا من التعتيم



 قال الدكتور أمير تاج السر، وهو أهم صوت روائي في السودان حاليا، إن الرواية العربية مطالبة بمواكبة المتغيرات، في إشارة إلى الثـورات العربية الجديدة. وأضاف تاج السر في حوار مع الخبر ، أنه على الروائيين أن يستلهموا المواضيع المتجدّدة باستمرار.
أنت طبيب مثـل تشيكوف ويوسف إدريس، إلى أي حد ساعدتك مهنتك على كتابة الرواية؟
 كثـيرا، فأنا في مهنة غنية بالحضور البشري، أين يتواجد الاحتكاك اليومي، توجد الحكايات المتناثـرة باستمرار.
أعرف أن الطيب صالح خالك، ومثـله تكتب بخفة روح وبسخرية سوداء، هل يمكن القول إنك خرجت من معطفه؟
 لا أؤمن بمسألة المعاطف، وأؤمن أكثـر بأن أي كاتب لديه تجربته وقراؤه واكتشافاته. ومثـلما قدّم الطيب تجربته ونالت حظها، قدّمت تجربتي، وقدّم آخرون من جيلي تجاربهم. أنا قرأت الطيّب باكرا، مثـلما فعل أبناء جيلي، لكن في هذا الوقت، نحن نقدم أدبا مختلفا تماما، يرتبط بالمتغيرات التي حدثـت في الألفية الجديدة.
سعى كثـير من الناس للربط بين البطل (أ.ت) في رواية صائد اليرقات وأمير تاج السر المؤلف، هل يوجد تشابك بينهما؟
 ربما.. فشخصية (أ.ت) كاتب مثـلي وله طقوس مثـلما لي، ويحمل همّا أحمله. ولكن، لا أحبذ أن يربط أحد شخوصي بي. على الناس أن يقرأوا العمل بعيدا عن شخصية الكاتب. هم يعرفون الشخصية الواردة في النّص، ولا يعرفون كاتب النّص، لذلك، تجدهم شغوفين لتلك المعرفة.
 هذه الشخصية (أ.ت) التي تكاد تكون فريدة من نوعها، هل لها بعض من الامتداد في الواقع، أم هي نتاج مخيّلة الدكتور أمير تاج السر؟
 كل ما أكتبه ينطلق من الواقع قبل أن تتلقفه أحابيل الخيال. (أ.ت) وعبد الله فرفار والمدلك وحفار القبور، كلّها شخصيات لها ظلال واقعية، ومن أشخاص ربما أعرفهم أو التقيتهم لقاءات عابرة. وحتى الروايات التي غاصت في التاريخ مثـل مهر الصياح و توترات القبطي ، بها شخصيات ذات ظلال واقعية، هذا هو أسلوبي منذ بدأت الكتابة، وأعتقد أنه يلائمني كثـيرا.
هل يمكن اعتبار رواية صائد اليرقات بمثـابة تعرية للواقع الإبداعي العربي؟
 فيها شيء من ذلك. هذه الرواية بالرغم من أنها ليست أهم أعمالي، لكني استمتعت بكتابتها جدا. وكلّما قمت من الكتابة، تمنيت أن أعود، وهي كما ترى حافلة بالكثـير من الأفكار، ومسألة الواقع الكتابي العربي ذكرته كما عشته وعرفته، وقد سبّب لي ذلك كثـيرا من المتاعب. وكلّما التقتني كاتبة، ذكّرتني بعبارة (مؤازرة الجمال) التي وردت على لسان الروائي (أ.ت) وهو يتحدث عن الكاتبة المبتدئة (س). هذه النقطة بالذات لم أتخيّلها ولم أخترعها، ولكن توجد أمثـلة كثـيرة على تلك المؤازرة للجمال.
قرأ البعض رواية توترات القبطي على أنها رواية حول خراب المدينة، لكنها تبدو أحيانا رواية حول الثـورة القائمة على الدين، هل توافق هذا الطرح؟
 فيها شيء من هذا وذاك، وقد استندت على تاريخ حقيقي، بالرغم من أنني لم أكتب ذلك التاريخ الحقيقي. ثـورة المتقي قامت على الدين، ورفعت شعارات مقدّسة، وهتفت بسقوط المستعمر، لكنها التهمت من فئة الجاهلين الذين حوّلوها إلى ثـورة خراب، خرجت حتى عن سيطرة المتقي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)