الجزائر

"الرسم والتلوين" للقضاء على الاجهاد والتعب وسبر أغوار النفس البشرية




يعد الرسم والتلوين من النشاطات المهمة التي يعتمدها المربون في تنشئة الأطفال سواء في رياض الأطفال أو المدارس أو حتى الآباء في البيت نظرا للدور الكبير الذي توصلت إليه الدراسات بشأن الرسم والتلوين.مروى رمضانييفضل الكبار أيضا كتب التلوين والرسم كهواية للتغلب على الإجهاد والتوتر النفسي مع ازدياد مشاغل الإنسان وسرعة التطورات التكنولوجية.ينصح خبراء الصحة بممارسة الرياضة لأنها ترفع نسبة الهرمونات التي تساعد على تقليل التوتر والإجهاد حسب ما نشره موقع "ياهو" الالكتروني في نسخته الألمانية أما الفرنسيون فقد اكتشفوا طريقة أخرى للقضاء على التوتر والإجهاد وهي الرسم واستعمال كتب التلوين.وهذه الطريقة لا يفضلها الأطفال فحسب في فرنسا وإنما الكبار أيضا وهنالك بعض كتب التلوين المخصصة للكبار وعن فوائد استعمال هذه الكتب تقول تيدي روان وهي مؤلفة لكتب تلوين الكبار "إن الإنسان ينغمس في الرسم والتلوين ويقوم بنشاط غير طبيعي للجسم ويمكنه بذلك القضاء على الإجهاد".أما ريشارد ميريت الفنان والمختص بتأليف كتب التلوين للكبار فيعتقد أن هذه الكتب هي أحسن طريقة "للهروب" من المشاكل اليومية ويضيف ميريت قائلا في اللحظة التي يجلس بها شخص ما ويحمل بيده ورقة وقلم للتلوين بعيدا عن جهاز موبايل حديث أو آيباد وبعيدا عن الضوضاء يشعر وكأنه طفل صغير. وباستمراره في عمل ذلك يتلاشى التوتر والإجهاد ويتخلص من الإرهاق والضغط النفسي الذي يعانيه بسبب ذلك حسب موقع "ياهو".وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الذي يقوم به الطفل أن نصل إلى شعوره الداخلي وعقله الباطن ومعرفة مشكلاته وما يعانيه وكذلك ميوله واتجاهاته ومدى اهتمامه بموضوعات معينة في بيئته وعلاقته بالآخرين كما أن الرسومات تُعد سجلا بصريا ثابتا للتعرف على مدى تقدم الطفل أثناء العلاج.وقال د. سامي بن هادي الأنصاري أستاذ علم النفس السلوكي ومستشار العلاقات الأسرية والنفسية في حديثه ل"الرياض" أن الرسم عند الطفل هو محاولة سيطرة على ما تحمله موضوعات العالم الخارجي من تهديد لأمنه ففي الرسم يغيّر الطفل نوع معاناته ويحتل دوراً نشطا يسمح به تداخل الواقع والخيال في الرسم مشيراً إلى أن الطفل يلعب دوراً نشطاً في الرسم ففيه يحب أن يؤكد ذاته وأن يتأكد من قدرته على مجابهة العالم ومن هنا نشوته عندما يرسم ويطلعنا على رسمه الذي يحمل على المستوى اللاواعي دلالة القدرة والسيطرة على العالم وعلى صراعاته.وأضاف ان هذه القدرة تطمئنه ضد مشاعر العجز أمام العالم الخارجي وضد العجز أمام رغباته واحتمال إحباطها لذلك يعبر الأطفال عن طريق الرسم عن مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم والآخرين ومن ثم فالرسوم تمثل وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء السلوك المشكل ومن هذه المنطلقات يرى علماء النفس أن الأطفال المتأخرين دراسيا وسيئي التوافق الاجتماعي والانفعالي وذوي الاحتياجات الخاصة هم في حاجة أشد للتعبير الفني من الأطفال الأسوياء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)