الرجل المغناطيسي.. يزعم علاج السرطان والأكياس المائية براحة اليد فقط!

لازال كرطوس عيسى أو الرجل المغناطيسي كما يحلو للبعض تلقيبه، يصنع الحدث هذه الأيام في الوسط الشعبي، بالنظر لما حققه من شهرة جارفة وتجسيده مواقف غريبة قد لا يتقبلها عقل بشر، خاصة وأنه يزعم مداواة حالات خطيرة ومستعصية بمجرد وضع يده على موطن الداء.
"الرجل المغناطيسي".. مشعوذ أم معالج؟
"الشروق" زارت كرطوس ببيته في وهران، والذي حوَله إلى ما يسميه "عيادة خاصة"، يقصده يوميا العشرات من الحالات المستعصية، شيوخ ونساء وحتى أطفال طلبا للشفاء، وقد تصادف وجودنا مع حالة رياضي لم يتعد ال15 سنة من عمره، والذي قدم من فرنسا رفقة عمه خصيصا لمعالجة إصابة لعينة على مستوى ركبته، والتي حسب شهادة اللاعب الذي ينتمي لإحدى الأكاديميات الفرنسية لكرة القدم، فقد عجزت كل أجهزة الكشف المتطورة عن تحديدها حتى أشعة الرنين المغناطيسي أو ما يعرف ب"إيارام"، لأن كل الفحوصات التي أجراها الشاب لم تحدد أية إصابة، بينما القاصر صار يعاني آلاما حادة جعلته يبتعد عن ممارسة هوايته المفضلة.
الرّجل المغناطيسي طلب من اللاعب الشاب التمدد على السرير والإشارة إلى موطن الآلام، وما هي سوى لحظات حتى انطلق في مسح ركبته بواسطة يديه، ثم دلكها لقرابة ال10 دقائق، وبين الفينة والأخرى يطلب من الشاب تحريك رجله، حتى يستشعر الآلام، التي بدأت في الاختفاء تدريجيا يقول هذا اللاعب، الذي أبلغ السيّد كرطوس أن آلامه ستزول نهائيا بعد الحصة الثالثة، ويمكنه العودة لفرنسا والاندماج مع فريقه بشكل عادي وهي العبارة التي أثلجت صدر اللاعب.
الأغرب في قصة الشيخ كرطوس أنّه قال إنّ كل الحالات التي تصله حملت بين يديها ملفات وتقارير طبية تشير إلى استحالة علاجها، لكن بعد وصولها واتباع حصص علاجية تدوم حوالي أسبوع يكون الشفاء، وهو ما كشفت عنه نتائج التحاليل الطبية يقول المتحدث، الذي أضاف بأنّ المرضى تغيرت حالتهم الصحية في ظرف وجيز، وهو ما أكدته حسبه نتائج أشعة ليارام، حيث تثبت بأن الأورام اختفت نهائيا، زيادة على حيازته على تصريحات شرفية للمرضى الذين تحدثوا عن حالاتهم المرضية قبل وبعد ملاقاة الرجل المغناطيسي.
وما زاد من غرابة هذا الرجل هو اهتمامه بالحالات المستعصية فقط، مثل داء السرطان في مراحله الأولى، انسداد شرايين القلب والرأس، ضيق التنفس، الصداع النفسي، داء السكري وغيرها من الأمراض الخطيرة. ويروي المتحدث، والعهدة عليه، حالة طفل أصيب بورم استهدف عينه اليمنى، وقد لجأ الأطباء لاستئصالها كلية، لكن بعد مدة أصيبت العين الثانية، فتقرر نزعها بنفس المستشفى، لكن تدخله في الوقت المناسب مكن من تعافي الطفل، الذي يعيش اليوم بشكل طبيعي بعينه التي نجت من القلع.
حالة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها، وتتعلق بسيدة كانت تحمل داخل بطنها كيسا مائيا طوله 39.4سم وقد تمكَن حسب زعمه من خلال 3 حصص فقط، من إذابته كليا وتجنيبها العملية الجراحية.

قصة غريبة لليد الخارقة!
وقد سرد لنا كيف اكتشف هذه "القوة الخارقة" التي تتواجد براحة يده، قائلا: "قصتي بدأت قبل أكثر من 20 سنة، حين تعرضت زوجتي لصداع حاد على مستوى رأسها، في ليلة ماطرة، وبحكم أنني لم أكن أملك سيارة لنقلها إلى المستشفى، تصرفت بصفة تلقائية ووضعت يدي اليمنى فوق رأسها، وشرعت في ترتيل بعض الآيات القرآنية، وتحسس جوانب من محيط رأسها، وما هي سوى لحظات حتى فاجأتني بتحسن حالتها وأكدت لي بكل دهشة أن الألم قد زال نهائيا، وتوالت بعدها التجارب، بين أفراد العائلة، ثم أصدقائي في العمل، وصولا للجيران، فذاع صيتي في المنطقة، وصرت مشهورا بتسمية الرجل المغناطيسي الذي يشفي الأمراض، إلى أن قررت سنة 2000 دخول عالم التطبيب على مستوى منطقة الأخضرية بالبويرة، واليوم أنا متواجد بولاية وهران، أواصل رحلة العلاج، رغم العراقيل التي أصادفها".

أطباء يُقاضون الرجل الغريب!
الرجل المغناطيسي أو الغريب، كشف عما وصفه بالمضايقات التي صار يتعرض لها من طرف أطباء، أودعوا ضده أكثر من 13 دعوى قضائية، بتهمة الدجل والنصب، لكن خرج من كل تلك القضايا بالبراءة التامة، كونهم حسب ما أكد لا يملكون أية أدلة على اتهامهم له بالنصب والشعوذة، "لست ساحرا ولست مجنونا، والأكثر من ذلك أنني نجحت في انقاذ حالات كانت ميؤوسا منها بشهادة هؤلاء الأطباء، غير انه بعد بروز النتائج الإيجابية لم يتقبلها الأطباء فراحوا يفبركون لي التهم".
كرطوس قال في ختام حديثه، إنّه يفكر في هجرة الوطن، وعرض خدماته على دول أخرى، لاسيما بعد رفض وزارة الصحة التعامل معه، أو حتى مساعدته لفتح عيادة خاصة.