الربيع العربي يدق باب قصر الرئيس الموريتاني مجددا: ارحل

تظاهر الاف المعارضين الموريتانيين في نواكشوط مطالبين برحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز واتهموه بانه "طاغية اساء ادارة" شؤون البلاد.
وجرت التظاهرة تلبية لنداء تنسيقية المعارضة الديموقراطية في وسط العاصمة وانتهت الاربعاء في وقت متاخر.
وردد المتظاهرون "عبد العزيز ديغاج" (ارحل) "سئمنا من الطاغية" و"اليد في اليد لتحرير البلاد من الدكتاتور" وجابوا نحو ثلاثة كيلومترات في وسط المدينة قبل تنظيم مهرجان شعبي.
ودعا رئيس التنسيقية الرئيس عبدالعزيز الى "الرحيل قبل ان يفوت الاوان"، مؤكدا ان "تحركنا سلمي لكنه ناجم عن تصميم وسيتخذ كل الاشكال لارغامك على الرحيل".
من جانبه قال الرئيس الانتقالي السابق علي ولد محمد فال (2005-2007) محذرا من ان "استخدام القوة ليس حكرا على احد".
ونصح فال الرئيس الموريتاني "بتدارك الوضع والرحيل قبل ان يندم على تعنته".
وتواصل المعارضة منذ الثاني من ايار/مايو حركة احتجاج بمسيرات ومهرجانات واعتصامات مجل تنحي الرئيس ولد عبدالعزيز، الجنرال الذي انتخب في 2009 لولاية من خمس سنوات بعد ان اطاح باول رئيس منتخب ديمقراطيا في موريتانيا سيدي ولد الشيخ عبد الله.
ويرفض انصار ولد عبدالعزيز هذه التحركات التي تندرج في اطار "الربيع العربي" الذي اطاح بعدة انظمة عربية، ويؤكدون ان وحدها نتائج صناديق الاقتراع ستضع حدا لولايته القانونية في 2014.
وتتواصل احتجاجات في مدينة "أكجوجت" شمال البلاد، حيث قتل عامل مناجم الأحد إثر تدخل قوات الحرس لفض اعتصام عمال "شركة مناجم إنشيري"، فيما خرجت مظاهرة في نواكشوط للتنديد بالحادثة .
وأرسلت الحكومة وفداً وزارياً يتكوّن من وزراء الداخلية، والنفط والصناعة، والوظيفة العمومية، إلى المدينة لاحتواء التوتر الاجتماعي والنقابي، إلا أن الوفد الوزاري الذي حاصره المحتجون أكثر من مرة فشل في إقناع أسرة الضحية بالتوصل إلى تسوية، كما رفض العمال الاجتماع بالوفد الوزاري .
وتعيش مدينة "أكجوجت"، 265 كلم شمال نواكشوط، عسكرة أمنية كثيفة حيث تنتشر وحدات الدرك والحرس والشرطة في الشوارع الرئيسة، فيما وصلت التعزيزات الأمنية من نواكشوط لمنع انفلات الأمور .
ويحتشد عشرات العمال والسكان في مقبرة "أكجوجت" في انتظار وصول جثمان العامل ولد المشظوفي، فيما تم توقيف العمل بشكل كامل في ورشات استخراج الذهب والنحاس في المدينة المنجمية .
وقامت السلطات الموريتانية بإجلاء العمال الأجانب في "شركة معادن إنشيري" إلى مكان آمن، حيث كان ملف العمالة الأجنبية أحد الملفات الجدلية في الحراك النقابي الموريتاني .
وطالبت منسقية أحزاب المعارضة والنقابات العمالية والمرصد الموريتاني لحقوق الإنسان بإجراء تحقيق مستقل في الحادث، وتقديم المسؤولين إلى العدالة .
وجددت أحزاب منسقية المعارضة اتهامها للرئيس ولد عبدالعزيز بالفشل في إدارة البلاد، وتأكيدها أن لا حل للأزمات المتفاقمة إلا برحيل الرئيس .
ونظم شباب منسقية المعارضة (مشعل) تظاهرة احتجاجية في نواكشوط الاثنين للمطالبة باعتقال المسؤولين عن مقتل العامل محمد ولد المشظوفي .