ما يحصل في فلسطين الآن هو انتفاضة شعبية للجيل الثالثاعتبر مؤسس مبادرة ذكرى بالأردن، ربيع وفيق زريقات أن شباب الإخوان أثبت أنه قيادي وواع كفاية لحمل قضايا كبرى في المجتمع، مشددا في الحوار الذي جمعنا به على ضرورة تكوين القيادات العربية الشابة "لأننا بأمس الحاجة لذلك".تشرف اليوم على تدريب القيادات العربية الشابة تحت إشراف الأمم المتحدة وأول ما يتبادر في ذهن القارئ هو أن البرنامج موجه لأغراض تخدم أطراف معينة باعتبارنا فقد الثقة في كل ما حولنا بالنظر إلى الوضع الذي تعيشه المنطقة، حبذا لو تحدثنا أكثر عن تفاصيل البرنامج..البرنامج تابع للأمم المتحدة الإنمائي والذي يطمح لتغيير ولو نسبة بسيطة من الواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه العالم في عصر الحروب والدم، لقد وصلنا لأصعب المراحل التي من الممكن أن تعيشها البشرية بعد هوان الإنسان وبعد أن أصبح الكائن البشري آخر اهتمامات العالم، رخص الدم لدرجة أن أصبح هدره "مشهد معتاد"، والضحية الأكبر هم الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحصل. ومن هنا جاءت فكرة البرنامج وهو خلق قيادات عربية شابة لتوصل صوت الضمير الإنساني الحي للعالم، لتكون رائد كل في مجاله وفي بلده لأن أكثر ما ينقصنا كعالم عربي شباب واع بما يحصب من حوله وشباب صاحب حلول وقرارات ومن الطبيعي أن يشك في أن الأمم المتحدة فرضت نقاط عن أخرى ولكن الأكيد أنه لم يحصل ذلك تماما بل رتبت رفقة لمى الخطيب كل محاور البرنامج دون تدخل أي أحد، حتى أننا خلال الدورة انتقدنا سياسات معينة دون أن يطلب منا الصمت عن موضوع دون آخر.حدثت عن قيادات عربية شابة، هل يمكن فعلا الحديث عن ذلك، وأي تجلى القائد الشاب العربي فعلا خلال الفترة الأخيرة؟الشاب العربي واع والناس بالفطرة عندها الإمكانية انها تنظم حالها وتقود التغيير.. فمثلا"، وما حدث في ميدان التحرير في زمن المخلوع مبارك وبفترة 25 يناير كان إثباتا على قدرة الناس على ان تقود ثورة وتتعاون وتحقق ما لم تستطع أن تحققه الأحزاب الرسمية التي تعمل ضمن قالب محدد..الشعب كسر كل القوالب ولم يكن تحركه تقليدي مقولب مما أربك النظام الذي اعتاد للتعامل مع المعارضة من خلال أحزاب لها أطر واضحة وقالب واضح.. فالشباب والشابات عندهم القدرة ولكن ما حدث بعد الثورة هو غياب الخبرة في ملء الفراغ الذي حصل بعد إسقاط النظام وهذا كان طبيعي بسبب غياب العمل السياسي وقمعه من قبل النظام مما أدى لهذا الفراغ.. الجهة الوحيدة التي كانت تملك هذه الخبرة والشعبية على الأرض هم الإخوان ولهذا كان من الطبيعي أن يستلموا زمام الأمور كمعارضة.هل يمكن اعتبار أسلوب العناد الذي انتهجه "الإخوان" في مصر هو السبب في استخدام القوة ضده في موقعة "رابعة"؟العنف ضد الشعب وضد المتظاهر سلميا غير مبرر ولا يمكن أن نقول أن إصرار الإخوان على موقفهم كان سببا في ذلك، ولكن ما يمكن قوله في هذا السياق أن إيمان الإخوان بأنهم على حق وأن مصر كانت تحتاج لرئيس يحكمها بانتخاب شعبي مهما كان أداءه، هو من دفعهم لذلك. في النهاية هذا هو المفهوم الحقيقي للديمقراطية الرئيس هو من ينتخبه الشعب والذي يكمل عهدته بشكل طبيعي ليتم بعد ذلك تقييمها، وعلى الشعب تجديد الثقة فيه أو عدم انتخابه إن ترشح ثانية ولكن ما حصل في مصر هو بتر لروح الثورة وسرقتها وإدخال مفاهيم جديدة غريبة عن الديمقراطية المتعارف عليها.ما هو تقييمك للوضع في سوريا.. وهل ترى أن الحل فعلا يكمن في رحيل الأسد أو أن الأزمة تجاوزت ذلك بأشواط؟الشعب السوري عندما خرج للاحتجاج كان صادق في مطالبه ومشاعره ولكن وللأسف تم سرقة الثورة وقتل من قتل وهجر من هجر.. اليوم المشهد السوري اختلف.. أصبح الموضوع اكبر من سوريا.. أصبح القرار بيد دول كبرى..المعادلة اختلفت جدا..حتى لو تم التوصل لحل سياسي هذا باعتقادي لن يحل أي شيء ما دام داعش خارج المعادلة.. فداعش لن تحاور ولن تتفاوض لحل سياسي..يعني الموضوع معقد.بعيدا عن ذلك، تشير كل المعطيات في الضفة الغربية وحتى غزة إلى قيام انتفاضة ثالثة، ولكنها تسير على ريتم بطيء ولم تنفجر مرة واحدة، في نظرك هل يمكن اعتبار الأحداث في الضفة انتفاضة ثالثة فعلا أو أنها مجرد شرارة غضب وستنطفئ؟نعم ما يحصل هو انتفاضة الجيل الثالث.. والملاحظ أيضا أنها غير حزبية أو تقودها فصائل فلسطينية.. هي شعبية.. وفطرة الناس هي التي تقود هذه الانتفاضة أو الهبة.. ربما لن تحرر فلسطين هذه الانتفاضة ولكن أنا متأكد أنها ستوجه رسالة أن الجيل الجديد لن ينسى قضيته وان الصهيوني لن يعيش بأمان.. وأعتقد إنها ستشجع على الهجرة المعاكسة للصهاينة وعودتهم إلى أوروبا وعدم تحمل أعباء الاستيطان وهي مرحلة مهمة لا يستهان بها.. فالتغيير يأتي على مراحل.ما هو تقييمك للثورات العربية وهل ترى أنها نجحت بعد كل المفاهيم التي اختلطت علينا؟نجحت بكسر حاجز الخوف ونجحت بأن أصبح المواطن العربي يطالب بحقوق.. وأصبح يشعر بأن بإمكانه إحداث التغيير.. ولكن فشلت مرحليا بالوصول إلى الدولة المدنية وتحقيق الأمن.. أعتقد آن كل الثورات في أوروبا والعالم مرت بمراحل مشابهة.. الموضوع يحتاج وقت ما هو بقصير ولكن كان يجب أن نبدأ بالعملية.. الوضع قبل الثورات كان يشبه البناية المهترئة التي ممكن بأي لحظة أن تقع.. فهل نصبر وننتظر الوقت الذي تقع فيه البناية أو نقوم بهدمها وإعادة بناءها من جديد.. مثلما أشرت سابقا" الثورة الفرنسية احتاجت 100 عام لتصل إلى ما وصلت إليه (4 ثورات).. صحيح كان هنالك أمن نسبي.. ولكن كان الوضع مثل البناية المهترئة.أسست مبادرة ذكرى التي استطاع أن تحدث طفرة نوعية في الأردن والتي ينتظر أن تعمم في العالم العربي.. حدثنا عنها أكثر..هي مبادرة للعمل المشترك ، بين أهل عمان والمدن وبين أهل بلدة غور المزرعة. وقد حصلت المبادرة المسجلة في وزارة التنمية الاجتماعية، على جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، وجوائز دولية أخرى. واليوم، وبعد سنوات من بدء المبادرة، يمكن ملاحظة عمل مبدع ومتواصل في الزيارات التي يقضيها زوار من عمان مع العائلات في غور المزرعة، يشاركونهم حياتهم، ويتعلمون منهم أساليب حياتهم. ويقدم أيضا أبناء البلدة مشاركات ثقافية وفنية، بعضها حقق نجاحا ويمكن أن يكون واعدا، وأمكن أيضا توظيف عائدات المبادرة في منح دراسية لأبناء البلدة مقابل المشاركة في الخدمة العامة والعمل التطوعي في البلدة.المبادرة بالطبع لن تحقق الاحتياجات المطلوبة، ولن تحل المشكلات الكثيرة؛ فليس هذا دورها، وليس مطلوبا من جميع المبادرات والجمعيات العاملة في التنمية أن تفعل ذلك، ولكن وظيفتها الأساسية أن تطلق طاقات الناس ووعيهم بقدراتهم وضرورة مشاركتهم، لأن المسؤولية الأساسية في تحقيق الأولويات والتجمع حولها تقع على عاتق المجتمعات نفسها، وليس الحكومة ولا المتبرعين.. وهذا ما يجب أن تدركه المجتمعات والجمعيات التنموية أيضا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة حمدي
المصدر : www.elbilad.net