الجزائر

الرئيس يحذر من خطاب الفتنة والكراهية



قال إننا لسنا ب منأى عن الوقوع في المأساة ثانية
**
* بوتفليقة: قوة الأمة تقاس بمدى وفائها لماضيها وتاريخها

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الاثنين ان قوة الامة تقاس بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخها محذرا من الابتعاد عن المرجعية الدينية للأسلاف المبنية على الوسطية والاعتدال وتجدد الاجتهاد وحذر الرئيس من خطاب الفتنة والكراهية وقال إننا لسنا ب منأى عن الوقوع في المأساة ثانية .
وأفاد الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة افتتاح الاسبوع الوطني العشرين للقرآن الكريم المنظم بوهران بان قوة الامة تقاس بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخيها بينما يكمن ضعفها في تنكرها لماضيها ونفورها من تراثها ونسيانها تاريخها والاستهتار بتعلمه مضيفا بان هوية الجزائر مستمدة من ماضيها الامازيغي التليد ومن تاريخها العربي العريق ومن تراثها العربي الاسلامي الاصيل والوفاء لهذه الثوابت هو وفاء للوطن ذاته .
وشدد بالمناسبة على انه لا يصح اليوم ان تتسبب النقاشات الجوفاء والتشكيك الممنهج في نكران ابنائنا لتاريخهم وفي تنكرهم لأسلافهم وفي انكفائهم عن ثوابت هويتهم ي لافتا في ذات السياق إلى ان الوفاء للتاريخ والاسلاف مع التطلع إلى افاق العصر الحديث والتفاعل الجاد مع الواقع هو الذي يعلي للجزائر شأوها ويرفع شانها .
وحذر رئيس الدولة في رسالته من ان نتسبب اليوم في انكفاء أبنائنا عن اسلافهم العلماء الذين أسسوا في هذا الوطن لمرجعية دينية قويمة تنهل من الكتاب والسنة وتقوم على مبدأ الوسطية والاعتدال وتتجدد بالاجتهاد لان ذلك كما قال سيزعزع ثقتهم فيما بين ايديهم من الفهوم وسيجعلهم عرضة لفتك التيارات الفكرية الدخيلة والمذهبيات المنحرفة والحركات الاستغلالية التي استعملت الاسلام لتمزيق المجتمعات وإضعاف الاوطان وبث الكراهية فيها والضغينة والبغضاء .
ولدى تطرقه إلى ضرورة التخلق بالوفاء باعتباره الضمانة الحقيقية للصدق في حب الوطن والذود عن حياضه شدد رئيس الجمهورية على ان هذا الوفاء باعتباره قيمة اساسية مضافا إلى القيم النبيلة التي تشكل سلم القيم الوطنية هو جدار الصد الاقوى ضد كافة محاولات النيل من هويتنا ومن وسطيتنا ومن وحدتنا الدينية والوطنية .
كما تحدث الرئيس بوتفليقة عن ثمار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي تنعم بها الجزائر اليوم والتي جعل منها الدستور مبدأ ثابتا وقاعدة عمل في تعاملنا مع الوقائع والاحداث ي قائلا بان هذا الميثاق الذي ولد من رحم الازمة لا يعني تمزيق صفحة الماضي ولا نسيان المأساة واسبابها ولا يعني اننا اصبحنا في منأى عن الوقوع في المأساة ثانية بل الخطر ما زال داهما ما لم نكن اوفياء لأولئك الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الحفاظ على وحدة الجزائر وجمع كلمتها وسد الطريق امام خطاب الفتنة والكراهية والتمييز .
وعبر رئيس الدولة عن امتنان الجزائر واكبارها لكافة السادة الائمة الذين لم يخلوا مناصبهم ولم يبرحوا مساجدهم ولم يسلموا منابرهم لدعاة الفتنة ايام المأساة الوطنية ي معتبرا بان الوفاء لهذه النخبة المنتقاة لا يكون الا باستمرار الدولة في منع خطاب الكراهية وفي محاصرة محاولات التقسيم الطائفي والمذهبي وفي السعي إلى احياء ميراث اسلافنا العلماء .
وأهاب الرئيس بوتفليقة في ختام رسالته بكل مؤسسات المجتمع بان تضطلع بأدوارها المنوطة بها وتتواشج مع غيرها في خدمة الصالح العام وان تمد يدها إلى مؤسسات التربية الروحية القويمة الاصيلة لتتناغم الاهداف وتتضاعف الجهود من اجل بث الفضيلة في المجتمع ومرافقته ليعود إلى سابق عهده في تمثل القيم النبيلة وترقيتها والعمل بها .
افتتاح الأسبوع الوطني للقرآن الكريم
افتتحت أمس الإثنين بوهران فعاليات الطبعة ال20 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى وأئمة وشيوخ ومريدي الزوايا من مختلف ولايات الوطن.
وبهذه المناسبة أبرز رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة وجهها للمشاركين بالمناسبة وقرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف أهمية الوفاء كقيمة يؤكد عليها الإسلام والذي أختير موضوع هذه الطبعة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الوفاء منظومة أخلاقية متكاملة ترقى إلى مصاف القيم التي جاءت العقول السليمة بترقيتها وحمايتها والحث عليها والذود عنها بالقوانين والتربية والتعليم. وتتفاوت قوة الأمم فيما بينها بمدى إشعاع هذه القيمة وما يعاضدها منها ومدى أفولها .
وتقاس قوة الأمة بمدى وفائها لماضيها وتراثها وتاريخها والضعف كل الضعف في تنكرها لماضيها ونفورها من تراثها ونسيانها تاريخها والإستهتار بتعلمه. وهوية الجزائر مستمدة من ماضيها الأمازيغي التليد ومن تاريخها العربي العريق ومن تراثها العربي الإسلامي الأصيل والوفاء لهذه الثوابت هو وفاء للوطن ذاته يضيف رئيس الجمهورية.
وشهد حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قراءات جماعية للقرآن الكريم من طرف طلبة المدرسة القرآنية لمسجد الامام علي بن أبي طالب لوهران وعرض شريط مصور عن فعاليات الطبعة ال19 المنظمة بعنابة.
وتم أيضا خلال هذه التظاهرة التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عرض شريط بعنوان الائمة شهداء المنابر مع تكريم الائمة شهداء الواجب الوطني فضلا عن تقديم مدائح إنشادية.
كما تم تكريم رئيس الجمهورية من طرف أئمة مساجد ولاية وهران تقديرا وعرفانا لمجهوداته وانجازاته المحققة من أجل الجزائر منذ توليه سدة الحكم في سنة 1999.
وسيقام ابتداء من اليوم الثلاثاء بالمسجد القطب أيضا الملتقى العلمي الوفاء في القرآن الكريم بحضور زهاء 400 مشاركا من مختلف الولايات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)