الجزائر

الرئيس تبون يجدّد الدعم للنضال الفلسطيني المشروع



❊ رسالة واضحة للمجتمع الدولي وإدانة لجرائم الإبادة في حق شعب أعزل❊ الجزائر ترفض "شيطنة المقاومة" وتحويل الجلاّد إلى ضحية
قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، إن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين ولن يكونوا كذلك، بل هم يدافعون عن وطنهم، مضيفا على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية الجلفة، ‏أن "ما يحدث في غزة جرائم كاملة الأركان، ضد الانسانية وجرائم حرب"، مشيرا إلى أن المجاهدين خلال الثورة التحريرية كان يصفهم المستعمر أيضا ب"الإرهابيين".
جدّد الرئيس تبون موقف الجزائر الثابت إزاء القضية الفلسطينية، وذلك على هامش زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى ولاية الجلفة، في الوقت الذي مازال فيه الشعب الفلسطيني بقطاع غزة يعاني من وحشية العدوان الصهيوني، واصفا ذلك ب"جرائم كاملة الأركان ضد الإنسانية وجرائم حرب".
يأتي تصريح رئيس الجمهورية في ظل الانحراف والتحيز الدولي الفاضح بخصوص ما يجري من تنكيل وتقتيل في حقّ المدنيين بقطاع غزة، والأمر من ذلك التمسك بتحويل الجلاد إلى ضحية وتبرير أفعاله الشنيعة في حق شعب أعزل عبر الترويج للدعاية المغرضة.
وكانت رسالة الرئيس تبون واضحة بهذا الخصوص لاسيما مع محاولة إفراغ المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس من محتواها، بل أكثر من ذلك الإصرار على شيطنتها وإظهارها أمام الرأي العام الدولي على أنها محور الشر الذي يفترض الانقضاض عليه في المنطقة، في حين تتغافل عن المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني نهارا وجهارا أمام مرأى ومسمع من العالم.
بل أن المسعى يرتكز حاليا على القضاء على نضال المقاومة بشكله النبيل والذي يستهدف بالخصوص المحتل، رغم أن التاريخ أضفى عليها الشرعية، حيث نستشهد في هذا السياق بالكثير من النماذج والتي تتصدرها الثورة التحريرية المظفرة التي لم تسلم بدورها من تهمة "الإرهاب" لكونها ناضلت من أجل الحرية والاستقلال.
كما تزخر القارة الإفريقية بالكثير من الأمثلة في هذا المجال، حيث نذكر على سبيل المثال أيقونة الكفاح نيلسون مانديلا الذي قاد مقاومة سرية ضد المحتل الأجنبي بجنوب إفريقيا، علما أنه تلقى الخبرات الميدانية والاستراتيجية في الجزائر، حيث قال في إحدى خطبه أمام آلاف الجماهير "كنت أول جنوب إفريقي يتلقى تدريبا عسكريا في الجزائر.. رجعت من الجزائر إلى دياري، ولكني رجعت رجلا".
والأمر ذاته بالنسبة للراحل ياسر عرفات الذي يعد من مؤسسي حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث ترعرع وسط أفكار النضال والكفاح من أجل تحرير فلسطين، وحظي باعتراف الكثير من الدول وكانت ل«فتح" الكثير من الفروع عبر العواصم العالمية.
وأمام غطرسة الكيان الصهيوني ورفضه الإذعان للشرعية الدولية، فضلا عن المتغيرات الدولية التي تعرفها المنطقة، لم يكن بدا من ظهور فصائل فلسطينية أخرى والتي وإن اختلفت حول طريقة نضالها إلا أنها تجتمع معظمها حول نقطة ضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وتعد الثورة الجزائرية نموذجا لذلك، إذ بالرغم من اختلاف الرؤى بين القوى السياسية خلال الفترة الاستعمارية، إلا أنها التفت حول نقطة واحدة وهي تحقيق الاستقلال .
ومن هذا المنطلق تحرص الجزائر على ضمان لمّ شمل 14 فصيلا فلسطينيا متناحرا منذ 15 عاما، حيث أشرف رئيس الجمهورية على جمع هذه الفصائل العام الماضي للتوقيع على اتفاق المصالحة وفق "إعلان الجزائر".
وقبل ذلك حرصت الجزائر عبر المنابر الدولية على الدفاع عن المقاومة الفلسطينية وباقي المقاومات عبر العالم من أجل دحر المستعمر، باعتبارها قبلة الثوار والنموذج الذي استلهمت منه عديد حركات التحرر عبر العالم.
ونذكر في هذا الصدد تصديها لعديد اللوائح الأممية في مجلس الأمن والتي تحاول إدانة نشاط المقاومة بعد محاولات داعمة لإسرائيل، حاولت بعض الدول من خلالها تصنيفها في قائمة الإرهاب، على غرار محاولات "دعشنة حماس"، في سياق توجّه جديد قديم تحاول أطراف دولية تبنيه بعد العدوان الحالي على غزة.
علاوة على ذلك، تحرص الجزائر في إطار لمّ الشمل الفلسطيني على عدم تجزئة الوضع في فلسطين على أنه يخص قطاع غزة دون آخر، رغم أن نضال الشعب الفلسطيني يشمل باقي المناطق المحتلة وأبرزها القدس، في الوقت الذي يتملّص فيه المحتل من تطبيق الشرعية الدولية ومن ثم تحويل أنظار الرأي العام الدولي عن لبّ القضية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)