الجزائر

الرئيس بوتفليقة‮ يبرز حساسية التشريعيات على مصير البلاد في‮ رسالة بمناسبة عيد العمال‮:‬



‮❊ الجزائر محط أنظار العالم وقادرة على تقديم النموذج الديمقراطي‮ الرصين‮.‬
‮❊ دعوة المتعاملين للمشاركة الفعّالة في‮ تعزيز المسار التنافسي‮.‬
‮❊ تدارك التأخر في‮ مجال النمو وإنتاج الثروات الإقتصادية‮.‬
‮❊ إشادة بما‮ يُبذل في‮ تحسين ظروف العمال والمتقاعدين الإجتماعية والمادية‮.‬
بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رسالة‮ الى الامين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عشية الاحتفال باليوم العالمي‮ للعمال المصادف لاول ماي‮ فيما‮ يلي‮ نصها‮ :‬
‮"‬أخواتي‮ إخواني
إن ذكرى أول ماي‮ التي‮ نحتفل بها مع باقي‮ عاملات وعمال العالم‮ لهي‮ مناسبة‮ نجدد فيها التعبير عن إيماننا الراسخ بقيم العمل والاجتهاد كأساس لتحقيق التنمية الشاملة لبلادنا وتقدم ورفاهية شعبنا‮.‬
وبهذه المناسبة أتوجه بتحياتي‮ الحارة وتهاني‮ الصادقة إلى كل العاملات والعمال في‮ جميع مواقع العمل والإنتاج تقديرا لتفانيهم في‮ أداء واجبهم واسهامهم في‮ استرجاع السيادة الوطنية والحفاظ عليها‮ وإكبارا لجهودهم في‮ دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا في‮ ظروف كانت أحيانا صعبة‮.‬
إن أول ماي‮ من كل سنة‮ يتيح لنا فرصة استحضار الدور البارز الذي‮ قام به أسلافكم إبان الكفاح التحرري‮ ونضالكم النقابي‮ تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين والذي‮ جعل الطبقة الشغيلة في‮ طليعة الثورة التحريرية‮ ومعركة البناء والتشييد‮.‬
أخواتي‮ إخواني
هذه محطة متميزة نقوم فيها ما تحقق من إنجازات كما أنها مصدر استلهام ندعم به مكاسب الأمة ونتطلع من خلاله إلى المستقبل‮.‬
لقد أتيحت لي‮ فرصة التذكير بالمجهود الاستثنائي‮ لإعادة الإعمار الذي‮ طبع‮ السنوات الأخيرة بفضل الإمكانيات الضخمة التي‮ حشدتها الدولة من خلال برامج إنمائية متتالية مكنت من إنجاز آلاف المؤسسات التعليمية وتوفير مئات الآلاف من‮ المقاعد الجامعية‮.‬
كما مكنت إحراز تقدم ملحوظ في‮ هياكل الصحة العمومية وتمتع الساكنة بالماء‮ الشروب والكهرباء والغاز الطبيعي‮ وفي‮ السكن وإنجاز عشرات الآلاف من الكيلومترات‮ من الطرق الجديدة مع إطلاق ورشات ضخمة في‮ مجال النقل لتجديد وتوسيع وتحديث شبكة‮ السكة الحديدية والنقل الحضري‮ في‮ المدن الكبرى واستصلاح ملايين الهكتارات من الأراضي‮ الزراعية إلى‮ غير ذلك من الإنجازات والمكتسبات‮.‬
لقد رافق هذه الدينامية تراجع هام في‮ نسبة البطالة واستقرار في‮ نسبة النمو‮ الاقتصادي‮ من دون المحروقات مع تحكم في‮ نسبة التضخم إلى جانب التحرر من قيود‮ الميديونية الخارجية بعد القيام بالدفع المسبق للمستحقات‮.‬
أخواتي‮ إخواني
استفاد العمال من السياسات الاقتصادية والاجتماعية هذه من خلال الجهود‮ المبذولة لتحسين ظروف معيشة سائر الساكنة ومن خلال ارتفاع الأجور والمداخيل بدءا‮ برفع الأجر الوطني‮ الأدنى المضمون على امتداد العشرية‮ والزيادات في‮ أجور الموظفين‮ في‮ كافة القطاعات إلى جانب الزيادات في‮ أجور عمال القطاع الاقتصادي‮ العمومي‮.‬
ولم‮ يستثن المتقاعدون من مسعى العدالة الاجتماعية هذا إذ استفادت كذلك‮ هذه الشريحة من المجتمع بزيادة استثنائية معتبرة‮.‬
هذا دون أن ننسى تحسين التغطية الاجتماعية وامتدادها إلى كافة فئات المجتمع‮ إلى جانب تحسين نوعية الخدمات الاجتماعية من خلال عصرنة منظومة الضمان الاجتماعي‮ التي‮ أصحبت تستخدم أحدث الآليات في‮ التسيير وفي‮ تقديم الأداءات للمواطنين‮.‬
كما‮ يجدر التذكير بتأسيس الصندوق الوطني‮ لاحتياطات التقاعد سنة‮ 2006‮ يتم‮ تمويله اليوم باقتطاع نسبة‮ 3‮ %‬‮ من عائدات الجباية البترولية السنوية وذلك حرصا‮ منا على ضمان الاستمرارية لنظام التقاعد الوطني‮.‬
إن مجمل هذه التطورات كانت‮ ثمرة للحوار الاجتماعي‮ الذي‮ وفقنا الله في‮ تحويله إلى عقد وطني‮ اقتصادي‮ واجتماعي‮ تم إبرامه سنة‮ 2006‮ وهو قيد الإثراء بغرض تمديده لفترة جديدة عقد حظي‮ من قبل منظمة العمل الدولية بالترحيب والتنويه‮.‬
أخواتي‮ إخواني
إن الجزائر وبالرغم من كل هذه الإنجازات الضخمة مطالبة بأن تواصل جهودها‮ قصد التدارك النهائي‮ لأوجه التأخر التي‮ تعانيها وإن التقدم المسجل خلال السنوات‮ المنصرمة‮ يدعونا إلى تكثيف جهودنا لإنتاج ثروات اقتصادية متنوعة والعمل على تطوير‮ الاقتصاد الوطني‮ وتنويعه وعدم الاتكال على عائدات المحروقات فقط‮ اعتقادا منا‮ بأن المواطن الجزائري‮ له من الكفاءة والاقتدار مايؤهله للخوض في‮ مرحلة ما بعد‮ البترول‮.‬
ومن هذا المنظور فإنني‮ أهيب بالمتعاملين الجزائريين أن‮ يشاركوا مشاركة‮ أكثر فعالية في‮ المعركة الوطنية من أجل التنافسية التي‮ تمر عبر إحداث مؤسسات ناجعة‮ عمومية كانت أم خاصة أو بالشراكة مع الأجانب مؤسسات كفيلة بإحداث مناصب شغل كثيرة‮ وفيرة وتوفر للمجموعة الوطنية حصتها من الإيرادات وتتيح لاقتصادنا تنويع حصصه من‮ الأسواق الخارجية‮.‬
وبوجه خاص فإن سنة‮ 2011‮ تميزت باتخاذ إجراءات هامة لتشجيع الاستثمار الهادف إلى توفير أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل كما تم تعزيز الإجراءات التشجيعية لصالح الشباب والعاطلين عن العمل الذين‮ يرغبون في‮ إنشاء مؤسساتهم الصغرى بالإضافة الى دعم البرامج العمومية المختلفة الرامية إلى الإدماج المهني‮ للشباب والحرص على‮ جانب التكوين لارتباطه ا لمباشر مع احتياجات سوق العمل وتطوره‮.‬
أخواتي‮ إخواني
لعل أهم ما‮ يصادف أول ماي‮ لهذه السنة تطبيق تلك الإصلاحات السياسية التي‮ أعلنت عنها في‮ أفريل‮ 2011‮ بغية ترقية المسار الديمقراطي‮ وحرصت على إجراء استشارة‮ واسعة لكافة الطبقة‮ السياسية والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني‮ لإثراء المنظومة‮ التشريعية المكرسة لهذه الإصلاحات تحصينا للبلاد من الهزات والتقلبات أو من تكرار‮ المأساة الوطنية‮.‬
إن سنة‮ 2011‮ شهدت اصدار مجموعة القوانين الرامية إلى تأطير الإصلاحات‮ السياسية المعلنة من بينها القانون العضوي‮ الجديد المتعلق بالانتخابات والذي‮ نص‮ على كافة الضمانات لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة وعادلة وذلك تحسبا للانتخابات‮ التشريعية المقررة في‮ العاشر من ماي‮ 2012‮.‬
إنها الضمانات التي‮ ستسمح بتعزيز الديمقراطية والتعبير عن الإرادة الشعبية‮ بكل شفافية ونزاهة‮.‬
وفي‮ نفس الإطار تم إصدار سلسلة من القوانين الجديدة ومن ضمنها أخص بالذكر‮ قانون توسيع تمثيل المرأة في‮ المجالس المنتخبة الذي‮ يأتي‮ في‮ سياق التعديل الدستوري‮ لسنة‮ 2008‮ ويشجع الأحزاب السياسية على ترقية تمثيل المرأة والتمكين لها في‮ مختلف‮ مناحي‮ الحياة تكملة للجهود الرامية إلى ضمان تساوي‮ الحظوظ بين الجنسين في‮ ميادين‮ أخرى كالتربية والتعليم والتشغيل وتبوء مناصب المسؤولية‮.‬
أخواتي‮ إخواني
إن الجزائر هي‮ اليوم محط الأنظار وكما برهنت بالأمس على جدارة ثورتها‮ فإنها قادرة على تقديم نموذج رصين في‮ مجال دعم المسار الديمقراطي‮.‬
لذلك فإنه‮ يتعين على كل فرد من أفراد المجموعة الوطنية أن‮ يدرك أن مشاركته‮ في‮ الموعد الانتخابي‮ ليوم الخميس‮ 10‮ ماي‮ يكتسي‮ أهمية بالغة على أكثر من صعيد وأنها تختلف عن المواعيد السابقة بالنظر إلى الآفاق المستقبلية التي‮ سترسمها هذه الانتخابات‮ وأثر ذلك بالنسبة لمصير البلاد ككل‮.‬
فعلى الجميع أن‮ يعلم تمام العلم بأن المشاركة الواسعة تمهد الطريق لدعم‮ أركان الدولة ودولة قوية‮ يعني‮ دولة قادرة على حماية المواطن وعلى الحفاظ على السيادة‮ الوطنية وتماسك البلاد في‮ ظرف دولي‮ يوحي‮ بتساؤلات عدة‮.‬
على هذا الأساس فإنني‮ على‮ يقين بأن العمال سيعرفون كعادتهم كيف‮ يرفعون‮ التحديات التي‮ تفرضها هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا‮ ويقبلون بقوة للإدلاء بأصواتهم بكل حرية ومسؤولية‮.‬
كما أخص بالذكر شبابنا الذي‮ أدعوهم مجددا لأن‮ يغتنموا هذه الفرصة للتعبير‮ عن إرادتهم واختيار من‮ يرونهم أنسب وأقرب لتحقيق تطلعاتهم‮. إنهم هن المعنيون الأوائل‮ بالإصلاحات التي‮ بادرنا بها‮. سيعول عليهم في‮ مواصلة البناء والتشييد والذود‮ عن حمى الوطن والشعب‮.‬
كما لا‮ يفوتني‮ أن أذكر المرأة الجزائرية بصفة عامة والمرأة العاملة على‮ وجه الخصوص لأنبهها بأهمية هذا الموعد بالنسبة لإثبات وجودها على الساحة السياسية‮ وتعزيز مشاركتها في‮ بناء مجتمع‮ يسوده العدل والتسامح والمساواة خاصة وأن الظروف‮ المساعدة على تحقيق تطلعاتها هي‮ اليوم متوفرة أكثر من ذي‮ قبل‮.‬
إن البلاد مقبلة على خوض مرحلة مفصلية في‮ تاريخها مرحلة تتطلب تعبئة أكبر‮ من المواطنين لتحقيق أهداف التجدد الوطني‮ وإنجاح الأشواط الآتية من مسيرتنا الوطنية‮.‬
أدعو المواطنات والمواطنين إلى تحمل مسؤولياتهم في‮ مسعى التجدد الذي‮ نحن‮ بصدد القيام‮ به وأهيب بهم أن‮ يضاعفوا الجهود في‮ سبيل تمتين لحمة مجتمعنا وتقوية‮ تضامنه وإعطاء الجزائر طموحا‮ يكون في‮ مستوى التحديات التي‮ تواجهها‮.‬
والسلام عليكم‮ ".‬




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)