استهل الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، حكمه باتخاذ قرارات وصفها المتتبعون للشأن اليمني بالجريئة، وتمثلت في إبعاد أبرز قادة الجيش المعروفين بولائهم للرئيس المبعد علي عبد الله صالح.
وقرأ المراقبون هذه الخطوات على أنها رسالة لتطمين الثوار الذين مازالوا يطالبون بمحاكمة الرئيس المخلوع، وإبعاد كل معاونيه وأفراد عائلته، وتطمينا لسكان جنوب اليمن، الذين يحمّلون رموز نظام صالح كل مصائبهم. وبالإضافة إلى هذا، أراد الرئيس الجديد أن يوحي لليمنيين، بشكل عام، أن هناك بالفعل تغييرات جذرية للنظام الحاكم، وأن الأمر لا يقتصر على تغيير رئيس برئيس آخر.
عمليا تمثلت أولى خطوات الرئيس منصور هادي بإعفاء قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، مهدي مقولة، الذي ينحدر من نفس منطقة الرئيس السابق، من منصبه واستخلافه بقائد عسكري جنوبي معروف، وهو اللواء سالم علي قطن.
للإشارة يتهم الجنوبيون اللواء المبعد بالوقوف وراء انتشار الفساد والنهب، وإقصاء العسكريين المنحدرين من الجنوب، وإحالتهم على التقاعد قبل الأوان، وهو ما تسبب في بروز ما عرف بظاهرة الحراك الجنوبي قبل نحو خمسة أعوام، وهي الحركة التي تحولت من المطالبة ببعض الحقوق إلى المطالبة بالاستقلال التام عن صنعاء. ومن الخطوات الأولى للرئيس الجديد الملفتة للانتباه كذلك تعيينه لشخصية جنوبية ذات توجه إسلامي محافظا لعدن، والمحافظ الجديد هو رشيد وحيد علي رشيد، الذي سبق وشغل نفس المنصب في منتصف تسعينات القرن الماضي، أي خلال فترة الائتلاف الذي جمع بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح وحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، ثم خف بريقه، وتراجع بعد تمكن صالح من بسط نفوذه على كامل اليمن.
بعض المحللين يرون أن إبعاد قائد المنطقة العسكرية الجنوبية من منصبه، وتعيين إسلامي على رأس المحافظة، مؤشر جاد على نية الرئيس الجديد في التغيير، لكن بقاء أبناء علي صالح في مناصبهم الحساسة يُفقد مثل هذه القرارات كل جاذبيتها.
ميدانيا نقلت وكالة ''رويترز'' الإخبارية عن شهود عيان حدوث مناوشات وتبادل لإطلاق النار بين وحدات من الجيش اليمني، وقد سجلت هذه الاشتباكات بالقرب من مقر إقامة الرئيس المنتخب، كما تواصلت، حسب ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، الحركات الاحتجاجية بعدد من الثكنات والمؤسسات العسكرية التي يطالب منتسبوها بإبعاد وإقالة قادتهم لتورطهم في ممارسات الفساد. وحسب الأخبار الواردة فإن أخطر الاشتباكات سجلت بين قوات الفرقة المدرعة الأولى التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، المتمرد منذ أكثر عام كامل على الرئيس السابق، ووحدة من قوة الأمن المركزي التي يقودها ابن شقيق علي عبد الله صالح. أما أخطر الاحتجاجات فتمثلت في تظاهر ما يربو على الـ500 جندي وضابط من قوات المشاة البحرية بجنوب السواحل اليمنية. أما بالقرب من صنعاء فقد نظم عدد من جنود وضباط القوات الجوية مسيرة ضخمة أمام منزل الرئيس الجديد، مطالبين بإقالة قائد القوات الجوية، وهو لواء من عائلة الرئيس المخلوع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: العربي زواق الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com