الجزائر

الرئيس الموريتاني بالجزائر



الرئيس الموريتاني بالجزائر
بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز زيارة رسمية للجزائر، هي الأولى له منذ وصوله للسلطة قبل نحو ثلاث سنوات، تستمر أربعة أيام وينتظر أن يبحث خلالها الطرفان الموريتاني والجزائري قضايا هامة على رأسها الأمن في منطقة الساحل الأفريقي.

وتأتي الزيارة بعد استلام موريتانيا لقيادة أركان جيوش منطقة الساحل قبل نحو أسبوعين، وهي القيادة التي تتولى مسؤولية تحليل الوضع الأمني وتبادل المعلومات والخبرات حول التطورات الأمنية والعسكرية على مستوى منطقة الساحل وتنسيق العمليات المشتركة ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

وكانت الجزائر إحدى أبرز الدول التي عارضت الانقلاب الذي نفذه الرئيس محمد ولد عبد العزيز عام 2008، وأطاح من خلاله بحكومة الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله التي كانت تنتهج سياسة إقليمية أقرب إلى الجزائر منها إلى المغرب.

المغرب أو الجزائر
ودائما ما يختار أي نظام يمسك بمقاليد موريتانيا بين الانخراط في المحور الجزائري أو المغربي، ومن غير الممكن غالبا بناء تحالف مع النظامين على حد سواء بنفس القوة والمتانة.

وبسبب اتصالات ذات طبيعة سرية بل وعلنية في بعض الأحيان قام بها الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز مع المملكة المغربية قبيل استلامه السلطة، بادر المغرب إلى احتضان النظام الجديد في موريتانيا بعيد إعلان الانقلاب.

وكان مدير المخابرات المغربية ياسين المنصوري أول مسؤول خارجي يصل نواكشوط بعد أيام قليلة من الإعلان عن الإطاحة بالرئيس السابق، وهي الزيارة التي تكررت لاحقا وقادت في النهاية إلى تحسن كبير في العلاقات بين البلدين.

لكن بالمقابل وبسبب الاحتضان المغربي لنظام ولد عبد العزيز كانت الجزائر تسعى بجهد حثيث لإفشال الانقلاب وحشد مزيد من الرفض الأفريقي والدولي له، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى ترد كبير في العلاقات بين البلدين.
ويرى الخبير في القضايا الإستراتيجية والأمنية حمدي ولد الداه، أن التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجه البلدين على مستوى منطقة الساحل هي التي قادت إلى التحسن الحالي في العلاقات بعد سنوات من التوتر والجفاء.
وأشار ولد الداه في حديث للجزيرة نت، إلى أن زيارة الرئيس الموريتاني تأتي استكمالا لخطوات عديدة وزيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين من أجل إعادة تنشيط العلاقات وتفعليها تمهيدا لبناء تحالف إقليمي ستكون المغرب أبرز المتضررين منه بحكم أن المعادلة الإقليمية السائدة حاليا تقول إنه إذا كسب أحد الأطراف في اتجاه معين فإن الآخر سيتضرر لا محالة.

وأضاف ولد الداه أن للزيارة أبعادا واهتمامات أخرى، حيث تحتاج موريتانيا إلى مساعدة الجزائر في ملفات عديدة من بينها قضايا الجفاف والأمن الغذائي والتنمية بشكل عام، إلا أن المحور الأمني والعسكري يبقى بمثابة كلمة السر التي جمعت بين الطرفين وساهمت في إبعاد شبح التوتر عن العلاقات بينهما.

وكان المغرب قد ترشح ضد موريتانيا للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ضمن الحصة المخصصة لأفريقيا والتي كانت موريتانيا تطمح لأول مرة إلى الاستفادة منها بعد تزكيتها من قبل الاتحاد الأفريقي قبل أن يتولى المغرب وأد ذلك الحلم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)