الجزائر

الرئيس المصري يحلف اليمين ثلاث مرات تعهّد بأن تكون الجمهورية الثانية ''دولة مدنية''



الرئيس المصري يحلف اليمين ثلاث مرات                                    تعهّد بأن تكون الجمهورية الثانية ''دولة مدنية''
باشر الرئيس المصري، الدكتور محمد مرسي، مهامه رسميا بعد أدائه اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، على بعد أمتار من مستشفى المعادي العسكري الذي يرقد فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعدها توجه إلى المنطقة المركزية العسكرية بالقاهرة، في احتفالية تنصيبه رئيسا لمصر ونقل السلطات من القوات المسلحة إلى الرئيس الجديد، ليصبح الدكتور مرسي أول رئيس مدني للبلاد، بعد أن ظل ضباط من الجيش يحكمون البلاد على مدار 60 عاما.
توجه، أمس، الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي، إلى مقر المحكمة الدستورية العليا بمنطقة المعادي، حيث وصل موكبه في تمام الساعة 11 ونصف صباحا، وكان في استقباله جميع أعضاء المحكمة وهيئة مفوضيها، حيث اجتمع بهم قبل مراسم أداء اليمين نحو 30 دقيقة في قاعة كبار الزوار، وكان فيها الحديث وديا عن طبيعة المحكمة وأحكامها دون التطرق إلى موضوع حكم حل مجلس الشعب، وخلال اللقاء أبدى 5 من أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، استنكارهم من رفض مرسي بث مراسم الاحتفالية كاملة ومباشرة على التلفزيون المصري، ورهنوا موافقتهم على حضور مراسم أداء اليمين الدستورية، بإذاعتها على الهواء مباشرة على التلفزيون المصري، ما اضطر مرسي إلى الموافقة على بث المراسم كاملة، ولكنها أذيعت متأخرة دقائق معدودة عن وقتها الأصلي، وبعد انتهاء المفاوضات توجه الحضور إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمبنى المحكمة للانطلاق في مراسم الحفل، وأدى مرسي اليمين ثم ألقى كلمة عبّر فيها عن ''افتخاره بأداء اليمين أمام هيئة قضائية مستقلة شامخة رفيعة''، ثم توجه إلى قاعة الاحتفال الكبرى بجامعة القاهرة، بعد أكثر من ساعتين من التوقيت المقرر، لإلقاء أول خطاب رسمي، وحضر الاحتفالية عدد من الشخصيات العامة والسياسية، لكن سوء التنظيم طبع على هذه الاحتفالية، حيث اضطر شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب إلى مغادرة القاعة، لأن البروتوكول الرئاسي لم يخصص له مكانا في مقاعد كبار الزوار. وأكد مرسي في كلمته احترامه للسلطتين القضائية والتشريعية، وأنه سيقوم بدوره لضمان استقلالهما، وقال الرئيس الجديد إن الشعب المصري حقق بفضل الشهداء، إنجازات عظيمة سنحافظ عليها ولن نفرّط فيها، وأن الشعب المصري فرض إرادته وسيادته، ومارس لأول مرة في التاريخ الحديث سلطته كاملة، وشدد على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الكامل كي يتحقق الاستقرار، وإلى إزالة الفوضى خاصة في المجال الاقتصادي، وأن تعمل أجهزة الدولة على حماية المصريين في الداخل والخارج، والحفاظ على الأمن القومي والمؤسسة العسكرية وحدود الوطن مع القوات المسلحة، درع الوطن وسيفه، وتعهد رئيس مصر بعودة المؤسسات المنتخبة لأداء دورها، وتفرغ الجيش لمهمته في حماية الأمن وحدود الوطن، وأن تعمل القوات المسلحة مع باقي مؤسسات الدولة في إطار الدستور والقانون، مؤكدا أنه أجير عند الأمة وخادم للشعب وراع للدستور والقانون، وتعهد أيضا باستكمال أهداف الثورة، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وأن حق الشهداء في رقبته حتى يؤخذ القصاص العادل لهم، في دولة مدنية ووطنية ودستورية حديثة.
خارجيا، قال الرئيس المصري إنه جاء برسالة سلام، متعهدا باحترام التزامات مصر في المعاهدات والاتفاقات الدولية، وأن مصر داعمة للشعبين الفلسطيني والسوري للحصول على الحرية، مؤكدا على ضرورة وقف نزيف الدم، والعمل على تعزيز العمل العربي المشترك.
مرسي يتسلم درع القوات المسلحة
وعلى الجانب الآخر، شهدت المنطقة المركزية العسكرية تنصيب بمنطقة الهايكستيب بالقاهرة، احتفالا هائلا بمناسبة تسليم السلطة من القوات المسلحة للرئيس المنتخب، وكان في استقبال الرئيس المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة والجنرال سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة، بأداء التحية لمرسي رئيس مصر المنتخب، ثم بدأت مراسم تنصيب الرئيس، وألقى طنطاوي كلمة شكر فيها مرسي على إشادته بالقوات المسلحة، وأهداه درع القوات المسلحة وتم إطلاق 21 طلقة تكريما له، ومن جهته، أثنى الرئيس الجديد على أداء رجال القوات المسلحة التحية لرئيس مصر المنتخب، واعتبرها تحية للإرادة الشعبية، وأن العالم كله يتابع اليوم نموذجا فريدا في مصر لانتقال السلطة إلى سلطة منتخبة، وإعلان بداية الجمهورية الثانية برئيس مدني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)