لاتزال الأزمة السياسة في غامبيا تراوح مكانها في انتظار رد المحكمة العليا على طعن الرئيس المنتهية ولايته، يحي جامع، في نتائج الانتخايات الرئاسية التي جرت في شهر ديسمبر المنصرم والتي فاز فيها مرشح المعارضة أداما بارو.فمن المقرر أن تنظر المحكمة في العاشر من يناير الجاري في طعن حزب الرئيس جامع الذي بعدما أقر بهزيمته في الانتخابات، عاد وتراجع عن موقفه بعد أسبوع من ذلك، - بدعوى وجود مخالفات "غير مقبولة" في العملية الانتخابية - وأكد أنه سيبقى في السلطة ما دامت المحكمة لم تتخذ قرارها.وحسب النتائج الرسمية للانتخابات التي أجريت في الفاتح ديسمبر الماضي في غامبيا، فقد حصل مرشح المعارضة آدما بارو على 45.5 بالمائة من الأصوات مقابل 36.7 بالمائة لجامع، وأكدت لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة في البلاد، أن النتائج وبعد التدقيق فيها، اتسمت بالعدالة والشفافية.جامع مدعو إلى التنحي عن السلطة سلمياوبالرغم من الدعوات المتكررة للعديد من الدول والهيئات على غرار المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والأمم المتحدة، بتسليم السلطة "سلميا" في غامبيا قبل ال19 يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس المنتخب الجديد، يتشبت جامع بموقفه ويصر على البقاء في الحكم.وفي محاولة لاحتواء الأزمة، دعا قادة إيكواس - في ختام قمتهم السنوية شهر ديسمبر الماضي بنيجيريا - جامع إلى القبول بنتيجة الانتخابات، والتنحي عن السلطة، مع الامتناع عن أي عمل من شأنه تهديد عملية الانتقال والتداول السلمي للسلطة إلى الرئيس المنتخب.وتعهدت إيكواس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنفاذ نتائج الانتخابات، حيث أعلن رئيس مفوضية المجموعة، مارسيل آلان دي سوزا، عن استعدادها التدخل باستعمال القوة في غامبيا لتحقيق رغبة الشعب إذا لزم الأمر، وهو ما اعتبره الرئيس المنتهية ولايته بمثابة "إعلان للحرب" على بلاده، متعهدا بالبقاء في السلطة والدفاع عنها ضد أي عدوان.ومن جهتها، دعت منظمة الأمم المتحدة، إلى نقل السلطة إلى الرئيس المنتخب بطريقة سلمية ومنظمة، مجددة التزامها بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق ذلك في احترام تام لإرادة الشعب.وبدوره، طالب مجلس الأمن الدولي الرئيس الغامبي، بمراعاة إرادة الشعب تنفيذ عملية انتقالية سلمية سلسلة للسلطة للرئيس المنتخب أداما بارو بحلول 19 يناير وفقا لدستور البلاد.الرئيس المنتخب على استعداد لتسلم السلطةوبالموازات مع ذلك، أكد رئيس غامبيا المنتخب أداما بارو، استعداده لتولي السلطة، داعيا خصمه السياسي للاعتراف بهزيمته في الانتخابات انطلاقا من روح المصالحة الوطنية متهما إياه بالإضرار بالعملية الديمقراطية عبر رفض قبول النتيجة.وفي هذا الصدد أكد المتحدث باسم الائتلاف الحاكم الجديد، خليفة صلاح، أنه ستتم معاملة الرئيس المنتهية ولايته ك"زعيم متمرد" إذا رفض التخلي عن السلطة، موضحا أن 'أي رئيس يفقد شرعيته الدستورية يصبح متمردا، وأي ضابط عسكري أو موظف يرفض أن يكون تحت سلطة دستورية أخرى يصبح أيضا متمردا'.وبالمقابل، أعلن أداما بارو عن تشكيل مجموعة خبراء لإعداد خطة للتنمية الوطنية ستضم نواة من سبعة خبراء في السياسة والمجتمع المدني والاقتصاد والاجتماع والثقافة والبيئة لتنسيق تعبئة الخبراء الذين سيعدون خطة التنمية التي ستحل محل خطة الحكومة المنتهية ولايتها.وأكد الرئيس المنتخب، رغبته في أن تباشر حكومته العمل فورا بعد تنصيبه في 19 يناير المقبل.وفي انتظار ما ستفضي إليه نتائج المحكمة العليا، تبقى أنظار المجتمع الدولي موجهة نحو غامبيا، واحدة من أصغر الدول الإفريقية، التي لا يتجاوز عدد سكانها مليون و800 ألف نسمة ولا يتعدى قوام قواتها الألف و900 عسكري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz