أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس، عن تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية مسبقة يوم 24 جوان القادم، عاما قبل انقضاء عهدته، والتي رشحته كل التوقعات أن يفوز بها من دون منازع. وكشف الرئيس التركي عن قراره بعد مشاورات أجراها مع رئيس الحزب الوطني التركي حليفه في الائتلاف الحكومي والذي وافق على مقترح الرئيس أردوغان.وفاجأ هذا القرار الطبقة السياسية التركية وحتى متتبعي المشهد السياسي التركي، خاصة أن مسؤولين أتراك بما فيهم الرئيس أردوغان سبق أن نفوا كل الأخبار التي تم تداولها في الفترة الأخيرة وأكدت عزم الرئيس التركي الدعوة إلى تنظيم انتخابات مسبقة.
وكان دولت باسيلي رئيس حزب العمل القومي التركي وحليف حزب العدالة والتنمية في الحكومة مهد الطريق لمثل هذه الخطوة أول أمس، الثلاثاء عندما دعا إلى انتخابات مسبقة وحدد تاريخ 26 أوت القادم لتنظيمها.
ويبدو أن الرئيس التركي قد أخذ بخيار الانتخابات المسبقة من أجل تسريع العمل بحزمة الإصلاحات الدستورية التي تمت المصادقة عليها شهر أفريل من العام الماضي من خلال استفتاء شعبي، حيث منح الرئيس أردوغان لنفسه صلاحيات رئاسية هامة تعزز موقفه في اتخاذ القرارات الهامة من دون الحاجة إلى موافقة نواب البرلمان.
والأكثر من ذلك، فإن هذه الإصلاحات ستمكّن الرئيس التركي البالغ من العمر 64 عاما من مواصلة السباق إلى القصر الرئاسي في أنقرة ولما لا البقاء في أعلى هرم السلطة إلى غاية سنة 2028.
وبرر الرئيس أردوغان قراره الذي اتخذه بعد مشاورات مع حليفه الحكومي بضرورة الانتقال في أقرب وقت إلى نظام حكم رئاسي حتى يتمكن من التعامل بسرعة مع تطورات الوضع في سوريا وكذا اتخاذ قرارات استعجالية هامة بخصوص إصلاح الاقتصاد التركي.
وحث الرئيس التركي في اجتماع حضرته قيادات حزب العدالة والتنمية، اللجنة الانتخابية العليا إلى الشروع في اتخاذ كامل الإجراءات العملية لتحضير جيد لهذا الموعد الانتخابي الهام.
وحسب متتبعين للشأن السياسي التركي، فإن لجوء الرئيس أردوغان إلى خيار الانتخابات المسبقة أملته رغبته في استغلال الزخم الشعبي الذي حظي به الهجوم العسكري الذي شنه على معاقل الأكراد في شمال سوريا وكذا محاولة استغلال نسبة النمو التي حققها الاقتصادي التركي في السنوات الأخيرة.
ولكن مؤشرات الدعوة إلى انتخابات عامة ورئاسية كانت قد فرضت نفسها على الحياة السياسية التركية منذ عدة أسابيع بعد أن راح الرئيس أردوغان ووزراء حكومته في التباهي بما حققته حكومة الوزير الأول بن علي ايلدريم، من إنجازات وسمحت للإقتصاد التركي بأن يدرج في أعلى قائمة أقوى الاقتصاديات في العالم بنسبة نمو لم تكن متوقعة قبل سنوات.
ورغم الحظوظ المتزايدة لفوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مقاعد البرلمان التركي والرئيس أردوغان بخلافة نفسه، إلا أن ذلك لم يمنع أحزاب المعارضة التركية من رفع التحدي مؤكدة أنها على أتم الاستعداد لكسر هيمنة الحزب الحاكم وتقويض حظوظ الرئيس أردوغان على الأقل بحرمان حزبه من الفوز بأغلبية مريحة في البرلمان التركي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م م
المصدر : www.el-massa.com