الجزائر

الرئيس الأسد يطالب بالأفعال لا بالأقوال



الرئيس الأسد يطالب بالأفعال لا بالأقوال
أثارت تصريحات وزير الخارجية الامريكي بخصوص إمكانية التفاوض مع الرئيس السوري; بشار الأسد; ردود فعل رافضة بدعوى أن هذا الأخير لا يجب اعتباره طرفا في تحديد مستقبل سوريا.فمن بريطانيا مرورا بفرنسا ووصولا إلى تركيا توالت ردود فعل سلطات هذه الدول لتصب في موقف واحد رفضت من خلاله تبنى المقاربة الأمريكية بقناعة أن الرئيس السوري لم تعد له الأهلية للتفاوض حول مستقبل بلاده وهو الذي ”قتل شعبه”.وإذا كانت لندن وباريس وأنقرة سارت الى نقيض موقف حليفها الامريكي فان الرئيس الأسد وجد في تصريحات جون كيري مناسبة للتأكيد أنه باق ولا يمكن القفز عليه كطرف محوري في أية ترتيبات مستقبلية تحدد مصير الأزمة السورية.وذهب الرئيس بشار الأسد، حسب مصادر رسمية سورية، إلى حد القول أنه يتعين على واشنطن أن ترفق أقوالها بأفعال ملموسة. وقال الرئيس السوري في اول رد فعل على تصريحات كيري لقد سمعنا مرارا بمثل هذه التصريحات ولكن يجب أن ننتظر الأفعال وحينها سنقرر في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الامريكي الذي أكد أول أمس انه يتعين في النهاية الدخول في مفاوضات مع الأسد لوضع حد للحرب التي خلفت بحلول عامها الخامس 215 ألف قتيل.وقال الرئيس السوري إن كل تغير حقيقي في موقف المجموعة الدولية تجاه النظام السوري يجب أن يبدأ بوقف كل دعم سياسي أو عسكري لمن اسماهم ب«الإرهابيين” في إشارة إلى المعارضة المسلحة التي حملت السلاح من أجل الإطاحة بنظامه. وإذا كان الرئيس السوري أبدى ترحيبا معلنا لما قاله الوزير الأمريكي وأكد أن ”كل تغيير في الموقف الدولي يعتبر أمرا ايجابيا إذا كان صادقا وفعليا”.ولكن السلطات الفرنسية إن هي أيدت الدخول في مفاوضات من اجل إنهاء الأزمة السورية إلا أنها أكدت أن بشار الأسد لا يجب أن يدرج في هذا الإطار.وأكد رومان نادال الناطق باسم الخارجية الفرنسية ردا على تصريحات وزير الخارجية الامريكي أن موقف باريس واضح ويندرج ضمن بيان مفاوضات”جنيف 1” لسنة 2012 والذي أكد على تسوية سياسية تفاوضية بين كل الأطراف السورية تنتهي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية”. ولكنه شدد القول أن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يندرج في هذا الإطار التفاوضي بقناعة انه لا يمكن أن يكون ضمن صيرورة مستقبل سوريا.وأبدت السلطات التركية موقفا أكثر تشددا إزاء تصريحات جون كيري وأكدت على استحالة التفاوض مع نظام قتل 200 ألف سوري. وتساءل وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو عما يمكن التفاوض بشأنه مع نظام لم يتوان في استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه” وبقناعة أن كل المفاوضات التي تمت مع الحكومة السورية إلى حد الآن فشلت جميعها.وهو الموقف الذي سارت في سياقه السلطات البريطانية التي أكدت أن الرئيس الأسد ليس له أي دور يلعبه في مستقبل سوريا أنه يتعين علينا بدلا عن ذلك مواصلة الضغط على النظام السوري بمزيد من العقوبات إلى غاية إرغامه على الدخول في مفاوضات مع المعارضة المعتدلة وانسحابه من سد الحكم في دمشق.وهي مواقف قد تدفع إلى تواتر مواقف دولية مماثلة بما يضع الادارة الأمريكية في حرج بخصوص الدفاع عن موقفها الذي عرف انقلابا واضحا إذا أخذنا بتصريحات سابقة لوزير الخارجية جون كيري الذي ما انفك يؤكد في كل مناسبة أن أيام الرئيس الأسد أصبحت معدودة قبل أن يغير لصالح فكرة التفاوض معه.فهل ستصمد واشنطن في الدفاع عن فكرتها أم أنها سترضخ لمواقف حلفائها أم أن هؤلاء سيؤيدونها بعد أن استعصى عليهم حسم أمر تنظيم الدولة الإسلامية التي رجح دخولها المشهد السوري كفة ميزان الرئيس الأسد كرقم فاعل في أزمة لا يمكن حلها بدونه.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)