الرئيس الأسد أخلط حساباتنا بتحالفه مع بوتين

اعترف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أن إدارة الرئيس باراك اوباما غضت الطرف عن تعاظم قوة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش" في سوريا، ضمن خطة مبيتة لإرغام الرئيس بشار الأسد، على التفاوض معها من موقع ضعف وقبول شروطها بما فيها تنحيه عن السلطة كما طالبت بذلك المعارضة السورية المسلحة.وأضاف كيري، أن الخطة تبخرت في منتصف الطريق بمجرد لجوء الرئيس الأسد إلى إبرام تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمن طارئ أثر سلبا على المخطط الأمريكي في سوريا.واعترف كيري بمثل هذه الحقائق خلال اجتماع عقده مع عدد من ممثلي المعارضة السورية بمقر بعثة هولندا لدى الأمم المتحدة شهر أكتوبر الماضي، وأكد أنه حاول إقناع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخيار القيام بتدخل عسكري في سوريا إلا أن مساعيه باءت بالفشل.وأكد كاتب الدولة الامريكي خلال اللقاء أن إدارة بلاده تابعت عن كثب تعاظم تنظيم "داعش" الإرهابي واكتسابه القوة العسكرية دون أن يدفعها ذلك إلى القيام بتدخل عسكري بهدف حمل الرئيس السوري بشار الأسد على التفاوض" دون أن تخطر لديها فكرة احتمال لجوء الرئيس السوري إلى طلب المساعدة من روسيا.وقال "كنا على علم أن تنظيم الدولة الإسلامية ما انفك خطره يتعاظم من يوم لآخر ولكننا بقينا في وضع المتفرج إزاء ذلك، واعتقدنا أن الرئيس الأسد سيستشعر خطورة التهديد الذي أصبح يشكله هذا التنظيم إلا أنه وبدلا عن التفاوض معنا فضّل إبرام تحالف استراتيجي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وجعل ذلك كل الحسابات الأمريكية تسقط في الماء.وفي ظل هذه الحقائق لقي 43 سوريا غالبيتهم من المدنيين مصرعهم في عملية تفجير انتحارية بشاحنة ملغمة في مدينة اعزاز على الحدود التركية.وأكدت مصادر سورية أن التفجير وقع قبالة سوق محاذ لمحكمة "إسلامية" في هذه المدينة التي يحتلها عناصر المعارضة في ضواحي مدينة حلب، التي استعادها الجيش النظامي السوري قبل أيام.وأضافت المصادر أن التعرف على هوية القتلى كان صعبا بسبب تفحم جثثهم وسط ألسنة اللهب التي خلّفتها الشحنة المتفجرة.