تشهد أمريكا والعالم، الثلاثاء 8 نوفمبر 2016، إجراء الانتخابات الثامنة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، التي سيكون الفائز فيها الرئيس 45 للولايات المتحدة.وسيقوم الناخبون الأمريكيون بتحديد المُجمّع الانتخابي الذي سينتخب الرئيس ليحكم البلاد من سنة 2017 إلى سنة 2021.وتشهد هذه الانتخابات منافسة حادة بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث تبادل المرشحان الاتهامات وأحياناً الشتائم طوال فترة الحملة الانتخابية وحتى خلال المناظرات الثلاث التي جمعتهم في سبتمبر وأكتوبر."الشروق أونلاين" يلقي الضوء في هذا الموضوع على نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلى صلاحيات سيد البيت الأبيض، بالإضافة إلى أبرز المنافسات بين الديمقراطيين والجمهوريين التي شهدها السباق على أرفع منصب في البلاد.نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكيةتعتمد معظم ولايات الولايات المتحدة الأمريكية نظام الأصوات المتعددة على مستوى الولاية، ولكنها تعتمد المُجمّع الانتخابي على مستوى انتخاب الرئيس للإتحاد الفيدرالي.والمُجمّع الانتخابي مؤسسة دستورية تشكل حلقة رئيسية في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يقوم أعضاؤها بانتخاب أحد المرشحين لسباق الرئاسة نحو البيت الأبيض نيابة عن الناخبين من المواطنين الذين انتخبوهم ليقوموا بهذه المهمة، مع التزام مندوبي المجمع غالباً بالتصويت لصالح المرشح الذي اختاره الناخبون الأمريكيون في الانتخابات العامة. والكلية الانتخابية (المُجمّع الانتخابي) في أمريكا تساوي في عددها عدد مجلسي الشيوخ والنواب بالإضافة إلى بعض الأصوات الإضافية التي اكتسبتها واشنطن في مرحلة من مراحل التطور السياسي في الولايات المتحدة وبذلك يكون المجموع هو (435 نواب + 100 شيوخ + 3 واشنطن = 538) ولكن أعضاء المُجمّع الانتخابي أو مجلس الحكماء ليسوا هم نفسهم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لكن يتم اختيارهم خلال عملية التسابق نحو البيت الأبيض في أغلب الولايات بطريقة من يكسب الولاية يكسب جميع أصوات الولاية في الكلية الانتخابية. ويحق لكل ناخب من المجمع إعطاء صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائب الرئيس، أما العدد المطلوب للفوز بمنصبيّ الرئيس ونائب الرئيس فهو 270 صوتاً.وعلى الرغم من أن أعضاء مجلس الحكماء أحرار من حيث المبدأ في اختيار المرشح الذي يريدون لإشغال مركز الرئيس، إلا أن هناك التزام أخلاقي ووعد بانتخاب من ينجح في التصويت في الولاية على مستوى الأصوات الشعبية.ومؤخراً تمت المطالبة بإلغاء فكرة الكلية الانتخابية نظراً إلى أن دورها الأساسي الذي اتخذت من أجله لم يعد فاعلاً، إذ أن الفكرة الأساسية التي تم تبني النظام على أساسها ينبع من أن الناخب في الولايات لا يستطيع أن يتعرف على المرشح لمنصب الرئاسة وكان من الصعب على المستوى العملي أن يتم اللقاء مع كل الناخبين في كل الولايات ليتعرف الناخب على المرشح.وبالتالي فالناخب في الولايات المختلفة ينتخب من بيئته المحلية ممثلين يعرفهم ويثق بهم على أنهم سيختارون الشخص المناسب لمركز الرئيس، لكن هذه الحجة لم تعد صالحة اليوم في ظل الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات؛ فكل ناخب في أقصى الولايات وأقربها سيكون في مقدوره اليوم التعرف على المرشح بشكل مباشر من خلال البث التلفزيوني.كما أن الحملات الانتخابية الطويلة التي يقودها المرشحين تسمح لهم بالتنقل إلى كل الولايات ويسمح لهم بمقابلة الناخبين بشكل مباشر. وبالتالي فالناخب الأمريكي اليوم لا يحتاج إلى الوسيط الروحي لكي يتوسط بينه وبيت المرشح للرئاسة بل يمكنه أن يختار المرشح بشكل مباشر.هنا يجب الإشارة إلى أن معظم المرشحين يركزون بالتالي على الولايات ذات العدد الأعلى في الكلية الانتخابية. وهذا العدد حدد عند الاتفاق على الإتحاد اعتماداً على حجم الولايات بالمقارنة مع وزنها في الإتحاد، لكن هذه النسب قد اختلت اليوم والكلية الانتخابية لا تعكس بالضبط الوزن لكل ولاية في مجلس الحكماء.إذن الانتخابات الرئاسية في أمريكا إلى الآن هي عبارة عن 50 انتخاب تحت نظام الصوت الواحد تجرى في اليوم نفسه لتحديد الكلية الانتخابية أو مجلس الحكماء الذين يتولون بالتالي انتخاب الرئيس.صلاحيات الرئيس الأمريكيوفقاً للدستور الأمريكي رئيس الولايات المتحدة هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة؛ وهو أيضاً رئيس السلطة التنفيذية لكل فروع الحكومة الفيدرالية والقائد الأعلى للجيش الأمريكي. يعد منصب الرئيس هو أعلى سلطة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية القوة والنفوذ.ويتم انتخاب الرئيس الأمريكي كل أربع سنوات من قبل المُجمّع الانتخابي في الولايات المتحدة، وفي حالة عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلوبة يتم الانتخاب من قبل مجلس النواب الأمريكي.ووفقاً للتعديل رقم 22 في الدستور الأمريكي لعام 1951 لا يمكن لأي رئيس تولي الرئاسة أكثر من فترتين، وإذا تولى المنصب لفترة تزيد عن عامين تحتسب كفترة كاملة ولا يمكنه الترشح إلا مرة واحدة أخرى، وفي حالة خلو منصب الرئيس نتيجة الوفاة أو الاستقالة أو العزل يقوم نائب الرئيس بتولي مهام الرئاسة رسمياً لحين انتهاء الفترة الرئاسية.ويشترط للترشح لهذا المنصب أن يكون المرشح مواطناً أمريكياً لا يقل عمره عن 35 عاماً وأن يكون أمريكي المولد (ولد على أرض أمريكية)، وأن يكون قد عاش أكثر من 14 عاماً في الولايات المتحدة.ويعتبر جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، بعد إقرار دستور الولايات المتحدة الأمريكية في 4 مارس 1789، وعدد الأشخاص الذي تولوا المنصب هم 43 رئيس في خلال 44 فترة رئاسية، حيث تولى غروفر كليفلاند المنصب مرتين بشكل غير متتالي.وتوفي كل من الرؤساء: وليام هاريسون وزكاري تايلور ووارن هاردينغ وفرانكلين روزفلت بشكل طبيعي أثناء توليهم المنصب، بينما اغتيل كل من أبراهام لينكون وجيمس غارفيلد ووليم ماكينلي وجون كينيدي أثناء توليهم المنصب، بينما يعتبر ريتشارد نيكسون هو الرئيس الوحيد الذي استقال من منصب.ويعد فرانكلين روزفلت هو أطول الرؤساء خدمة حيث تولى هذا المنصب لمدة 12 عاماً، بينما الرئيس وليام هاريسون هو أقصرهم خدمة حيث توفي بعد 32 يوم من توليه المنصب، أما جون كينيدي فهو الرئيس الوحيد من المذهب الكاثوليكي الروماني، في حين أن باراك أوباما هو أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية. منافسة جورج بوش الابن وآل غورمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في كل مرة، يحتدم التنافس بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، حيث يحاول الطرفين إقناع الناخبين بالتصويت لمرشحهم، في حين تلعب وسائل الإعلام التي تصطف وراء أحد المرشحين دوراً مهماً في توجيه الرأي العام نحو هذا المرشح أو ذاك.في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 في الولايات المتحدة الأمريكية تنافس كل من الديمقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش الابن على مركز الرئيس.وبعد معركة حادة بقيت أصوات ولاية فلوريدا لتحدد من الفائز بسباق الرئاسة. ونظراً لتقارب الأصوات بين المرشحين، تم عد الأصوات أكثر من مرة وانتهى الأمر بفوز جورج بوش بأصوات المُجمّع الانتخابي لولاية فلوريدا وفوزه بالتالي بمنصب الرئيس.ومن المفارقات التي برزت في هذه الانتخابات، أن الرئيس بوش قد فاز بمنصب الرئاسة في الكلية الانتخابية بالرغم من عدم فوزه بالتصويت الشعبي. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يكون هناك توافق بين الكلية الانتخابية ومجلس الحكماء.وأكثر ما أثار النقاش حول هذه الحالة، أن المرشح الديمقراطي آل غور حصل على أكثر من مليون صوت إضافة لما حصل عليه بوش في التصويت الشعبي ومع ذلك ونتيجة للكلية الانتخابية فقد نجح بوش.
تاريخ الإضافة : 07/11/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وائل نوري بموقع متابع للشؤون الدولية
المصدر : www.horizons-dz.com