الرأي المحايد... بين أحمد وأحمد

يقول علي كرم الله وجهه "أبغض بغيضك هونا ما..." أي لا يجب الإسراف في ذلك، تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع الهجوم العنيف على الوالي السابق وكأننا كنا نيام، نومة أهل الكهف، فأين كنا لما كان هنا؟ثم الوالي السابق ألم تكن له حسنة واحدة نعدها له إذا وقفنا أمام الديّان ونحن نكيل له التهم، التي لو سؤلنا فقط هل رأيتموه يأخذ ال10 بالمائة؟ أليس هذا من تتبع العورات وأسرار الناس التي تولاها الله وحده وما يهمنا نحن إلا ماهو ظاهر وما نحكم إلا بما هو حادث، أنا لا أدافع على الرجل ولكن من واجب المواطنة و أنا فرد من سكان هذه الولاية، عندي رأيي الخاص...
فالرجل إذا كان مذنبا لم يكن لوحده أو أنه وجد المحيط المتعفن الذي سار فيه، و هي بطانة السوء، فهو ذهب وهي مازالت قطعا، فقط لم أسمع أو أشاهد خلال الجلسات التي كان يقيمها الوالي السابق ، من وقف في وجهه من منتخبينا وعارضه واتهمه، بل بالعكس رأيت و سمعت مثل الذي نسمعه الآن من مواطنين غلابى في عدة مناطق ، لكن بالرغم من هذا رأيت الرجل يسمعهم ولا يقمعهم، ومنها حادثة شيخ ببلدية دار الشيوخ أثناء زيارة الوالي قال له كلاما جارحا ونابيا حتى أن من مرافقي الوفد من طأطئ رأسه من "الحشمة" ومن ضمن ما قال "..راك جاي تاكل في خرفانا...يا....." كلام استحي من نفسي أن أقوله ...ثم أن هناك من أتهم الشيخ بانه مختل وأنه غريب عن الديار... وظن الجميع أن بهذه الحادثة قد يقطع الوالي الزيارة، فواصلها الى بلدية سيدي بايزيد ثم عاد بعد الظهر الى دار الشيوخ مع الوفد لتناول الغذاء وكان يناول بيده مرافقيه اللحم ويدعوهم للإقبال..وهو يضحك وكأن شيئا لم يكن وهي ميزة ذلك الوالي فكان يسمع ولا يغضب ويجالس البسطاء و الدراويش و يعطيهم من "مكتوبه الخاص"، و شوهد في بعض الأحياء أنه كان يأتي الزوالية بقفة المصروف بلا بروتوكولات خلسة...
ثم ألا يعد مستشفى العيون من انجازاته وهو الذي كان يدافع عنه دفاعا مستميتا ووادي الصدر هو صاحب المبادرة والمتابعة لكن عبثوا به، زياراته الميدانية للأحياء وفي كل مناسبة واستقبالاته للمواطنين في مكتبه دون وسيط وهو القائل لهم في اجتماع رسمي إذا كانت أي وفاة "اعلموني نحضر فيها" وقد فعل...
يا ناس الرجل جاء "امسلم" وأكل ملحنا واليوم نحاسبه على مغرف الطعام وعلى تواضعه لأنه خالطنا ولكم أن تبحثوا عن خبر ضياع صباطه حيث لبسه شيخ خطأ، فقط لأن حمو لم يتكبر وأكل طعامنا مع العامة، يا ناس هناك عدالة الله وهنا عدالة الأرض، فلا تندفعوا ، أنا أحترم العقيد في خرجته المتأخرة ولم أقل أنه مخطئ ولكن أخشى أن تكون مثل خرجته السابقة أمام المجاهدين سرعان ما تلاشت، حتى أن احدهم قال فينا أنتم تنتفضون مثل عود الثقاب" كي عود زلميت يشعل وممبعد يطفى "...
وأنا أحس الآن ذلك، ربحنا العيب برك وسيأتي آخرون من بعد حمو لن يأكلوا طعامنا ولن يجلسوا إلى صفوتنا ، لأن طعامنا صار مسموما وكرمنا صار مذموما، بعدما صرنا، نمن على آكليه "لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى" و قد نفقد صفة الكرم التي كانت عنواننا و مجلب احترامنا....و هنا على الجلفة السلام