إذا كان الاستعمار قد أفاد بعض البلاد العربية حين نقل إليها الطباعة والصحافة والمجالس العلمية ونحو ذلك، فإنه في الجزائر كان على عكس ذلك تماما، إذ لم يأت لينشر حضارة وإنما جاء ليسلب أفكار الشعب، ويزوّر تاريخه ويحطّم كيانه ويستغلّ ثرواته، وبذلك تعرضت شخصية الأدب الجزائري إلى هزات عنيفة كادت تفقدها كل المقومات والملامح، لأنها لم تستطع أن تواجه الغزو الثقافي بنفس العتاد الذي جاء به الاحتلال في عنفوانه وانتقامه. ولم تستطع أن تطور ذاتها بالطريقة التي يفترضها تخطيط العدو وبرامجه في الهدم والتسلط وإزالة المعالم القومية(1). لقد مثلت الانتكاسة السياسية ثم الثقافية والفكرية والأدبية فترة انكماش ثقافي أشبه بالغيبوبة، شعر فيها الإنسان الجزائري بالغبن والانكسار المادي والمعنوي وهو ما شمل الكتاب والأدباء الذين هم بطبيعتهم أكثر إحساسا بالمعاناة الوطنية بكل امتداداتها(2) لكن مجموعة الأحداث الكبيرة التي ظهرت في الجزائر متخذة لها من السياسة عنوانا، ومن الوطنية شعارا ومستهدفة جمع الشعب تحت راية واحدة نحو تحقيق آماله في الاستقلال والحرية هي التي أدت إلى حركة نشطة في الأدب الجزائري سيما في الرواية المكتوبة بالفرنسية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن صالح نوال
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 7, Numéro 1, Pages 219-229 2011-04-01