الرّقيّ بمسرح الطّفل يقتضي انتقاء النّصوص النّوعية

ا قال الكاتب المسرحي عمار دامة، إنّ كتابة النصوص لمسرح الطفل تتطلّب عناية فائقة، كونها أصعب فن على الإطلاق، خصوصا في الإلمام بالجانب النفسي، ومراعاة مقتضيات كل ما يتعلق بعالم الطفل، وأوضح بأنه رغم ندرة النّصوص الركحية الموجهة للأطفال، هناك مبادرات وتجارب جزائرية قيّمة تستدعي الالتفات إليها، ومرافقتها بهدف تفعيل البناء الفني للمسرحية الموجهة للطفل.قال الممثل عمار دامة إنّ مسرح الطفل الذي يعتبر عالما ساحرا يعيشه الأطفال بكل عفوية وتلقائية، ويفسحون - من خلاله - لمواهبهم سواء أكانوا ممثّلين أو متفرّجين، يعاني من مشكلة ندرة المهتمين به، وأضاف بأن الطفل لم يعد يحظى بعروض خاصة بشكل دوري، وأنّ غياب المسرح المدرسي الذي كان في الثمانينات في أوج عطائه، ساهم في تفاقم المشكلة.
«السلطات الثقافية تسعى إلى تنشيط هذا الفن الهام" – يقول دامة ويواصل – وهي تحرص على ذلك من خلال تكثيف برمجة العروض المسرحية، خاصة في أيام العطل المدرسية، غير أنّ ما نراه أكثر حظا، هو عروض التهريج والأعمال التنشيطية، ولو أن هناك مراقبة في نوعية ما يقدم للطفل، وانتقاء النصوص، فلا أشك أنّنا سنخطو خطوة لتطوير هذا العالم الساحر".
ويرى محدّثنا أنّ الكتابة للطفل تحتاج إلى متخصّصين، يعتمدون في اختيار مواضيع النصوص على أدوات كتابة حقيقية، ويكونون قادرين على إحداث التشويق، وصناعة الحبكات المحكمة، كما بمن يبادر إلى الخوض في الكتابة للطفل، التعامل مع المختصين النفسانين كي يكتب على بيّنة، فالطفل ورقة بيضاء يأخذ كل شيء يراه أو يسمعه بعفوية.
وأشار عمار دامة إلى ضرورة مراعاة الفئات العمرية وتقسيمها، ونوع المسرح المقدم لكل فئة، فالمقتضى من الأعمال أن تكون محددة الأهداف، تصوّر أحداثاً من واقع الحياة، وتتضمّن معلومات علمية، وتحرص على التوجيه التربوي والاجتماعي، وتعزّز القيم الدّينية والأخلاقية.
وفي سياق حديثه عن المبادرات والتجارب الناجحة في مسرح الطفل، ركّز دامة على الأعمال التي اعتمدت على التكنولوجيا، وقال: "أعتقد أن مسرحية "عالم النانو والألوان" للمخرج والسينوغراف سهيل بوخضرة من مدينة العلمة، والتي تحصّلت على أحسن عرض متكامل في الطبعة الأخيرة من مهرجان مسرح الطفل بخنشلة، وكذا مسرحية "مملكة الياسمين" لجمعية نوميديا الثقافية برج بوعريريج، هما أفضل ما تمّ تقديمه، وقد اعتمدا على تقنيات حديثة".