الجزائر

الذكرى المئوية لوعد بلفور : دعوة لبريطانيا من أجل تصحيح "الخطيئة التاريخية و القانونية" عبر الاعتراف بدولة فلسطين



الذكرى المئوية لوعد بلفور : دعوة لبريطانيا من أجل تصحيح
و قال السفير لؤي عيسى في كلمة له بمقر السفارة الفلسطينية بالجزائر بمناسبة احياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم تحت شعار "و الذي أعطى من لا يملك وعد لمن لا يستحق": "على بريطانيا الاعتذار على هذه الخطيئة و الاعتراف بدولة فلسطين اسوة باعترافها بدولة الاحتلال (اسرائيل) وباقي دول العالم و الغاء الاحتفال بهذا اليوم" بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس العموم البريطاني, إصرار بلادها على الاحتفال بالذكرى المئوية ل"وعد بلفور".و تابع السفير الفلسطيني في كلمته أمام القيادات الحزبية الجزائرية و الفصائل و الجالية الفلسطينية "أن وعد بلفور أعطي للحركة الصهيونية بتحالف دولي (أوروبي- أمريكي) تحت اشراف بريطانيا عندما كانت نسبة اليهود في فلسطيني لا تتجاوز 3 بالمائة" و "هاهي اسرائيل اليوم -كما اضاف - تتوسع و تقضم مزيدا من الاراضي الفلسطينية وسط عجز المجتمع الدولي و الامم المتحدة عن خدمة السلام المفترض".
و انتقد في هذا السياق ما وصفه ب "التناقض الصارخ" بين قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة و مجلس الامن الدولي بشأن القضية الفلسطينية و هي قرارات كثيرا ما جاءت لصالح الشعب الفلسطيني و قضيته العادلة الا ان بعضها تصطدم باستخدام مجلس الامن الدولي لحق الفيتو ما يدل على مساعي بعض الدول الى "فرض اسرائيل بالقوة".
و قال السيد لؤي عيسى "إننا نحمل العالم مأساة الشعب الفلسطيني بكل ابعادها من قتل و تهجير و حصار و حجز الجثامين و الاستيطان و هدم البيوت و تشريد للفلسطينيين و تدمير البنية التحتية في قطاع غزة و تهويد مدينة القدس" متسائلا لماذا يسكت العالم جراء كل هذه الممارسات الإسرائيلية اتجاه الشعب الفلسطيني و مؤسساته و أرضه".
و أكد الدبلوماسي الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني سيستمر بالرغم من كل تلك الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه في النضال حتى تحقيق هدفه المشروع في اقامة دولته المستقلة معتبرا أن "الرد الاستراتيجي على وعد بلفور جاء عبر اعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر عام 1988"ي مشيدا بموقف الجزائر حكومة و شعبا الداعم و المساند للقضية الفلسطينية و التي "لم تتأخر لحظة" في اظهار هذا الدعم.
و تطرق السيد لؤي عيسى في كلمته الى اتفاق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر الجاري بين حركتي "فتح" و "حماس" الذي نص على تنفيذ إجراءات لتمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة و الضفة الغربية بحد أقصاه الأول من ديسمبر القادم مؤكدا أن "الوحدة الوطنية ووحدة آلية الصراع هي الشرط و الركيزة الاساسية للإنتصار" و أن "المصالحة الوطنية هدفها توحيد الطاقة الفلسطينية من أجل برنامج وطني واحد و سلاح واحد و سلطة واحدة باعتبارنا شعب واحد يليها الدخول في انتخابات يكون الفائز فيها هو البرنامج الوطني الفلسطيني و ليس الفصيل الذي ينجح" في الانتخابات.
و أقر بوجود صعوبات "كبيرة جدا" تواجه تحقيق المصالحة بعد 11 عاما من الانقسام داخل الساحة الفلسطينية مؤكدا في الوقت ذاته أن فشل المصالحة "سيكون كارثة" على فلسطين و على المنطقة و العالم مشيرا الى أن "الشعب الفلسطيني لم يعد يتحمل اتفاقيات وهمية جديدة توقع و لا تنفذ".
-أحزاب سياسية جزائرية تؤكد تضامنها في ذكرى وعد بلفور و تدعو الى الوحدة الفلسطينية-
أكدت أحزاب و شخصيات و جمعيات جزائرية أن "جريمة بريطانيا" بإصدارها وعد بلفور لإقامة دوله لليهود على أرض فلسطين " لاتمحى بالتقادم" و دعت بريطانيا الى التراجع بإعادة الحقوق الى اصحابها كما حثت على الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها "شرط جوهري و أساسي" لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
و أكد السيد شهاب صديق ممثل الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في كلمة له في ذكرى وعد بلفور المئوية المشؤوم بمقر سفارة فلسطين بالجزائر "ان المجموعة الدولية تتحمل مسؤولية كبيرة اذ سمحت للصهاينة بإقامة دولة لهم ورفضت للفلسطينيين اقامة دولتهم" مشيرا الى "موقف الجزائر اللامشروط المساند لنضال الشعب الفلسطيني من اجل اقامة دولته المستقلة " ومؤكدا في الوقت ذاته دعم الجزائر للمصالحة الفلسطينية و التي لطالما دعت اليها.
من جهته قال رئيس حركة الاصلاح الوطني فيلالي غويني ان "الجزائر كانت دوما و ما زلت بدبلوماسيتها و بشعبها و قيادتها قبلة للثوار" مهنأ الفلسطينيين باتفاق المصالحة الاخير بين "فتح" و "حماس" داعيا كل الفصائل الفلسطينية الى عدم التراجع نحو تحقيق هذا الهدف (المصالحة) من اجل مواجهة الاحتلال و انهائه. و قال في هذا السياق "بوحدتكم و انسجامكم تكرسون تحقيق اقامة الدولة الفلسطينية".
كما بارك رئيس جمعية مشعل الشهيد السيد محمد عباد وحدة الشعب الفلسطيني عبر اتفاق المصالحة الموقع مؤخرا مجددا وقوف الجزائر الدائم الى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال.
و في كلمة مماثلة قال رئيس حزب الجزائر الجديدة جمال عبد السلام ان "جريمة بريطانيا لا تمحى بالتقادم" معتبرا أن اتفاق المصالحة "يهيئ الاجواء من أجل مصالحة فلسطينية تؤسس لميلاد مشروع وطني فلسطيني يحقق استرجاع الارض المغتصبة و يمكن من اقامة دولة فلسطينية مستقلة".
و دعت مختلف الاحزاب الجزائرية بريطانيا و العالم الى تحمل مسؤولياتها و الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.
ووعد بلفور هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعث بها وزير خارجية بريطانيا الاسبق ارثر جيمس بلفور في 2 نوفمبر 1917 الى زعيم الجالية اليهودية آنذاك ليونيل روتشيلد يتعد فيها ببذل حكومته غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)