الجزائر

الذكرى الـ47 لانطلاق الثورة الفلسطينية‏سفير فلسطين يعلن قرب تحقيق المصالحة



شارك قرابة أربعين رئيس دولة وحكومة، أمس، في مدينة بلومفونتان وسط جنوب إفريقيا في احتفالية ضخمة لليوم الثاني على التوالي، في إطار إحياء الذكرى المئوية الأولى لميلاد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي رمز الكفاح ضد نظام الميز العنصري.
وعرف الاحتفال أمس نحر عشرات الماشية تخليدا لهذا اليوم الذي شكل المنعرج في تاريخ شعب جنوب إفريقيا ضد نظام الابارتييد الذي كرسته الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا طيلة أربعة قرون في هذه الأرض الإفريقية.
وينتظر أن يشعل الرئيس جاكوب زوما اليوم شعلة المئوية قبل المشاركة في قداس ديني في كنسية عرفت اول إعلان عن ميلاد الحزب قبل قرن من الآن وإلقاء كلمة مخلدة لهذا الحدث الإفريقي أمام أكثر من مائة ألف مشارك على أن يشارك ظهرا في  استعراض فني من مائة دقيقة مخلدة لمائة عام من مسيرة حزب المؤتمر.
وارتأى الجنوب إفريقيين نسيان خصوماتهم السياسية ووضعها جانبا وإحياء الذكرى في إطار الوحدة ونبذ الانقسام وهو ما جعل شعار هذه الاحتفالية التي تمتد طيلة عام كامل تحمل عنوان ''الوحدة في إطار التنوع'' لتأكيد أن وحدة أطياف وعرقيات الشعب الجنوب إفريقي أهم من أية حسابات سياسية أخرى.
ولأن الحدث هام في تاريخ القارة بأكملها، فقد صادق الاتحاد الإفريقي في قمة جانفي2011 على جعل السنة الحالية سنة للاحتفال بهذه الذكرى التي كرست مبدأ انعتاق شعوب القارة من تحت وطأة أنظمة أوروبية استعمارية كان محركها الأساسي نهب ثروات الشعوب الإفريقية التي رزحت تحت أقدامها واستعبدت العباد وجعلت أجيالا وأجيالا يخدمون مصالحها الضيقة.
وكان يمكن لهذه الاحتفالية أن تكون بنكهة أخرى لو حضر رمز الكفاح التحريري الإفريقي ضد سياسة الميز العنصري الرئيس نيلسون مانديلا  الذي غاب بسبب تقدمه في السن (93 عاما) ولكن طيفه كان حاضرا في أجواء مدينة بلومفونتان التي عرفت في الثامن جانفي 1912 ميلاد ما سيعرف في تاريخ التحرر الإفريقي بـ ''حزب المؤتمر الوطني الإفريقي'' الذي تبنى فكرا تحرريا أخلط حسابات القوى الاستعمارية ليس فقط في جنوب إفريقيا ولكن أيضا في كل دول القارة التي كانت تعيش تحت وطأة الاستعمار الغربي بعد أن تبنت حركات تحررية افريقية لغة السلاح وسيلة لتحقيق الاستقلال والانبعاث من جديد بعيدا عن ربقة الاستعمار الأوروبي.
 

أكد السفير الفلسطيني بالجزائر حسين عبد الخالق اقتراب تحقيق اتفاق المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع مما يضع حدا لأكثر من أربع سنوات من الانقسام الذي أثقل كاهل البيت الفلسطيني وخدم فقط مصالح العدو الصهيوني.
وقال السفير الفلسطيني في كلمة ألقاها خلال حفل نظم أول أمس بقصر الثقافة ''مفدي زكرياء'' بالجزائر بمناسبة إحياء الذكرى الـ47 لاندلاع الثورة الفلسطينية المصادف للفاتح جانفي من كل سنة ان ''الأيام القليلة القادمة ستشهد تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية بما سيعطي دفعا قويا للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية''.
وهو ما جعله يؤكد ان وحدة الصف ستجعل الطرف الفلسطيني يتفاوض مع سلطات الاحتلال من موقع قوة.
وعاد الدبلوماسي الفلسطيني بالمقابل ليجدد مواقف السلطة الفلسطينية بخصوص استئناف مفاوضات سلام جادة بضرورة وقف الاستيطان ووضع مرجعية واضحة للتفاوض على أساس حدود الرابع جوان 1967 وإطلاق جميع الأسرى والإقرار بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
واغتنم السفير عبد الخالق المناسبة ليؤكد على أهمية الدور الكفاحي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ''فتح'' منذ تفجيرها الثورة عام 1965 وقال ان نضالها سمح بتحقيق العديد من الانجازات للقضية الفلسطينية.
ومن بين المكتسبات التي حققها الفلسطينيون خلال العام الماضي وأشاد بها السفير الفلسطيني انضمام دولة فلسطين إلى منظمة العلوم والثقافة والتربية ''اليونسكو'' التابعة للأمم المتحدة. وهو الانتصار الذي جاء بعد ان قام الفلسطينيون بخطوة شجاعة بتقديم طلب الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة القائمة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية إلى المنظمة الأممية. ولخص الدبلوماسي الفلسطيني اهمية دور حركة فتح في ''إقامة سلطة على جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدما اجبر الاحتلال الإسرائيلي على التفاوض''.
من جابه قال فايز العايدي ممثل حركة فتح بالجزائر ان ميلاد الثورة الفلسطينية في الفاتح جانفي 1965 جاء ''استلهاما من الثورة الجزائرية التي قهرت الاحتلال الفرنسي''. وأضاف ان ''العدو الإسرائيلي بشراسته وعدوانيته حاول عبر عدة مؤامرات دحض العمل المسلح الهادف إلى تحقيق الاستقلال وقامة دولة ديمقراطية دون إي تمييز''.
وتميز الحفل الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية بحضور أعضاء من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب السياسية الجزائرية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الجزائري والذين تقاطعت تصريحاتهم حول الموقف الجزائري الثابت والمؤيد للقضية الفلسطينية.
واجمع المتدخلون على ''ضرورة إنجاح المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف من اجل إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي'' مجددين مرة أخرى دعمهم المبدئي للقضية الفلسطينية على كل الأصعدة وفي كافة المجالات. وفي الختام قدمت فرقة ''العودة'' التابعة للسفارة الفلسطينية عروضا مسرحية متنوعة تحت عنوان ''الأمل'' غاصت في أعماق الثقافة الفلسطينية العريقة تجاوب معها الجهور الحاضر من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)