الذكاء الوجداني كأحد مجالات علم النفس الإيجابي وتطبيقاته في ميدان العمل

يقوم التصور النظري لعلم النفس الإيجابي على ثلاثة مكونات وهي في نفس الوقت مجالات البحث فيه، وأـولها: دراسة الخبرة الإيجابية الذاتية أو المشاعر الإيجابية، وثانيا: دراسة الحياة ذات المعنى، وثالثا: دراسة السمات الإيجابية للفرد هذه الأخيرة تتضمن: القدرة على الحب وعلى العمل، والمهارات البينشخصية والحساسية للجمال وتذوقه، والمثابرة والصفح والرحمة والاصالة والذهنية المستقبلية والروحانية والموهبة العالية والحكمة وفاعلية الذات وتحقيق الذات والابداع والتفهم الوجداني والسلوك الاجتماعي الإيجابي والتصميم الذاتي والصلابة والذكاء الوجداني. وسوف يتركز حديثنا في هذه المداخلة (المحاضرة) على الذكاء الوجداني كأحد مجالات علم النفس الإيجابي وتطبيقاته في ميدان العمل، حيث أشارت العديد من الدراسات الى أهمية مهارات الذكاء الوجداني في العمل وأهمها دراسة سنيري، وفيلينت ()Snarey & Vaillent, 1985التي أشارت الى ان هناك مجموعة من القدرات التي تسهم إسهاما كبيرا في التنبؤ بأداء الفرد في العمل، ومن هذه العوامل الذكاء الوجداني مثل التحكم في الانفعالات، مواجهة الاحباطات، والتواصل مع الآخرين، كما أكد جولمان () Goleman, 1995على أهمية الذكاء الوجداني في مجال العمل حيث أشار الى أن الأشخاص الذين يستطيعون التعرف على انفعالاتهم جيدا ويقومون بإدارتها و يتفهمون ويتعاملون مع مشاعر الاخرين بصورة جيدة هم أولئك الذين يتميزون في كل مجالات الحياة وخاصة حياتهم الوظيفية والمهنية، وكما يؤكد (جولمان) أن الذكاء المعرفي لا يشكل في أفضل الحالات إلا بنسبة %50تقريبا من العوامل التي تحدد النجاح في الحياة، بينما النسبة المتبقية % 80من النجاح خاصة في مجال العمليتوقف على ما يمتلكه الفرد من الذكاء الوجداني، وفي هذا الصدد تشير العديد من الدراسات الى أهمية الذكاء الوجداني في ميدان العمل. وتتناول هذه المداخلة العناصر التالية: أولا: مفهوم الذكاء الوجداني-التطور التاريخي للذكاء الوجداني/ نظريات الذكاء الوجداني/ خصاص وسمات مرتفعي ومنخفضي الذكاء الوجداني، ثانيا:الذكاء الوجداني والأداء الوظيفي-الذكاء الوجداني والالتزام المهني-الذكاء الوجداني وحب العمل والانتماء اليه – الذكاء الوجداني والنجاح المهني. ثالثا: تلخيص لأهم الدراسات الميدانية العربية والأجنبية التي تناولت تطبيقات الذكاء الوجداني في ميدان العمل