ينطلق هذا المقال من قراءة للدين من وجهة نظر أنثربولوجية، أي عبر تعبيراته الاجتماعية التي يمكن الإحاطة بها من خلال الممارسات الاجتماعية التي يقبل عليها الأفراد للتعبير عن إيمانهم. يبدو من خلال تحليل التمثلات والممارسات الاجتماعية للدين في منطقة القبائل أنّ الثقافة الأمازيغية تفصلها مسافة معينة عن تلك الثقافة التي يحملها الإسلام. فالأمازيغ مثل كل المجموعات البشرية والثقافية التي اعتنقت الإسلام، لم يتخلوا كلّيا عن ثقافاتهم، بل بالعكس استمدوا منها الأدوات التي تصقل ممارساتهم الاجتماعية للدين، وهي تحديدا حالة الطقوس المختلفة التي تصاحب عمليات العبور أو كيفيات الاحتفال بالأولياء المحليين. ومن الأمثلة التي تثبت ذلك الواقع الاجتماعي للتعبير الديني في منطقة القبائل سيرة ومواقف الشيخ منحد أولحسين. تعدّ مسيرة هذه الشخصية الدينية المتميّزة في الحقل الديني والاجتماعي القبائلي مثالا حياّ عن انتشاء حيوية الثقافة الأمازيغية التي يعبَر عن قيمها بكثير من الحرية، وهو ما يدفع بنا إلى القول أنّ ثقافة المعتقد المحلي هي ثقافة مركزية في حين أن الثقافة الدينية التي يحملها الإسلام هي ثقافة جانبية.
![تنزيل الملف](https://www.vitaminedz.com/images/puce.webp)
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - Salhi Mohamed Brahim
المصدر : Insaniyat Volume 15, Numéro 54, Pages 27-42