- كل مجتمع إلا و يمتلك نظاما نابعا من ذاته، يتولى مهمة تحديد هوية المنتمين إليه، و أولئك الأجانب عنه. و في حالة المجتمعات الدينية، فإن الخط الفاصل بين الداخل و الخارج، هو حتما ذو صفة دينية، و هكذا فإن تمييز المنتمين إلى الديانتين الإسلامية و اليهودية على سبيل المثال، هو على أساس الإيمان، أي أن البشر ينقسمون إلى مؤمنين و غير مؤمنين. إن النصوص المقدسة اليهودية و الإسلامية تستخدم معايير مختلفة لتحديد هوية الجماعة و معايير الإدماج و الإقصاء، على الأقل في مستوى واحد. في اليهودية، يتم تناول الوحي كمرسل إلى جماعة واحدة، حيث أنه يتضمن القواعد التي تحدد لها النحو الذي اختاره الله للعيش و الذي يتوافق مع إرادته. أما النصوص الإسلامية، فتتوجه بالخطاب إلى مجموعة أقل تبلورا و ذات ملامح أقل وضوحا بكثير، إذ يعتبر "مسلما" كل من يؤمن بالله، و يجسد إيمانه في الأعمال الصالحة التي أمر بها الله. أما في الجانب العملي للحياة اليومية، "فالمسلمون" هم أولئك الذين تحكم حياتهم قوانين الشريعة، أو بالأحرى يعيشون في مجتمع تحكمه قوانين الشريعة، دون أن يعني ذلك منع الآخرين من الاحتكام إلى شرائعهم الخاصة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سعدي علي
المصدر : افاق للعلوم Volume 3, Numéro 2, Pages 309-318 2018-03-01