الجزائر

الدين بين التبرير السياسي والرباط الاجتماعي (حالة الجزائر)



يتمفصل التاريخ الحديث للمؤسسات والممارسات الدينية والسياسية في المجتمعات العربية الإسلامية، حول نقطة جوهرية ومصيرية، ألا وهي مسألة علاقة الديني والسياسي. فبواسطتها نفهم ذاتنا، ونفكك رواسبنا، ومن خلالها أيضا نستطيع الإجابة على الأسئلة الرافدة من الآخر، الذي تجاوزنا بمئات السنين، وهذا ما يمكننا من تداركه واللحاق به. وعن طريقها نفهم هويتنا وتاريخنا المبهم والمفعم بالأساطير والعبث والغموض، حتى تحول إلى سياج دوغمائي لا مفكر فيه. نجم عن هذا بروز مسألة تزييف الحقيقة للواقع الاجتماعي والسياسي المليء بالحلول الجاهزة. فنحن في هذا الإطار لا يمكن لنا أن ندرس جميع المسائل المتعلقة بالوقائع الاجتماعية. بل سنقتصر على واقعة من الوقائع ألا وهي مسألة الدين والسياسة كعنصر أساسي، عن طريقه نحلل ذاتنا وتاريخنا الذي طبع بصراعات دموية مازلت أثارها ظاهرة للعيان، ومنه أيضا نفهم واقعنا الحالي بإشكالاته الصعبة وتقديم المصوغات اللازمة لرأبه. فالعالم الإسلامي والجزائر على وجه الخصوص، توجد بها أطياف اجتماعية وقوى تطالب بالعودة إلى الأصول، وإلى تكوين مجتمع فاضل يقوم على مبدأ الأخلاق. ويتخذ من الدين السند الذي يدعم به هذه الأطروحة. والطيف الآخر الذي يحاول تحييد وتحديد الدين ضمن أطر تحفظ قداسته "كي لا يتحول إلى إيديولوجية سياسية تفقد روحانيته المتعالية وينزله من تنزيله المتعالي إلى أرضية الصراعات اليومية"(أركون، م.2001: 32) أي لا ندخل الدين في كل شاردة وواردة في قضايا سياسية يكون فيها مبرر لأحداث شرعية لصالح فئة على حساب الفئات الأخرى، وهذا هو جوهر الإشكالية.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)