الجزائر

''الدويدة'' كانت وجبتنا الأساسية في رمضان الجدة خيرة الغالمية



''الدويدة'' كانت وجبتنا الأساسية في رمضان                                    الجدة خيرة الغالمية
الجدة خيرة الغالمية لقبها ''رزقي'' كما يحلو للجميع مناداتها بتارفة ولاية عين تموشنت، تعد إحدى معمرات الولاية، التي تبلغ من العمر 104 عام. ترجع بنا إلى سنوات شبابها وقد تزوجت مبكرا في سن السادسة عشرة، تقول ''إن التحضير لشهر رمضان يسبقه ببضعة أيام طلاء البيت وتنظيفه وغسل الأواني التي نستعملها خلال شهر رمضان.
أما الإعلان عن بداية الصيام فيكون عبر رؤية الهلال، حيث كان هناك مسجد وحيد صغير بالقطنة، وكثير من كان يصوم خطأ ليفطر بعد إدراكه أن الصيام لم يحن بعد''.
وتعود الجدة خيرة إلى كيفية تحضير وجبة الفطور تقول: ''نقوم بصنع ''الدويدة'' ما يطلق عليها الآن ''الشربة''، حيث نأخذ عجينة الطحين ونصنع منها المادة الأولية السالفة الذكر، فنضعها على طبق تحت أشعة الشمس لتجفيفها، ثم نخزنها داخل صناديق من الكرتون، ليتم استغلالها في عمليات الطهي كلما احتجنا إليها ويضاف إليها مثلا اللبن مع خبز الشعير واللحم لمن استطاع، كون أغلبية العائلات كانت فقيرة''.
وبعد الفطور، تلتقي العائلات ليسردن الحكايات تلو الأخرى، في جو تملؤه الأخوة في ظل وجود القناعة التي تبقى غائبة في وقتنا الحاضر، ''ورغم الغبن والفقر، فإن العائلات كانت رحيمة ومتضامنة فيما بينها، تقدم المساعدات حتى وإن كانت قليلة فنجد فيها البركة الإلهية''، مضيفة ''وفي وقت السحور تقوم إحدى النسوة بالدق على دلو أو على أبواب الغرف داخل حوش كانت تقطنه حوالي ثلاثين عائلة، ونعتمد في وجبة السحور على الكسكسي واللبن''. في هذا السن، لا تزال الحاجة تؤدي فريضة شهر رمضان والصلوات الخمس، إذ لا تعاني من أي داء وذاكرتها لا تزال قوية، يقوم الكثير بزيارتها من حين لآخر، كونها تعتبر أم الجميع إذ ملأت فراغ القابلات آنذاك ولها 66 حفيدا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)