الجزائر

الدور الإعلامي في إدارة الأزمات إيجابي ويبقى بحاجة إلى التكوين



حسين تومي : التناول الإعلامي للنكبات يقدم بشكل جيد وفّعالشهدت وسائل الإعلام الجزائرية باختلافها حضورا قويا في قضية النكبات التي عاشتها الجزائر مؤخرا خاصة ما يتعلق بحادثة سقوط الطائرة العسكرية التي شكلت صدمة للجزائريين، والفيضانات في ولايات الشرق التي كانت عنوانا موحدا للصحافة بالرغم من اختلاف تناولها بين التركيز على الحدث وتسليط الضوء على المشهد والصورة .
عاشت الجزائر الكثير من الأزمات شكلت صدمة كبيرة للجزائريين خاصة حادثة سقوط الطائرة العسكرية بعد إقلاعها من القاعدة الجوية في بوفاريك افريل الماضي وفتحت الباب للتساؤل عن أسباب الحادث ومدى سلامة الأسطول الجوي وكذا الفيضانات الأخيرة التي أعادت للجزائريين مشهد نكبة باب الواد في 2001 لاسيما بعد تسليط المواطنين الهواة الضوء على الصورة والمشهد عبر مواقع التواصل الإجتماعي .
الصحافة تغاضت عن الحدث وإعتمدت على الصورة والمشهد
في هذا الإطار قال الباحث والأستاذ في كلية علوم الإعلام والاتصال،عمار عبد الرحمان في تصريح ل« الشعب” آن تعامل الصحافة الجزائرية مع النكبات في الجزائر خاصة حادثة سقوط الطائرة العسكرية التي راح ضحيتها عدد كبير من الجزائريين وكذا فيضانات ولايات الشرق “ أنها كارثة طبيعية وعادية لوحدثت في بلد آخر،غير أن التهويل الإعلامي جعل الكثير من الأحداث تأخذ منحى أخر،غير أن هذا لا يلغي الجانب الايجابي في إعلام المواطن بأخر مستجدات الأحداث .
وشدد الأستاذ على ضرورة إقحام الإعلام في خلايا الأزمة في أي قطاع من القطاعات لأجل إشراكه في العملية والمساهمة في نقل إعلام نزيه وحقيقي يعتمد على الأحداث وليس المشهد والصورة التي تحوله من محترف لهاوي،مشيرا بشان التناول الإعلامي لملف الفيضانات التي عاشتها ولايات الشرق أن الجميع ركز على صور الضحايا وتغاضوا عن الحدث المأساوي الذي من المفروض أن تعطى فيه الحقائق من المصدر.
نقص التكوين وغياب الاحترافية وراء تراجع العمل الصحفي
وأكد في سياق موصول أنه ورغم الدور الايجابي الذي يلعبه الإعلام في إدارة الأزمات غير أن نقص التكوين والاحترافية وراء تراجع العمل الصحفي وتحول الإعلامي إلى هاوي، مشيرا في سياق النقاشات داخل البلاطوهات في بعض القنوات “أنها تحولت إلى معارك يصدم فيها الصحفي بالطرف الآخر وهوما لا يصح إعلاميا “ .
دعا الأستاذ المسؤولين على جهاز الإعلام تخصيص دورات تكوينية في كيفية التعامل مع الأزمات ليكون طرفا في المعادلة بدل التجاوزات المسجلة في الساحة الإعلامية خاصة على مستوى بعض القنوات التي أبتعدت – حسبه - عن العمل الصحفي،على اعتبار أن 60 بالمائة من شاغلي القنوات ليسوخريجي إعلام ما جعل قطاع السمعي البصري يتخبط في اللاإحترفية .
وأكد الأستاذ في سياق موصول على ضرورة تحريك سلطة الضبط وكذا القوانين الدستورية والعضوية وكذا القانون التكميلي المخصص لمجال السمعي البصري، مشيرا أن الإعلام بحاجة إلى أرضية ومساحة للاستقرار من اجل تقديم إعلام نزيه دون أخطاء .
وفي المقابل قال الأستاذ عبد الرحمان، انه لا يمكن إنكار الدور الايجابي لوسائل الإعلام باعتبارها الوسيلة الأسرع في نقل المعلومات والمساهمة في تكوين الحياة الاجتماعية بالنظر إلى تأثيرها القوي على الرأي العام، بالإضافة إلى المساهمة في الإعلام الجواري الذي استطاعت أن تقدم فيه أشياء ايجابية ساعدت المواطن الحصول على مختلف الأنباء وتوسيع رقعة التغطية الإعلامية عبر ولايات الوطن .
القنوات الفضائية أعطت حيوية للمشهد الإعلامي، حسين تومي ل “ الشعب: “
أكد الأستاذ حسين تومي بكلية العلوم الاجتماعية ببوزريعة جامعة الجزائر 2 “أن تناول المشهد الإعلامي للأزمات في الجزائر سواء طبيعة أوغير طبيعية تحسن بشكل كبير من حيث التغطية التحليل وتفسير الأزمات عما كان عليه في السابق ما يجعلنا نقول “أن هناك تشريف للأزمات التي هي بحاجة إلى مزيد من الحريات لتشريح المشهد الإعلامي” وهوما ينطبق كذلك - يقول الأستاذ - على وسائل الإعلام العمومية التي أصبحت تتناول ملف الأزمات بشكل أفضل لأنها لم تعد تنحصر في نقل الخبر فقط وإنما انتقلت إلى التفسير والبحث عن الأسباب.
وبخصوص القنوات الفضائية وتناولها لملف النكبات في الجزائر قال ذات المتحدث أنها أعطت حيوية للمشهد الإعلامي، بالإضافة إلى فرض نفسها في الساحة الإعلامية من خلال استحواذها على نسب مشاهدة كبيرة والاستغناء على بعض القنوات الأجنبية وإبراز دورها الفعال في تغطيته الأزمات لما تتوفر عليه من قدرات هائلة في نقل الأخبار بسرعة كبيرة وآنية عما كانت عليه في السابق، وهذا بالرغم من افتقارها أحيانا للاحترافية إلا أنها استطاعت في الأخير أن تنقل الأخبار بسرعة كبيرة وتدخل بيوت الجزائريين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)