الجزائر

الدكتورة وهيبة بن عاليا: هذا ما يتطلبه دخول المرأة لعالم السياسة


الدكتورة وهيبة بن عاليا ل أخبار اليوم :
هذا ما يتطلبه دخول المرأة لعالم السياسة..
* ساهمت في إنشاء كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالبويرة
حال المرأة الجزائرية أفضل من مثيلاتها.. وعملها ضرورة
مثال للمرأة المتكاملة.. تلك التي تترك بصمتها في مجتمعها بأخلاقها وعلمها وعملها وإسهاماتها وفاعليتها محبوبة عند الجميع مسموعة الكلمة تسعى للخير بين الناس مثال في حبها لوطنها مثال في الدفاع عنه كلها أوصاف تمازجت في تناغم مبدع تجسدت في الدكتورة بن عاليا وهيبة عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة التي وهبت حياتها للعلم والمعرفة واحدة من أبرز الأساتذة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر والوطن العربي تعد رمز من رموز الجامعة الجزائرية استقبلتنا بابتسامتها المعهودة التي تستقبل بها كل من تقابله فوجدناها كريمة بقدر ما وجدناها حليمة لتجيب أخبار اليوم عن بعض الأسئلة التي تروي من خلالها مسارها العلمي والمهني وتنشر أخبار اليوم هذا الحوار بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة متمنية الخير كله لكل نساء الجزائر.
أخبار اليوم : من هي وهيبة بن عاليا؟
الدكتورة وهيبة بن عاليا: هي ابنة مدينة البويرة ومن مواليد 1962 بولاية بومرداس وابنة عائلة معروفة بالبويرة أمها وأبوها مجاهدين إبان ثورة التحرير الوطني وهي أم لأربعة أولاد ثلاثة منهم جامعيون والأخرى بالمرحلة الثانوية وكلهم ناجحون في دراستهم.
مسارك المهني كان حافلا بالتنقلات بين عدة وظائف ومناصب كيف ذلك؟
لقد تابعت دراستي بنجاح من الابتدائي إلى الثانوي بالبويرة وتتلمذت على أيدي خيرة معلمي وأساتذة هذه الولاية الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير التحقت بعدها بجامعة الجزائر حيث تحصلت على شهادة الليسانس في علم النفس العيادي ثم شهادة الماجيستر في علوم التربية ثم شهادة الدكتوراه بتقدير مشرف جدا من جامعة الجزائر. كما تحصلت على شهادة نهاية التكوين المتخصص بالمعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتخرجت بالمرتبة الأولى على مستوى ولاية البويرة. وبعد التخرج عملت بمناصب مختلفة وانطلقت في مساري المهني وعمري لا يتجاوز 23 سنة بالمعهد التكنولوجي للتربية بالبويرة. حيث ساهمت في تكوين دفعات عديدة من معلمين وأساتذة ومدراء مدارس ابتدائية درستهم علم النفس التربية التشريع المدرسي والتسيير الإداري كما كونت أساتذة التعليم الثانوي لولاية بجاية تيزي وزو المسيلة والبويرة في المقاربات الجديدة للتعليم. كما كنت عضو في لجان المناهج التربوية ابتداء من سنة 1998 ثم عملت كمفتشة للتعليم الابتدائي في مقاطعات مختلفة لولاية البويرة. التحقت بعدها بالجامعة في سنة 2004 ( جامعة المسيلة) ثم بجامعة البويرة في 2006 حيث شغلت منصب مديرة معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية. تركت بعدها الإدارة لأتفرغ للتدريس والبحث العلمي. إلى أن رجعت في سنة 2016 لأشغل منصب عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة البويرة.
كانت لك بصمة كبيرة في إنشاء كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وكنت من بين الأوائل اللذين فتحوا الكلية كيف تقيّمين تجربتك في الكلية كأستاذة وكعميدة؟
ساهمت في إنشاء كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بفتح تخصصات مختلفة أولها علم النفس ثم علم الاجتماع الفلسفة التاريخ ومعهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية وذلك بمساعدة فريق يتكون من 8 أساتذة ضحوا بالكثير من اجل إنشاء المعهد ثم الكلية. كأستاذة كونت عدة دفعات من الطلبة مع نفس الاساتذة الاوائل ويحتل طلبة هذه الكلية المراتب الأولى على مستوى الوطن في مسابقات الدكتوراه. وبالموازاة كنت رئيسة خلية ل م د بالجامعة وخبيرة في الندوة الجهوية للوسط حيث كنت عضوة مشاركة في فتح الكثير من مشاريع ل م د عبر الوطن وهذه التجربة سمحت لي أن أكوّن وأتكون. اما بالنسبة لتجربتي كأستاذة فلقد قمت بواجبي نحو اجيال مختلفة واعتبرها تجربة متواضعة جدا حاولت من خلالها ترك بصمة على المتكونين حتى يكتسبوا نظرة إيجابية نحو العلم والمستقبل. وكباحثة شاركت في ملتقيات وطنية وحاولت من خلالها إصلاح واقع التعليم وذلك بشرح المقاربات الجديدة وتغيير الأفكار والذهنيات فيما يخص عملية التعلم والتقويم. وعرضت هذه الأفكار في ملتقيات دولية في الأردن تركيا والمغرب وغيرها من الفعليات العلمية. كعميدة حاولت استغلال خبرتي المتواضعة من اجل إرساء قواعد للحوار بين الأستاذ والطالب والعمل بتطبيق مبدأ المشاركة والمرافقة والتعاون الإيجابي من أجل تخريج النوعية التي يتطلبها سوق العمل وتصب في إطار التنمية الشاملة للوطن الحبيب.
أسال موضوع عمل المرأة الكثير من الحبر عند مختلف شرائح المجتمع. كيف ترى وهيبة بن عاليا عمل المرأة في المجتمع الجزائري مقارنة بوظيفتها؟
فعلا.. لقد أسال هذا الموضوع الكثير من الحبر لأن المرأة لما تخرج إلى ميدان العمل فهي تبذل مجهودات مضاعفة حتى توفق بين مهامها اتجاه عائلتها وبين وظيفتها كفاعلة في المجتمع. وأرى أن المرأة الجزائرية تناضل أكثر من كل نساء العالم حيث ساهمت في الماضي في تحرير الجزائر وناضلت بكل ما تملكه في سبيل الوطن والنماذج كثيرة مثل حسيبة بن بوعلي جميلة بوحيرد اللواتي يضرب بهن المثل في كل أنحاء العالم وبالتالي فعمل المرأة وإن أسال كل هذا الحبر فأراه واجبا ومكمل لعمل الرجل في كل مناحي الحياة وفي مختلف القطاعات.
ما هي التحديات التي تعترض المرأة الجزائرية في معترك الحياة ومسيرة البناء مقارنة بالمجتمعات والدول الأخرى؟
المرأة الجزائرية تتمتع بشجاعة وقوة كبيرة فهي تشارك في معركة البناء إلى جانب أخيها الرجل بنفس القوة والكيفية لكنها تجد صعوبات تفرضها عادات وتقاليد المجتمع فلا تجد تسهيلات أو مساعدات من طرف الغير رغم ذلك فهي جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل واكتسبت مكانتها اللائقة تفوقت فيها على مثيلاتها في الدول الأخرى وقطعت شوطا في انتزاع حقوقها كاملة وهذا شرف لها ومفخرة للجزائر.
ماذا يمكن أن تقولي عن ثنائية الأستاذة بن عاليا والسياسة؟ وما رأيك في هذا المجال بالنسبة للمرأة؟
لست سياسية بل باحثة وأستطيع أن أقوم ببحوث في النظريات المرتبطة بالسياسة لكن أظن أنني لست قادرة على ممارستها لأنها ميدان صعب جدا يحتاج إلى بناء فكري محدد. وبالنسبة للمرأة لا ينبغي ان تدخل هذا المجال من اجل الظهور فقط أو اكتساب الشهرة بل يجب ان تكون صاحبة فكر وخلفية علمية ورصيد أكاديمي معتبر تسخرها من أجل البناء والمساهمة في تطوير المجتمع وازدهاره السياسة في رأيي إحدى المجالات التي تخوضها المرأة بكفاءة خاصة بعد أن أولت الدولة اهتماما بالغا تكلل بإصدار عدة قوانين لصالح مشاركة المرأة في السياسة.
بمناسبة عيد المرأة ماذا تقولين في كلمتك الأخيرة للمرأة الجزائرية؟
أتمنى النجاح والرقي لكل نساء العالم والمرأة الجزائرية على الخصوص والمرأة هي الأم الأخت الزوجة والبنت وهي الخلية الأساسية للمجتمع تؤدي أدوارا مختلفة حيث تناضل وتعمل في مجالات مختلفة وأرى أن سر نجاحها هو أخلاقها وعفتها ووعيها بمجتمعها ومشاركتها الرجل في بناء مجتمع راق ومزدهر. وعلى المرأة أن تتوج عملها بالقيّم الأخلاقية وإذا توفر هذا تنجح أينما تواجدت.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)