الدكتور مخلوف بوكروح في دراسة جديدةالصحافة والمسرح

ليس من السهل أن تحبر المقالات وترفع التقارير وتكتب التغطيات والتحليلات والنقد حول المسرح من قبل صحفيين غير مختصين في مجال هذا الفن الشامل الكامل الذي يجمع الفنون إليه، ويضمّها كما يضمّ العائلة السقف الواحد في تناغم، تعايش، تلاحم وتراحم، إن صح هذا التعبير، ولهذا تكون الكتابة المسرحية حذرة وتسير كما يسير لاعب السيرك على الحبل، وسر عدم سقوطه يعود إلى اتزانه، والأستاذ مخلوف بوكروح الباحث المجد في مواضيع المسرح ولوازمه ومشتقاته الفنية والمتاخمة لها، أنجز عدة دراسات وأبحاث في المسرح وحوله، ومنها هذه الدراسة ”الصحافة والمسرح” التي صدرت مؤخّرا عن دار ”المقامات” للنشر والتوزيع.الدراسة التي بحث فيها الأستاذ بكروح علاقة الصحافة بالمسرح باعتبارها ناقلة المعلومة إلى المتلقي الذي لم يشاهد العروض المسرحية، أو إلى ذلك الذي شاهدها، فتساعده على استرجاع المشاهد المسرحية ورؤيتها من زاوية أخرى قد تكون بغير الرؤية التي رآها، وذلك من خلال التحليل، النقد والأحكام على هذه المسرحية أو تلك من جميع الزوايا، من هذا الجانب، تأتي دراسة الأستاذ مخلوف بوكروح التي تدور حول الكتابة الصحفية، أو كما سماها هو الصحافة والمسرح، حيث صنّفها أو كما هي مصنّفة ومرتّبة في الكتابة الصحفية إلى الخبر، التقرير، المقال، حيث بيّن في مقدمة دراسته هذه أن الأهداف من الكتابة الصحفية هي إيصال المعلومة والأخبار والآراء إلى الجمهور.
كما اعتبر الكاتب الصحافة في حدّ ذاتها عندما تتعامل مع المسرح، تتعامل باعتبارها هي الأخرى فن، لأنّ الصحفي الذي يكتب في هذا الفن له علاقة بالجانب الفني ابتداء من التحرير إلى الطباعة والإخراج، لأنّ الفن الصحفي يقوم على رواية الأحداث وتفسيرها بهدف توجيه الجمهور، فضلا على إمتاعه وتسليته، وذلك باستخدام الأشكال والفنون الطباعية المختلفة.
وقسّم الأستاذ مخلوف بوكروح دراسته إلى قسمين، حدّد في القسم الأوّل حجم ونوع التغطية، وفي القسم الثاني مستوى هذه التغطية المعالجة، وفي الأخير نتائج الدراسة، ثم خاتمة تعقبها الهوامش وملاحق الدراسة.
وخلص المؤلف في خاتمة دراسته إلى القول؛ ”إن مستوى تناول الصحافة لنشاط المسرح لم يخرج في إطاره العام عن السرد والوصف الخالي من التوجيه والإرشاد القائم على نشر الثقافة المسرحية، وتقديم مقالات تشرح مهمة ووظيفة المسرح من أجل الإسهام في المجهود الثقافي”.
للتذكير، أجرى الباحث دراسته هذه من خلال عشر صحف وطنية أسبوعية ويومية، عربية وفرنسية، والكتاب من القطع المتوسط يتوزّع على 143صفحة، والكتاب صدر بدعم من وزارة الثقافة بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال عن مقامات للنشر والتوزيع.