الجزائر

الدكتور مخلوف بوكروح



الدكتور مخلوف بوكروح
قدم الدكتور مخلوف بوكروح كطرف في المناظرة العلمية ”الريادة في النص المسرحي المنشور بين أبراهام دنينوس ومارون النقاش” مجموعة من الأدلة التي تؤكد أن أول نص عربي منشور هو للمستشرق أبراهام دنينوس، مستدلا بذلك على بعض الوثائق التاريخية التي تذهب في هذا الطريق.يعتبر الدكتور مخلوف بوكروح أن مسالة الريادة المسرحية لا تهمه فبيروت أو الجزائر عنده نفس الشيء، فمارون النقاش أو أبراهام دنينوس بالنسبة إليه هم رواد، وفي البحث العلمي نتحدث عن التراكم المعرفي وهذه المسألة أيضا مرتبطة بالتراكم، ولا أعتقد أن هذه السائل تفصل بالتحكيم، وما نعرفه عندما يحدث خلاف في مسألة ما نتركها للتاريخ وللأجيال اللاحقة وما أدرانا فيمكن غدا أن نعثر على نص في أي مدينة عربية.النظرة الاستعماريةيرى الدكتور مخوف عامر أنه حان الوقت للتخلي وإنكار الخصائص الحضارية والثقافية للأمم والشعوب، وتجاوز النظرة الاستعمارية التي تقلل من شأن ثقافات الآخر، داعيا إلى ضرورة الوضع بعين الاعتبار القراءات والتواريخ المتعددة عند الحكم على ثقافة الآخر.ويعتقد بوكروح بأنه علينا تجاوز المنهج الكولونيالي أي أن أوربا هي مركز التاريخ لظاهرة المسرح، فالمركزية الأوربية تتجاهل ما حصل في باقي مناطق العالم، وهذه المسألة يمكن مناقشتها فالعديد من البلدان ترفض هذه الطروحات، وهذه المركزية تنسحب إلى حد ما على مشهدنا الثقافي العربي، ونحن نعاني من مركزية عربية، فالحضارة العربية الإسلامية ساهمت فيها الشعوب العربية بما فيها مسيحيو الشرق لأن الحركة الفكرية في المنطقة العربية في القرن 19 عندما حدث احتكاك مع الغرب لم تكن محصورة في عواصم عربية محددة، بل أن كل المدن ساهمت فيها إلى حد ما، فضلا على أن بروز نخبة حاولت أن تساهم في النهضة العربية عن طريق الإصلاح، ثم أن هذه النخبة تبنت الأشكال الثقافية الوافدة من الغرب في مختلف أشكال التعبير الفني وحاولت أن توظفها في التربية والتمدين والدخول للحضارة.دعائم البحثانتقد بوكروح هيكلة المكتبات في فرنسا التي ذهبت لحد القول أن النص المسرحي غير موجود في المكتبة، وهذه مسألة غريبة على حد قوله، مضيفا بأنه سيرفع خطابا مضمنا بشكوى ضد هذا الفرنسي الذي أصدر وثيقة على أن النص غير موجود بهذه المكتبة، ويقول بوكروح: ”لم يكتف باغتصاب تاريخنا وثقافتنا والآن يحجب عنا تراثنا، سأرفع خطابا احتجاجيا وإن كان فيه إمكانية المقاضاة سأقاضيهم”.وقدم الدكتور بوكروح شهادة السيدة زياني فاطنة الملكفة بالقسم العربي بالمكتبة الجامعية للغات والحضارات الشرقية بباريس، مضيفا أنه حصل على نص سنة 1967 عن طريق صديق مقيم في باريس وكانت المكتبة في شارع ليل، فتحصل عن طريق الميكروفيل على الوثيقة ودفع مقابل ذلك 500 فرنك، مؤكدا أن النص موجود وسلم نسخة من المخطوط للهيئة العربية للمسرح سنة 2014.ويستدل بوكروح بالمراسلة التي تمت بينه وبين السيدة زياني فاطنة، حيث في 23 نوفمبر 2016 تقول السيدة أنها وجدت هذا النص، وهو عبارة عن كراسة مكتوبة باليد في مخازن المكتبة، وهو في حالة جيدة تحت رقم 95-8، بعدها أخبرها بأنه سينقل هذه المعلومة. وتعهدت السيدة بأنها ستشهد أن هذه الوثيقة موجودة والديل بالصور التي قامت بإرسالها، وقالت للمعني أنه كراس مكتوب باليد، ولكنه طبع بالطباعة الحجرية في 1947 وفيه إهداء مكتوب باليد أي بغير الطباعة الحجرية.المراجع المعتمدةاعتمد الدكتور مخلوف بوكروح في بحثه على مجموعة من المراجع التي أسند بها بحثه، والبداية بالجريدة الآسيوية الذي كانت تصدرها الجمعية الآسيوية، والتي في أحد أعدادها لسنتي 1947 و1948 قدمت صورة غلاف المسرحية المتضمن إهداء المؤلف إلى عضو الجمعية الآسيوية، ناهيك عن مجلة ألمانية تطرقت لهذا النص، بالإضافة لكتاب ”تاريخ الآداب، الأدب العربي” للمستشرق الفرنسي كليمون هيوارت نشر سنة 1902، يقول أنه يوجد النص المسرحي ومنشور سنة 1948، وكتاب أبو القاسم سعد الله ”تاريخ الجزائر الثقافي 1830/ 1854، الجزء الخامس” الصادر في بيروت عن دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى سنة 1998، وقدم الدكتور مخلوف عامر الغلاف، والصفحة الأولى والأخيرة من النص بوجود الإهداء.ويضيف بوكروح أن دنينوس بدأ اتصاله بالجمعية الآسيوية سنة 1847 برسالة تحتوي على عدة نسخ من المسرحية، وهي ملهاة موسيقية من تأليفه باللغة العربية فأرسلها إلى الجمعية بواسطة السيد ”قيون” رئيس الأطباء الجراحين بالجيش الفرنسي في إفريقيا، وتم اقتراحه وقبوله كعضو في الجمعية الاسيوية، ويقول جول مول في الجريدة سنة 1948 في تقريره أن أبراهام دنينوس حاول الترويج لتذوق العرب للمسرح، وبعد سنتين يأتي التأكيد من مجلة ألمانية، ويعود المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله إلى اهتمام النقاد بهذه المسرحية، حيث اعتبرها البعض رائدة في مجال المسرح العربي.ويستنكر بوكروح نسب المسرحية لليهودية والصهيونية لكون الكاتب يهوديا ولكن المسرحية عربية وليست يهودية، مستدلا بقول الباحث فيليب سادغاروف بأن الجنسية الفرنسية التي يحملها دنينوس لا تلغي لا حقيقة وجود النص ولا تاريخ كتابته ولا مكان نشره ولا جنسية المسرحية لكونها عربية وحتى إسلامية في نكهتها، وهذا ما يميزها عن النصوص المسرحية التي كتبها اليهود المشارقة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)