قال الدكتور عبدالعزيز فيلالي، إن عبدالحميد بن باديس، لا يمكن إدراجه في خانة الإمام ورجل الدين فقط، دون الإحاطة بشخصيته كمفكر وسياسي عرف بمواقفه المناهضة للاستعمار الفرنسي.
أوضح الدكتور فيلالي، أن الشيخ ابن باديس متعدد المواهب ويتميز بفكر سياسي عقلاني خاض به معاركه النضالية والسياسية ضد الإدارة الاستعمارية، بدليل أنه وضع ''خطة لمشروع مجتمع متجدد، استلهمه من أفكاره وتجاربه المتفاعلة مع المجتمع الجزائري، ومن حقائق العصر الذي عاش فيه، ومن سنن الكون والإنسانية، ومن التاريخ والحضارات الأخرى التي اطلع عليها''. وكان ابن باديس يقول، حسب الدكتور فيلالي: ''اجتمعت في الجزائر ثلاثة أنواع من الاستعمار، من استعمار اقتصادي وثقافي وسياسي''. فوضع الاستعمار الفرنسي بفضل استنتاجات فكرية في خانة أبشع استعمار.
وبدأ ابن باديس، حسب الأستاذ فيلالي، في إصلاح العقل ثم إصلاح العقيدة وتحرير الأرض والإنسان الجزائري من الاستعمار. مضيفا أن نبرة خطابه كثيرا ما كانت تأخذ منحى سياسيا، وقال: ''ألقى ابن باديس خطابا سياسيا أمام العلماء، بمقر مجلة الشهاب سنة 1928، ودعا صراحة إلى الكفاح والجهاد''.
ويعتقد الدكتور فيلالي، أن شخصيته الفكرية يوجد بها اهتمام بالغ بكثير من العلوم، على غرار القانون الفرنسي والتاريخ والفكر السياسي، إضافة إلى إيمانه بأفكار عصره مثل التنظيم والتخطيط والبرمجة والدراسة، والفكر الواقعي.
كل هذه المعارف وضعت ابن باديس في رجل العصر والمثقف الذي يروم التغيير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : elkhabar
المصدر : www.elkhabar.com