الدكتور فؤاد العلوي في افتتاح أشغال المؤتمر السنوي لمسلمي فرنسا ''المؤتمر فضاء للرد على تساؤلات المسلمين''

كشف الدكتور فؤاد العلوي، مساء الجمعة، أن مؤتمر ''أخلاقيات الإسلام في مواجهة تحديات العصر''، المقام بالعاصمة الفرنسية باريس، ليس ردة فعل بقدر ما هو فضاء لإيجاد إجابات على تساؤلات المسلمين وغير المسلمين في فرنسا، دون تجاهل التحريض على الإسلام والمسلمين، ودون نسيان اللحظات العصيبة الّتي يعيشها مسلمو فرنسا، بين المآرب السياسية من جهة وتشويه صورتهم من جهة أخرى.  افتتحت، مساء يوم  الجمعة، أشغال المؤتمر الثـامن والعشرين لمسلمي فرنسا بقصر المعارض بالضاحية الشمالية لباريس البورجيه ، حيث دعا رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية فؤاد العلوي، إلى ترسيخ ما يمكن اعتباره ضرورة روحانية ووطنية، بالعمل على المصلحة المشتركة، ودعم احترام القيم المثـلى والأخلاق الفاضلة، والسلوكيات النبيلة في جميع مجالات الحياة.
وأشار المتحدث إلى أنّ الإسلام شدّد على تكريس القيم المعنوية والأخلاقية منذ ظهوره، من خلال تنظيمه للمجتمعات الإنسانية، مردفا لأن الإنسان مسؤول عن نواياه، وعليه إدارة تلك الأمانة بكل مسؤولية وذكاء .
وشدّد فؤاد العلوي على حاجة المسلم في هذه الفترة الحرجة إلى أخلاقيات تنظم علاقة الإنسان ببني جنسه ومحيطه وبيئته والمجتمع بأسره، وبكل المنظومات التي تبنى على أساسها علاقة المؤمن بخالقه، كما يقرّر الإسلام ذلك .
واعتبر المتحدث أنّ غياب القيد وتراجع القيم الحميدة، أفرز جملة الفوارق الاجتماعية الهائلة بين الأثـرياء والفقراء، وفقدان أواصر الأخوة الّتي تمس أحيانًا بالنواة الأسرية، وازدياد مشاعر الإقصاء والعنصرية.
من جهته، أفاد مؤسس حركة النهضة التونسية، الشيخ عبد الفتاح مورو، أن الإسلام في حاجة إلى مؤسسات تتحكّم في الحكام لا العكس، وتستطيع إيقافهم متى اقتضت الضرورة، مواصلا مؤسسات تحوّل القيم الإسلامية الخالدة إلى واقع ضاغط على الحكام كما فعلت أوروبا، حيث يمكن للمواطن، من خلال الصحافة النافذة والقضاء المستقل، أن يسقط رئيس جمهورية أو حكومة أو حتّى وزيرا، بمجرد كتابة مقال في الصحافة .
وأشار المتحدث بدهشة كبيرة، في أول زيارة له منذ أكثـر من عشرين سنة وبعد سقوط نظام بن علي، إلى أن الإسلام يؤهّل الدعاة والعلماء لقيادة الأمة، وتلبية حاجيات المجتمع بدون ضغط الحكام والسعي لتحويل القيم الإنسانية الخالدة التي جاء من أجلها الأنبياء جميعًا، ختمها نبيّنا محمّد برسالته الخالدة ، أضاف المتحدث.
جدير بالذكر أنّ العديد من الفعاليات تقام على هامش المؤتمر، ومنها موائد مستديرة حول التّحديات الّتي تواجه المسلمين في فرنسا خصوصًا والغرب عمومًا، المسابقة الفرنسية لتحفيظ القرآن الكريم، معرض عن المساجد الّتي لها مكانة مقدّسة لدى المسلمين، معرض للكتب الإسلامية ومعرض للأزياء الإسلامية للمرأة.