ردت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للمرة الثانية على تصريحات محمد علي فركوس، وذلك من خلال مقال نشره نائب رئيسها عمار طالبي في صحيفة البصائر الصادرة عن الجمعية، إذ اعتبر أن كلام فركوس إحياء لفتن تجاوزها الجزائريون، وأن الدولة يجب أن تضع حداً لمثل هذه التصرفات.وأضاف: «نقرأ هذه الأيام مقالة لبعضهم، ممن يزعم أنه من أهل السنّة دون غيره، يثير الفتنة، ويعمل على تضليل المسلمين وتبديعهم، وحشرهم في أهل الأهواء والبدع، ويرجع إلى افتراق المسلمين في التاريخ البعيد، ويحيي شعارات مصطنعة».
وتساءل إن كان مصطلح أهل السنّة والجماعة موجوداً في عهد الرسول؟ مؤكداً أن هذا المصطلح ظهر في أعقاب الفتنة الكبرى التي عاشتها الأمة، واليوم يأتي بعض مثيري الانقسام في الأمة، وإحياء التفريق القديم.
واعتبر طالبي «أن «عامة الناس اليوم لا يعرف إلا أنه مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ولا يدري أنه أشعري ولا ماتريدي ولا أنه من أهل السنة والجماعة، ويكتفي بذلك، وبعض هؤلاء يقتصر على المؤلفات القديمة التي فيها ما فيها من التنابز والتبديع والتكفير ويحييها كأنه يعيش في القرن الثالث وما بعده إلى القرن السابع والثامن وما ينازع به ابن تيمية رحمه الله وغيره، وابن حزم من الهجوم على كل فرق المسلمين، بحدة تخرج أحياناً عن أدب الخلاف».
وأوضح عمار طالبي أن الكلام العام المثير للفتنة بين المسلمين من جديد، والذهاب إلى تضليل بعضهم لبعض، والتبديع الذي يؤدي ببعضهم إلى التكفير الذي يعاني العالم الإسلامي، وما داعش وقبلها القاعدة إلا من هذه العقلية العمياء، فيأتي صاحب هذا الكلام فيحيي النزاع والتبديع، والتضليل في عصر تتحد فيه الأمم، وتتسامح المذاهب، وتراعي المشترك وما اتفق عليه وهو الأكثر والأعم ويعذر بعضها بعضاً في ما اختلفوا فيه.
وخلص إلى أن ما ورد في رسالة فركوس يعود بنا إلى قرون خلت، ويعمل إحياء النزاع بين الفرق الإسلامية، رغم أن أغلبها انقرض، بدليل أنه لم يعد هناك وجود للجهمية مثلاً، وأن الناس لم تعد تفرق بين أشعري وماتريدي، ولا بين معتزلي وغيرهم، وأن هذا الصراع لم يبق إلا في خيال من يقرأون الكتب القديمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net