الجزائر

الدكتور زيدان خوليف ، أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة فرنسا ل " الجمهورية "



الدكتور زيدان خوليف ، أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة فرنسا ل
هل كانت هذه الضربة و بهذه الحدّة متوقعة في فرنسا و لم يمض على اعتداءات شاغلي أبدو سنة ؟الدكتور زيدان خوليف : نعم كانت متوقعة لأنّ أجهزة الأمن تدرك أنّ فرنسا مستهدفة منذ أن دخلت القوات الفرنسية الحرب في سوريا العام 2014 .طيّب و لماذا إذن قللت فرنسا من شأن التنظيم الارهابي داعش هذا توصيف خاطئ فرنسا لم تقلل من شأن داعش فقد سنّت في جوان الماضي قانون التصنت لجمع أكبر عدد من المعلومات و هذه في حد ذاتها استراتيجية و لكن ما لم يتكلم عنه الاعلاميون و السياسيون أنّ الحرب لم تعد كلاسيكية و أخذت منحى جديدا و خاصية مختلفة و صارت كالأنفلونزا و على الصيادلة إيجاد اللقاح في كل مرة و الحرب اليوم صارت غير متناظرة . و المثال على ذلك نأخذه من قاعة البتاكلون التي كانت واحدة من الأماكن التي استهدفتها العمليات الارهابية فقد كان الارهابي " يرقص" على أنغام الروك إلى جانب الضحية حيث انقلب الراقص ليفجّر حزامه الناسف أو يخرج الكلاشينكوف الذي كان بحوزته .هذه الحرب تختلف عن كل سابقاتها فلا توجد جبهتان متقابلتان ، و موجود مفهوم الحرب غير المتناظرة على رفوف المكتبات و لكن لا يتم الاستعانة بهذه الكتب من أجل استراتيجيات جديدة .و لأول مرة خلال خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند استعمل مصطلح " الجيش الارهابي داعش " و عندما نحلل مضمون مصطلح جيش في هذه الحالة فله معنيان أولا : العقيدة القتالية و ثانيا : على مستوى الوسائل المعتمدة الآن هي نفس وسائل الاستخبارات من هاتف و شبكة عنكبوتية و دعاية إعلامية . و العقيدة القتالية غالبا ما تهدف إلى بت الهلع و الهول في نفوس المدنيين لتأليب الرأي العام على السياسيين ، و بداية الحرب في سوريا لم تكن تعني الفرنسيين و لكن عند وصول جحافل المهاجرين إلى أوربا أصبح الأمر مشكل رأي عام و أجبر السياسيون على التعامل مع الوضع و الرأي العام و تحرك كل الديمقراطيين و مع ذلك كانت هناك أصوات متشنجة مثل المجر و بولندا و تشيكيا و لهم في رفض المهاجرين مآرب في السياسية . فالدول المعادية لسياسة لجوء المهاجرين تاريخيا هي بلدان البلقان و فيها قلّة مسلمة من عهد الامبراطورية العثمانية و عليه لا يريدون استقبال المهاجرين و أغلبهم من المسلمين لأنها لا تريد قلب المنحى الديمغرافي . في ظرف أسبورأو أكثر بقليل نفّذ التنظيم الارهابي عمليات نوعية استهدفت مصالح دول كبرى ( روسيا و حادثة الطائرة ) و فرنسا و هجمات باريس و الكل يقول أن المخابرات الفرنسية كانت على علم بتحضير عمليات ارهابية من قبل التنظيم فلماذا لم تستغل هذه المعلومات لصالح تجنب الاعتداءات ؟ما لا يعرفه أحد و لا عامة النّاس أن المخابرات أحبطت منذ شهر جانفي 6 عمليات هجومية بمعد عملية كل شهر تقريبا و هذا مجهود يحسب لها و لكن اليوم على طريقة التعامل أن تتغيير فالحرب صارت غير متناظرة ، و اليوم ( الاربعاء ) أفشلت المخبرات عمليات كان يدبر لها و ربما كانت ستنفذ في وسط حي الأعمال بباريس و استبقتها مصالح الأمن بالهجوم الذي حصل فجرا في سنت سان دوني طيب أ لا ترون أن دول التحالف تخلت أو خدعت فرنسا في حربها على داعش ؟فرنسا لم تفكر في تنظيم داعش و لم يكن أولويتها بل كان تفكيرها منصبا على الأسد .لمّا دخلت روسيا في التحالف قال أوباما أن مقاتلة داعش قد تدوم طويلا و روسيا عند التحاقها لم تقصف " داعش " بل المعارضين للأسد و لم تلتحق بضرب هذا التنظيم إلّا بعد تفجير طائرتها في سيناء بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ و هنا أمر بوتين بقتال "داعش" أما فرنسا لم يتغير موقفها و الآن أولويتها "داعش" و اجتثاته من الساحة و قال هولند بالحرف الواحد :" علينا اقتلاعه "كيف قرأتم خطاب الرئيس الفرنسي هولند أمام نواب الأمة ؟هو خطاب رئيس اشتراكي لكنه في حقيقته خطاب يميني باعتماده الآلية الأمنية و تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة ّأشهر و نزع الجنسية ممن يثبت تورطهم و لو كانوا فرنسيين أما قضية تعديل الدستور فالدستور المعمول به في فرنسا هو دستور الجمهورية الخامسة في 1958 و مادته 16 أضافها ديغول ليَأِمن ما يسمى بهشاشة الحكومات ( مثل ما حدث في الجمهورية الرابعة ) يذهب كل حزب و تسقط الحكومة و كان آخر رئيس حكومة دامت ولايته ستة أشهر و بالتالي التعديل أعطى الصلاحيات لرئيس الجمهورية أما المادة 36 فتعطي الصلاحية للجيش ليتدخل ( و بيجار و لاكوست تدخلا خلال الثورة الجزائرية وفقا لهذه المادة ) و صلاحيات الجيش في هذه الحالة أن يصبح شرطيا أيضا من أجل تحقيق السلم المدني و حماية مكتسبات الأمة من المؤسسات إلى المدنيين و للحالة الفرنسية ما يبررها لكن أبدا لا يتعدى الأمر حقوق المواطنين التي هي من المكتسبات .تحركت فرنسا بسرعة لضرب الرقة في سوريا بعد أحداث باريس الجمعة 13 نوفمبر و كثفت طلعاتها الجوية على معاقل داعش ألم يكن الأمر من أجل امتصاص الغضب الشعبي ؟لا ليس لامتصاص الغضب بل كانت مبرمجة و كانت الجوية الفرنسية تقصف من قبل و لم تكن وحدها بل ضمن التحالف ، ما تغيير هو نظرة الرئيس الفرنسي الذي قال : " علينا اقتلاع داعش "و أصبح بعد الأحداث لفرنسا الدعامة من أجل تقرير ضرباتها و الرئيس الفرنسي كان سيدفع من حياته و كان مستهدفا كمؤسسة عند تواجده في ملعب فرنسا . كما أن الطائرات الفرنسية لم تضرب الرقة بل الأهداف التي أحصيت و هي لداعش ،و ضربت طائرات التحالف أهداف عسكرية ( معسكر للتدريب و مستودع ذخيرة )في خضم هذا الوضع الأمني و السياسي المتشنج ما مآل المهاجرين و كيف ستتعامل معهم فرنسا ؟يجب المقارنة بين وضعيتين ، أحداث شاغلي و أحداث باريس الأخيرة بالنسبة للأحداث الأولى الشرخ كان في داخل المجتمع الفرنسي ففئة مع حرية التعبير و أخرى ترفض المساس بالمقدسات لكن أحداث باريس الأخيرة كان فيها كل الفرنسيين مستهدفين و التنظيم الارهابي عندما ضرب فرنسا هذه المرة ضرب ككتلة و كان رد الفعل من السياسيين و الدبلوماسيين وفق ما فرضته الاعتداءات و قالت فرنسا أنها ستقتلع " داعش " و بالتالي اليوم في فرنسا وضع مختلف فبعد " الاسلاموفوبيا " هناك " الهجرة فوبيا فمارين لوبان قالت :" فرنسا لم تعد آمنة " و بالتالي تتوجه مباشرة إلى مسألة الهجرة المتبعة من طرف الحكومات .في ظل كل هذه الأحداث كيف ترون مستقبل فرنسا ؟ فرنسا تعمل في إطار مؤسسات ديمقراطية قانونية و لا بد من مكافحة الارهاب بعمليات و وسائل جديدة و عندما طالب الرئيس بتعديلات دستورية مع ضمان الحقوق الفردية فمن أجل تعزيز الاجراءات الأمنية التي تتخذ ؟أشكالا عديدة ( كحالة الطوارئ و اضافة مناصب العمل في الشرطة و الأمن و الجمارك و إدارات السجون و القضاء ...) كما استجاب للمطالب الأمنية التي طالب بها اليمين و أخذ الرأي العام الفرنسي كشاهد و أكرر أن مستقبل فرنسا في تغيير عمليات و وسائل الرد من خلال التأكد أن الحرب اليوم غير متناظرة .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)