الدستور جاء لحجب المشاكل الحقيقية للجزائر

وصف عضو الهيئة الرئاسية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، مشروع القانون المتضمن التعديل الدستوري الجديد، بغير التوافقي والذي لا يستجيب لتطلعات الشعب الجزائري، بل إن عديد مواده جاءت لحجب المشاكل الحقيقية التي تواجه البلاد، مستهجنا أمس من الشلف في تدخله على هامش افتتاح أشغال المؤتمر الثاني لفيدرالية الأفافاس بهذه الولاية، إصرار السلطة على تمرير الدستور بنصه الحالي، في وقت تم تغييب حزبه والجمعيات الفاعلة والشخصيات الوطنية عن دائرة الاستشارة حول وثيقة التعديلات التي أعلنت عنها رئاسة الجمهورية في ماي من السنة الماضية. ووفقا لتصريحات العسكري، فإن تعديل الدستور يجب أن يخضع للحوار الجدي وليس الهزلي، معرجا على ما وصفه بترهات سياسيين مراهقين يتحدثون الآن عن الدولة المدنية، فيما كان قد طالب بها الزعيم التاريخي الراحل الحسين آيت أحمد قبل رحيله، الذي رافع مطولا في الخارج والداخل لصالح جمهورية ثانية إذا كانت هناك إرادة سياسية لتحقيق هذا المسعى التاريخي . وأوضح القيادي في الأفافاس أن حزبه دعا بجدية إلى تغيير طبيعة النظام السياسي الذي يعتبر شرطا جوهريا حسبه لبدء حوار وطني حقيقي حول القضايا المتعلقة براهن ومستقبل البلاد، مشيرا إلى أنه يستغرب كثيرا بقاء بعض المحسوبين على هذا النظام في رسم تكتيكات خاطئة بشأن الأزمة الراهنة.