الجزائر

«الدستور جاء لتعزيز الحريات وتقوية الممارسة الإعلامية»


بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة المصادف ل 13 فيفري من كل سنة، والذي اختير له هذا العام شعار "إذاعة متجددة لعالم متجدد، التطور الابتكار الربط"، قصد إبراز الخدمات التي تقدمها الإذاعة للمجتمع في أوقات الكوارث الطبيعية، والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وتفشي الأوبئة، وما إلى ذلك، اعتبر المندوب الجهوي لإذاعات الغرب الجزائري، الإعلامي الدكتور "عيسى بن هاشم" الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لإعلان هذا اليوم محطة أخرى من محطات إثبات الذات ورفع التحدي من طرف الإعلاميين والتقنيين الجزائريين الذين برهنوا عن قدراتهم بكل احترافية، حيث كانوا ما يزالون يدا واحدة تحدوهم الروح الوطنية واستطاعوا التغلب على الصعوبات وضمان تقديم خدمة عمومية وإعلام جواري هادف. الإعلامي الدكتور "عيسى بن هاشم" عمل مديرا للعديد من الإذاعات الجهوية، وهو الآن مندوب جهوي لإذاعات الغرب، المنطقة01، نال شهادة الدكتوراه سنة 2011 بعد إعداده أطروحة موسومة "الإعلام الجواري ودوره في تنمية الثقافة الفنية والإجتماعية والإقتصادية المحلية، إذاعة تلمسان أنموذجا، ومتحصل على عدة شهادات عليا في الثقافة الشعبية، وفي العلوم القانونية والإدارية والعلوم الاقتصادية، كتب أكثر من 200 مقال ونظّم عشرات القصائد الشعرية والخواطر في العديد من العناوين الوطنية بعضها قيد الطبع، كما شارك في العديد من الملتقيات والندوات والمسابقات الفكرية والعلمية تحصل خلالها على عدة جوائز تقديرية وتشجيعية من بينها جائزة الميكروفون الذهبي بالجزائر سنة 2007. "الجمهورية" التقت به في هذه المناسبة وأجرت معه هذا الحوار.....- حدّثنا عن مشوارك المهني وأهم المحطّات التي طبعت مشوارك الإعلامي...؟
^ عيسى بن هاشم، إعلامي وباحث أكاديمي، تحصلت على شهادة الدكتوراه سنة 2011 بعد إعدادي أطروحة حول الإعلام الجواري السمعي ودوره في التنمية المحلية، ولي دراسات لما بعد التدرج في الإقتصاد والقانون والثقافة الشعبية والفنون.
إلتحقت بالإذاعة سنة 1993 كصحفي منشط، ثم تدرجت في المسؤولية من رئيس لقسم الإنتاج والبرمجة مكلف بالأخبار إلى مدير عدة محطات إذاعية وصولا لمنصبي الحالي كمندوب جهوي لإذاعات الغرب الجزائري، المنطقة01، كما كانت لي أيضا في بداياتي في عالم الصحافة مساهمات مع عدة صحف وطنية كمراسل صحفي من تلمسان، إلى جانب عملي كمتعاون مع محطة التلفزيون لوهران، أما في الجانب الأكاديمي، درّست في الجامعة كأستاذ متعاون ولي إسهامات متنوعة وحضور في الملتقيات والنشاطات العلمية ومختلف التظاهرات الثقافية كمحاضر ومنشط.
- كيف كان انطباعاكم حال ترقيتكم كمندوب جهوي لإذاعات الغرب المنطقة01...؟
^ في مساري المهني إتخذت شعار"عملك الجيد مرآة لشخصيتك"، وكان همي الوحيد وما يزال هو الإخلاص في عملي وبذل ما بوسعي لإرضاء المستمع والقارئ، وبتوفيق من الله عز وجل تمكنت من تحقيق النجاح في تخصصي، ولاشك أن هذا التميز - ولانزكي على الله أحدا- هو الذي جعل القائمين على مؤسسة الإذاعة يفكرون في ترقيتي، فتدرجت في المسؤوليات من صحفي منشط إلى رئيس قسم ،إلى مدير عدة محطات إذاعية، إلى مندوب جهوي لإذاعات الغرب الجزائري المنطقة01، التي تضم إذاعات (وهران، عين تموشنت، سيدي بلعباس، معسكر وسعيدة)، وهي مهمة إستحدثت لتسهيل العمل الإذاعي من خلال المرافقة والتوجيه والمراقبة قصد الرقي بالرسالة الإعلامية الهادفة. .
- هل التقيت بفطاحلة الإعلام خلال مسيرتك المهنية...؟
^ من بين الإعلاميين الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في مساري المهني الإعلامي "عبد الحفيظ عاصمي" المدير الأسبق لإذاعة تلمسان وهو أحد الأصوات المتميزة في الإعلام السمعي الجزائري، وكذا المرحوم "بلقاسم بن عبد الله" الكاتب الصحفي الذي كان أول من إستضافني في برنامجه الإذاعي "نادي الإبداع " ككاتب مبتدئ وكمشروع شاعر، ومن الإعلاميين الآخرين أيضا الذين إلتقيتهم وأعجبت بهم "الأستاذ خليفة بن قارة"، والأستاذ "عبد الرزاق جبالي" والأستاذ "نورالدين رحمون"...وغيرهم كثير.
- ما هو دور الإذاعات المحلية في المرحلة الراهنة،و كيف ترى التحدي والرهانات المستقبلية لتطويرها...؟
^ لاشك أنه دور كبير، لأن المستمع يثق في المؤسسة الإعلامية العمومية لما تتميز به من مصداقية وإحترافية، كما أن المسؤولين عادة ما يوفرون المادة الإعلامية للإذاعة من خلال دعوتها لتغطية مختلف النشاطات وتزويدها بالملفات والمعلومات.
الإذاعة المحلية هي المؤنس والمرافق الدائم للمستمع أينما حل وحيثما إرتحل، ومن البديهي أن يكون لقربها منه التأثير البالغ في نفسيته بالإيجاب، فهي التي توفر له المعلومة وتزوده بالمعارف وتضمن له فضاءات الترفيه والتفاعل، وفي ظل التحديات الراهنة، كان لابد من استغلال تلك المميزات والمرونة لتمرير الرسالة ومجابهة الصعوبات، والمؤكد، أنه لابد من تعزيز مكانة الإذاعة المحلية بإيجاد آليات حديثة وتكوين أطرها تكوينا عصريا يضمن لهم التكيف السريع مع المستجدات والعصرنة والتجاوب مع المتطلبات الراهنة.
- الوزير باشر مؤخرا في عملية تطهير قطاع الإعلام وهو تحدٍ كبير، ما تعليق على ذلك...؟
^ أعتقد أن قطاع الإعلام يعرف تحديات كبيرة وهو بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات، ولاشك أن ما يقوم به الوزير الحالي الدكتور عمار بلحيمر من عمليات التطهير يأتي في هذا الإطار...إننا اليوم أمام إعلام تنموي يعتبر شريكا أساسيا في تحقيق التنمية عن طريق ما تمثله وسائل الإعلام من ثقل وما تستطيع أن تقدمه وتقوم بتنفيذه من مبادرات إعلامية وحوارات شعبية تشعر الأفراد أنهم مسؤولون ومشاركون في المشاريع التنموية، وهو ما يعني تحقيق مبدأ الإعلام الجواري في مرافقة مساعي التنمية والمساهمة في عملية المشاركة والتخطيط، وتكوين الآراء والإتجاهات، وترسيخ وترقية الثقافة الديمقراطية، وتعزيز الوحدة الوطنية...وغيرها من أوجه النشاط التنموي بما يشكل حجر زاوية لانطلاقة تنموية هادفة. ومن الطبيعي أن تراعي المؤسسات الإعلامية خصوصيات البلد والمحيط الذي تتواجد فيه من خلال الإطلاع على تاريخه وجغرافيتة وهويته وعاداته وتقاليده وأعرافه، وإبراز وجوه المجتمع والتعرف عن كثب على الحياة الجمعوية ومختلف أنماط المعيشة.
- أعلن الوزير منذ توليه شؤون وزارة الاتصال عن فتح ورشات لإصلاح قطاع الإعلام، ما تعليقكم على ذلك، وهل هناك اقتراحات في هذا القطاع الحساس من وجهة نظركم...؟
^ إصلاح قطاع الإعلام أصبح من الضروريات الملحة، وما دمنا بصدد الحديث عن ورشات إصلاح القطاع، فمن الضروري أن يفسح المجال للقائمين على الإذاعات المحلية للمشاركة في هذه الورشات قصد تكوين رؤية موحدة بأهمية الإذاعة المحلية في مواكبة ديناميكيات عملية التنمية في المجتمع إن استخدمت استخداما جيدا في توفير المعلومة، وتعبئة الطاقات، وحشد الرأي العام بالاشتراك مع غيرها من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية لتحقيق الأهداف المنشودة على أساس أن الإعلام يشكل جزءا أساسيا من خطة التنمية الشاملة التي تعد أحد أكبر التحديات على مختلف الأصعدة.
- صرّح وزير الاتصال في حوار لإحدى وسائل الإعلام "إن وسائل الإعلام العمومية السمعية البصرية والمكتوبة مدعوة إلى إعادة تنظيم نفسها بصفة عميقة، حسبما يقتضيه العصر ويستلزم تحديثها وتحويلها إلى مؤسسات منظمة في شكل بوابات إلكترونية توفر منتوجات متنوعة، أي عرض يقوم على النص والصوت والصورة، ما تعقليقكم على ذلك بصفتكم دكتور إعلامي...؟
^ أوافق رأي الوزير ولكن، حتى نتمكن من تحقيق هذه الغاية لا بد من توفير المتطلبات الآتية: العناية بمسألة التكوين الإعلامي للوصول إلى أطر إعلامية مؤهلة ومتطورة تستوعب كل ما هو طارئ وجديد، إعتماد مبدأ الكفاءة والإختصاص والمهنية العالية في كل إطلالة على الجمهور في البوابات الإلكترونية المذكورة، العناية الفائقة بالتخصصات المهنية ضمن المؤسسة الواحدة خاصة على الصعيد الإقتصادي والإداري، فنحن بحاجة ماسة إلى متخصصين إعلاميين في مجالات مهمة ومتنوعة، كما ينبغي على الإعلاميين اعتماد خطاب إعلامي عقلاني ومتطور يستجيب لحاجات الناس وينسجم مع الأهداف المنشودة، وكذا إتباع سياسية الحوار والإرتقاء بإمكانات المؤسسات الإعلامية وأدائها لمواكبة الثورة العالمية الراهنة، السعي لمعرفة ظروف الجمهور وتوجهاته، مع تلبية حاجاته المادية والمعنوية، والإهتمام بآرائه وتطلعاته والتعليق عليها والتنويه بأهميتها.
- كيف ترى اقتراح ميثاق جزائري توافقي للأخلاقيات بهدف تسيير قطاع الصحافة...؟
^ في كل القطاعات هناك ميثاق لأخلاقيات المهنة، ولا يخفى على أحد أن بعض ممتهني المهنة في حاجة إلى مرافقة وتوجيه والإلتزام ببعض الضوابط التي تأتي لإزالة بعض الرواسب وتوضيح الصورة الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها الإعلام النزيه، وحتى لا يلتبس الأمر على قارئ هذا الحوار، فأنا هنا لا أدعو إلى تقييد الحريات، بل لضبط المهنة وأؤكد أن الحرية هي التي تخلق الإبداع، ولكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تمس بشخصية الغير وبثوابت الأمة وهويتها وبسلامة الوطن وسيادته.
- كيف تسهم البنود الجديدة في الدستور الجديد في تقوية الممارسة الإعلامية، سواء على صعيد الحرية أو على صعيد الضوابط المهنية...؟
^ من وجهة نظري، فإن الدستور الجديد لم يغفل هذا الجانب المهم، من منطلق أن الإعلام هو النافذة التي يطل منها المجتمع، ولا يمكن للمشرع بأي حال من الأحوال أن يغفل دور الإعلام في تنوير الرأي العام والكشف عن التجاوزات التي تضر بالمجتمع، ومشاركة المواطنين همومهم وإهتماماتهم، دون إغفال الحريات الأساسية للأفراد وضرورة الإلتزام بالضوابط التي تفرضها أخلاقيات المهنة، وعليه، يمكن القول أن الدستور الجديد جاء بمكاسب إعلامية جديدة تنضاف إلى المكاسب المحققة سابقا.
- هل من كلمة ختامية...؟
^ أشكركم، وأشكر من خلالكم جريدة "الجمهورية" الغراء على هذا اللقاء، كما أهنئ بالمناسبة تتويجها بالجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها السادسة بموضوع "الرقمنة، جسر العبور نحو الجزائر الجديدة"، وأهنئ أيضا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لإعلان اليوم العالمي للإذاعة كل عمال المؤسسة، وأترحم عبر منبركم على كل ضحايا الواجب الوطني وعلى من فقدتهم الساحة الإعلامية، رحلوا عنا ولكن ذكراهم وآثارهم الطيبة باقية بقاء الدهر.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)