الجزائر

«الدستور الجزائري يكرس مبدأ ممارسة الشعائر الدينية بكل حرية»



تدشين مسجد "رباط الطلبة" وكنيسة "سانتا كروز" يوم 16 ماي القادم بوهران بمناسبة اليوم العالمي للعيش معا بسلامنظمت صباح أمس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بقاعة المحاضرات بالجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، محاضرة حول "حوار الأديان" نشطها الدكتور يوسف حفصي، مدير الدراسات القرآنية بالوزارة، حضرها 7 أئمة بينهم إمرأة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تطرق الدكتور يوسف حفصي في مداخلته إلى الضمانات التي يمنحها الدستور الجزائري ولاسيما التعديلات الأخيرة التي أجريت في 2016، فيما يتعلق بتكريس مبدأ حرية ممارسة الشعائر الدينية في بلادنا، مضيفا في محاضرته بحضور ممثل السفارة الأمريكية السيد روبن وبعض الأئمة والمرشدات وأسقف وهران، أن الدستور الجزائري نص على أن الإسلام دين الدولة، ومن ثمة فإنه حتى ديننا الحنيف واضح في هذا الشأن ويحرس دائما على ضمان حق التعبد دون إكراه أو المساس بحرية المعتقدات، مشيرا إلى أن النصوص الدستورية في بلادنا تضمن حرية ممارسة الشعائر من خلال اللجوء إلى الحوار المرن والسلس بين مختلف الأديان دون تضييق ولا إكراه او تمييز، مشيرا إلى أن الإسلام يعزز مبدأ الحوار بين مختلف الشرائع ويؤمن بحوار الحضارات، ويدعو دائما إلى تجنب ما يسمى بصراع الحضارات، مشددا على أن الحرية الدينية عندنا لا تعني السماح للأفكار الدخيلة التي قد تضرب مجتمعنا من الداخل، لاسيما وأننا عانينا كثيرا من التطرف الديني في سنوات التسعينات، حيث :" تكبدنا الكثير من المآسي وفقدنا عشرات الآلاف من الأنفس والخسائر المادية، منهم فقدان 100 إمام وإطار في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، مبرزا أن الجزائر خرجت من محنتها وأضحت اليوم أقوى مما كانت عليه، وقد وصلنا إلى تحصين أنفسنا من ظاهرة الإرهاب، داعيا إلى ضرورة استحضار تلك المأساة حتى نبقى دائما في منأى عنها مستقبلا.
تحصين الشباب من التطرف
وأكد الدكتور يوسف حفصي أن هذه الدورة تدخل في إطار استراتيجية الوزارة لاستقدام نخبة من العلماء من جميع الدول، لتبادل وتقاسم التجارب في مجال مكافحة الراديكالية، فضلا عن تنظيم زيارات ميدانية لمختلف ولايات القطر الوطني، حتى يتعرفوا على الزخم الديني والتراثي الذي تزخر به الجزائر، فضلا عن اطلاع الضيوف على تجربة بلادنا في مكافحة الإرهاب والوقاية منه، والعمل على تحصين الشباب قبل وقوعه في أتون فتنة التشدد والغلو.
وأبرز إلى أن زيارة الوفد الأمريكي من الأئمة، تأتي متزامنة مع احتفالنا بيوم العلم وعلى مقربة من الشهر الفضيل، وقبل أيام قلائل من الاحتفاء باليوم العالمي "للعيش معا بسلام" المصادف ل16 ماي من كل عام، مذكرا في نفس السياق بتجربة بلادنا في مجال "المصالحة الوطنية" وكيف صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمبادرة من الجزائر على لائحة تعلن من خلالها تاريخ 16 ماي يوما عالميا للعيش معا بسلام. كاشفا عن تسطير برنامج ثري ستحتضنه ولاية وهران، يتضمن تدشين كنيسة "سانتا كروز"، ومسجد "رباط الطلبة" بأعالي جبل مرجاجو، وهو مؤشر على وجود تضامن وتعايش مع جميع الديانات في الجزائر، زيادة على تخصيص خطبة جمعة جامعة في مختلف مساجد الجمهورية، تدعو إلى السلام والتسامح والاندماج و التفاهم والأخوة.
هذا وقد أفسح بعده المجال للتدخلات حيث قد بعض الشيوخ والأئمة الحاضرين بعض الآراء بخصوص حرية المعتقد في الجزائر وضرورة تحصين الشباب من التطرف، ليقدم بعدها بعض الأئمة من الوفد الأمريكي تصوراتهم وتجربتهم لطريقة عيش الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)