الجزائر

الدبلوماسية الرياضية.. الصعود الناعم والآمن



أداة فعّالة في السياسة الخارجية للجزائر الجديدة
اعتمدت الجزائر الجديدة «الرياضة»، باعتبارها استراتيجية أساسية في بناء وترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية عنها لدى الشعوب وتغييرها نحو الأفضل. ولم تعد الرياضة مجرد قطاع للترفيه فحسب، بل تحولت إلى «صناعة» لها تأثير في قطاعات أخرى مثل السياحة، بل أصبحت إحدى أدوات السياسة الخارجية للدول للتعريف بها وتعزيز مكانتها في المحافل الدولية.
منذ تولي الرئيس عبد المجيد تبون الحكم في 2019، أبدى اهتمام منقطع النظير بالرياضة، لاسيما المنشآت الرياضية الكبرى، وخلال فترة قصيرة تم استكمال كل المشاريع المعطلة في وهران وتيزي وزو والجزائر العاصمة. كما نظمت الجزائر في العامين الأخيرين، بطولات دولية وقارية كبرى، بداية بألعاب البحر الأبيض المتوسط، البطولة العربية للسباحة، كأس العرب تحت 17 سنة، بالإضافة الى بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (شان) الجارية فعالياتها حاليا.
وبالرغم من الفائدة الكبرى لمثل هكذا بطولات في تحسين سمعة وصورة الدولة المضيفة، إلا أن رئيس الجمهورية يؤكد في كل مرة على أن الهدف الرئيسي لهذه النهضة الرياضية هو «الشاب الجزائري» الذي توفر له منشآت ذات مستوى عالمي وفق رؤية «الجزائر الجديدة».
تنظيم على أعلى طراز
بالإضافة إلى المنشآت الرياضية الكبرى التي أقامتها الجزائر، فإن ما يميز التظاهرات المنظمة هو التنظيم المحكم بمعايير عالمية، سواء ما تعلق باستقبال الضيوف وظروف الإيواء والنقل والأمان. وخلال بطولة الشان الحالية، شاهدنا علامات الصدمة لدى الوفود الأفريقية المشاركة من جودة المنشآت وحسن التنظيم، ما ساهم بشكل فعال في تغيير الصورة النمطية لديهم عن الجزائر والتي عملت بعض الجهات الإعلامية على تشويهها في السنوات الأخيرة. علاوة على ذلك، سمحت هذه التظاهرات باكتساب الفرد الجزائري والمؤسسات الجزائرية ثقافة التنظيم المحكم عبر تراكم التجارب والخبرات، بداية بألعاب البحر الأبيض المتوسط وصولا الى بطولة الشان الحالية، وتسعى الجزائر مستقبلا الى تنظيم بطولات أكبر، لاسيما كأس إفريقيا لكرة القدم 2025، واستضافة مباريات دولية، كما جاء ذلك على لسان رئيس الجمهورية.
تعزيز القطاع السياحي
إن استثمارات الجزائر في الرياضة ستكون بحق بالغة الفائدة على مستوى السُمعة وستكون أيضًا على الأمد الطويل عظيمة المردودية للدولة على المستوى الاقتصادي، لاسيما ما تعلق بالقطاع السياحي وما تزخر به الجزائر من إمكانات جبارة غير مستغلة، هذا ما جعل جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية وفي مقالها السنوي حول أفضل الوجهات السياحية في العالم، تدرج الجزائر كأفضل وجهة سياحية عربية سنة 2023 وفي المرتبة 23 على مستوى العالم. وما تقوم به الجزائر على المستوى الرياضي سيكون له بالغ الأثر في تغيير الصورة النمطية لكثير من الشعوب حول الجزائر، لاسيما وأن بطولة الشان الحالية تناقلتها وسائل إعلام عالمية في أوروبا، كما قدمت الجزائر تسهيلات غير معهودة في الحصول على تأشيرة الدخول لزيارة الصحراء الجزائرية، مع فتح خط جوي مباشر بين مطار باريس ومطار جانت في عمق الصحراء الجزائرية. وتطمح الجزائر في السنوات القادمة، الوصول الى 10 ملايين سائح سنويا لتعزيز اقتصادها والتخلص من التبعية لقطاع المحروقات وفق الإستراتيجية التي وضعها رئيس الجمهورية.
الجزائر إذا أرادت فهي تستطيع
يرى المختص في الشأن الرياضي الدكتور شيحاوي مصطفى، في تصريح ل «الشعب»، أن ما تقوم به الجزائر حاليا على مستوى تنظيم البطولات الدولية والقارية أزعج الكثيرين وجعلهم في حالة صدمة، سواء ما تعلق بجودة المنشآت أو التنظيم، والجزائري إذا أراد فهو يستطيع، وترسيخ هذه الثقافة أمر ضروري لكي تصبح عادة لا استثناء، كما أن هذه المكتسبات في المجال الرياضي سيكون لها بالغ الأثر على قطاعات أخرى، لاسيما القطاع السياحي، من خلال تحسين صورة الدولة في الخارج.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)