الجزائر

الخلخال إجباري و"التيتة" تعوض الحلاقة في أعراس ميزابتقاليد بلادي



الخلخال إجباري و
تختلف تقاليد الأعراس في وادي ميزاب عن باقي مناطق الجزائر، فهي منطقة بها الكثير من الخصوصية والاستثناء الذي لا نجده إلا عند أهل ميزاب. فالعروس في هذه المنطقة لا تذهب على عادة العرائس في ليلة عمرها إلى الحلاقات لكنها توكل أمرها إلى سيدة متخصصة في التزين التقليدي، تسمى في المنطقة بالتيتة، وهي سيدة تدعى إلى كافة أعراس ميزاب، مهمتها التزيين التقليدي للعرائس عن طريق استعمال الاثمد أو الكحل والسواك.وعادة تتوارث النساء هذه المهمة جيلا عن جيل، لكن رغم ذلك توجد قلة فقط من النساء في المنطقة من اللواتي يتقنّ هذا الفن. كما تكتفي العروس الميزابية بارتداء بذلة واحدة ليلة عرسها تصنع محليا وتحمل الإحالات الثقافية والحضارية للثقافة البربرية، ويطلق على البذلة التي تلبسها العروس في ليلة زفافها اسم ”تيملحفت”، ميزتها الألوان المزركشة مع طغيان اللونين الأخضر والأصفر والأشكال الهندسية المتناهية في الصغر، حيث تلبس مع طاقم من الذهب يقدم العريس لعروسه من دون شروط مسبقة حول قيمته.
يسمى هذا الطاقم ب”سرّمية”، ويعد الخلخال قطعة أساسية وإجبارية على كل عروس ميزابية حملها يعد أمرا مقدسا، ويشترط أن يكون من الفضة الخالصة، فيما يرتدي العريس بذلة الزفاف تتوارثها الأسر المزابية أباً عن جد.. ففي ليلة الدخول بعروسه يرتدي سروال ”الدوّالة”.. المعروف عند عرب الجزائر ب”سروال لوبية”، وفوق ”الدوّالة” يضع العريس ما يسمى ب”أحولي” وهو برنوس المصنوع من القطن الرفيع يشترط أن يكون ناصع البياض، يضاف إليه ”العقال” المصنوع من خيط الحرير زيادة على هذا تخلو الأعراس الميزابية من الصخب والرقص، حيث يدعى فقط الأهل والأقارب المقربون.
ولأن المجتمع الميزابي مجتمع مرتبط بأعرافه بشكل كبير جدا، فإن أي شاب يرغب في الزواج عليه أن ينصاع لنظام العزابة ودفع المبلغ الذي تحدده الجماعة كقيمة لمهر العروس، والذي لا يجب أن يخرج عن قيمة 12000دج (حوالي 150 دولار أمريكي).. ويتساوى في هذا النظام الفقير والغني، وهذا منذ عهد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر.. مؤسس نظام العزاب منذ القرن الخامس الهجري.
في أعراس ميزاب يحضر طبق ”العادة” يقدمه العريس لضيوفه، وتمثل في طبق كسكسي مدهون بالسمن المحلي والمزين بالزبيب والبيض المسلوق، ويرافق هذا الطبق طبق آخر يتكون من سبع شرائح من العجين يتوسط بين كل شريحة وأخرى خليط من الفلفل الأخضر والأحمر والطماطم المشوية.
يخفق فوقها صفار البيض حتى يتماسك الخليط، وتقدم هذه الوجبة بقطع الليمون للتغلب على الدسم الذي تتميز به. ويقدم الأكل في قصعة أوأطباق كبيرة، إذ يتسع الطبق الواحد لثمانية أفراد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)