صراع الكنّة والعجوز لازال قائما
الخلافات العائلية تساهم في رفع معدّل الطلاق
مازال مؤشر الطلاق المرتفع في الجزائر والذي بات يعد بالآلاف سنويا كابوسا مرعبا بحيث تفاقم في السنوات الأخيرة وحسب آخر الإحصائيات فانّ حالات الطلاق بلغت 93 ألف و400 حالة ومسّ الزيجات القديمة والجديدة على حد سواء رغم سلبياته العديدة في تفكك الأسر وضياع الأطفال ضحايا الطلاق إلى غيرها من النتائج السلبية التي تلاحق طرفي العلاقة الزوجية لاسيما المرأة فالمرأة المطلقة توضع على الهامش ويُنظر إليها نظرة دونية وكأنها المتهم الرئيسي في تفكيك العلاقة رغم أن المسؤولية غالبا مشتركة بين طرفي العلاقة الزوجية الرجل والمرأة معا.
نسيمة خباجة
تكثر أسباب الطلاق في الجزائر بين المشاكل المندلعة بين الزوجين وعدم التوافق والتفاهم أو حتى حالات الخيانة الزوجية من المرأة والرجل في عصر التكنولوجيا وصولا إلى السبب التقليدي الذي مازال حاضرا وبقوة وهي الخلافات العائلية أو صراع الكنّة والعجوز الذي يبقى سببا في فك العلاقات الزوجية لاسيما بالنسبة للأزواج الذين يقتسمون السكن في البيت العائلي أين تندلع المشاكل والصراعات لتكون النتيجة مأساوية وهي الطلاق.
كنائن يتذوقن القهر والظلم
تتعرض الكثير من الكنائن إلى الظلم والقهر في البيت الزوجي فهن يعشن في دائرة الاستعباد والطواعية لأهل الزوج والويل لمن ترفض.
التقينا بفتيات سردن قصصهن في القفص الذهبي الذي لم تدم فترته طويلا وتحول إلى قفص مظلم بعد فترة وجيزة من الزواج بحيث تذوّقن الأمرّين فعقد الزواج كان مع إنسان واحد إلا أن السيطرة والتسلط والتحكم كان من جميع الأهل مما أدى إلى دمار العش الزوجي وتخليف أطفال ضحايا زيجات غير متوازنة.
تقول هيفاء شابة في العقد الثاني وهي جامعية متحصلة على شهادة ماستر إنها تزوجت وعاشت الويل من التجربة القاسية جدا فرغم عدم التوافق الفكري والثقافي مع الزوج محدود المستوى إلا أنها لم تكترث للأمر وأكملت نصف دينها معه بعدها تذوقت الأمرّين من أمه وأخته فهما الآمرتان الناهيتان في المنزل أما هو فلا وجود له تماما وينصاع لأوامرهما وألغى شخصيته وحاول إلغاء شخصيتها هي الأخرى إلا أنها مانعت لكن رغم ذلك كانت تحاول التعايش معهما لاسيما بعد ان حملت من زوجها فظنت ان الخطوة ستُفرح الجميع الا انه حصل العكس وبعد ان انجبت فلذة كبدها وكان طفلا يشبه الملاك بعملية قيصرية صعبة عانت بعدها من ظلم كبير واستغلت أم الزوج وأخته ضعفها ومرضها ولم يرحماها حتى وهي نفساء الامر الذي اضطرها إلى الفرار إلى بيتها العائلي ليباشر بعدها الزوج دعوى التطليق بتحريض من امه واخته وأهمل فلذة كبده وهو في القماط دون رحمة أو شفقة وتلخص ظلمه في عبارة دبري راسك بيه في لحظة انسلخ فيها الأب من مشاعر الأبوة وحلت محلها الضغينة والكره والانتقام لمجرد صراعات عائلية كان من الأجدر حلها بالتعقل والرصانة ووزن الأمور وإنصاف كل الأطراف وليس تضييع فتاة في ريعان شبابها وطفل صغير يشبه الملاك وتم اتباع إجراءات الطلاق بعد أن تيقنت الفتاة أنّه لا رحمة في أب استغنى عن ابنه بكل سهولة وجدّة قست على ابن ابنها منذ الساعات الأولى من بزوغه إلى هذه الدنيا.
خلاف حول اسم المولود ينتهي بالطلاق
في أغرب حالة طلاق جرت وقائعها مؤخرا تعلقت باسم المولود الجديد الذي تحول هو الآخر إلى سبب لاندلاع النزاعات العائلية بحيث تتشبث بعض الحموات بانتقاء أسماء لأبناء أبنائهن في حين ترفض بعض الكنائن الأمر أو حتى يرغبن في ان يكون محل تشاور بين الطرفين ما أدى إلى حمل المواليد لأكثر من اسم اسم مقتبس من الجيل القديم واسم من الجيل الجديد لكن أن يصل النزاع إلى أروقة المحاكم فذلك ما لا يتقبله العقل الا انها المواقف والتجارب التي بتنا نعايشها ونسمع بها بحيث تسرد إحدى السيدات المتزوجات حديثا مأساتها فبعد اشهر من الحمل وازياد المولود كانت تتواجد في عيادة التوليد وسارع زوجها إلى تسجيل المولود باسم قديم اختارته امه وهو ما لم تتقبله الزوجة التي لم تٌستشر حول اسم مولودها واغتيلت فرحتها في اختيار أجمل اسم لأول مولود وبعد مناقشة الامر مع زوجها كان مشوار الطريق من العيادة مباشرة إلى بيتهم مع المولود بأمر من أمه وبعد أيام بلغها استدعاء الحضور إلى المحكمة لخوض إجراءات التطليق من زوجها ما أدهشها وأحزنها كثيرا بالتزامن مع فترة فرحة عمرها بمولودها الذي عاش اليتم في حياة أبيه لسبب تافه جدا لا يرقى إلى تشتيت أسرة وإبعاد طفل عن حضن أبيه منذ الأيام الأولى من ولادته.
عالجنا الموضوع ليس لاتهام الحماة بالمسؤولية أو اتهام الكنّة وإنما الكل مسؤول والأطفال ضحايا فمن غير المعقول ان تكون تلك الصراعات البسيطة سببا للانتقام والتطليق ولا ننفي أن بعض العائلات تبتغي التسلط والتطفل على حياة الابن بعد زواجه وتحاول استعباد الزوجة وعندما تنتفض قليلا وتحاول الدفاع عن نفسها يكون مصيرها الطرد والطلاق وهو ما يتكرر خاصة في الزيجات الجديدة التي تكون الصراعات العائلية سببا رئيسيا في تفكك العلاقة الزوجية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/11/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php