تنتظر الأمهات دخول أبنائهن إلى المدارس لأول مرة بفارغ الصبر. فرؤية صغيرها يحمل الحقيبة ويخطو أول خطوة في مشواره التعليمي يعد حدثا سعيدا لها وللعائلة بأكملها، لذا تعد له العدة وتتجهز بأكلات تقليدية لم يستطع التقدم ولا تعاقب السنين محوها، بل باتت جزءا راسخا في ذاكرة الأجيال السابقة والصاعدة.تحرص الأمهات على الحفاظ على طقوس أول يوم دراسي لأبنائهن فيستيقظن في الصباح الباكر، لتحضير الطمينة وتزيينها بالملبس “الدراجي” الملون والقليل من القرفة وحلوة الترك، حتى يكون مشواره الدراسي حلوا بنفس مذاقها. وفي بعض المناطق تعد الأمهات “الخفاف” حتى تمر سنواته الدراسية بسرعة، ويكون التعليم سهلا بالنسبة إليه أو مثلما تقول الجدات “رأسه خفيف” في إشارة إلى الذكاء وسرعة الحفظ والتذكر، وهناك من يفضلن إعداد “البغرير” أو “المسمن” بقليل من العسل. فحتى تلاميذ المدارس الخاصة معنيون أيضا بهذا الطقس الشعبي.
تقول إحدى المسنات بأن هذا التقليد قديم جدا، فجميع الأمهات يعتقدن أن إعدادهن أحد الأطباق السابقة يكون فأل خير على فلذات أكبادهن، وسيمكنهم من تحصيل أعلى الدرجات العلمية ويذلل الصعاب التي قد يلاقونها، ولذا يكون العسل القاسم المشترك بين جميع الأطباق المعدة. لتضيف أنها متمسكة بهذه العادة ونقلتها إلى بناتها وكناتها ومازالت في كل سنة يلتحق بها أحد أحفادها بالسنة الأولى تتولى بنفسها مهمة تحضير “الخفاف”، وقد تمكن بعضهم من النجاح ودخول الجامعة.
في حين، ذكرت إحدى الأمهات أن تقاليد الدخول المدرسي للطفل لأول مرة تبدأ مبكرا باصطحابه لالتقاط صورة فوتوغرافية كي يتم تسجيله بها وتجهيزه نفسيا للدراسة، خصوصا إذا لم يسبق له الالتحاق بالأقسام التحضيرية أو دور الحضانة، بعدها يحين دور التجهيزات من شراء ملابس جديدة ومئزر ومحفظة للدراسة، ويجب عند اقتناء هذه الأخيرة وضع مجموعة من الحلويات داخلها مباشرة قبل إدخالها إلى المنزل لتكون سنة دراسية حلوة عليه، وفي أول يوم تقوم الأم بتحضير واحد من الأطباق التقليدية المعروفة.
وأبدت العديد من الأمهات خلال حديثهن في المجموعات الفايسبوكية عن العادات المصاحبة لدخول الطفل إلى المدرسة للمرة الأولى، تمسكهن بهذه العادة القديمة في جميع الولايات والأحياء الشعبية والراقية، فهو جزء لا يتجزأ بحسبهن من الدخول المدرسي ولا يكتمل إلا به.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com