والطابع المميز للأدب النسوي وللخطاب النسوي، عموما، أنه : يميل إلى التركيز على عالم المرأة الداخلي، بما في ذلك الأمور الشخصية والعاطفية، وتجلية هذا الجانب من خلال القراءة النقدية لأعمال المرأة والقصة والرواية والشعر والمسرحية والمقالة والدراسة. والاهتمام باكتشاف التاريخ الأدبي الموروث للمرأة، وهو التاريخ الذي همشته الأعمال السابقة، بفضل الهيمنة المزعومة للأدباء والمؤرخين من الذكور على هذا المجال من الخطاب النسوي. وكذا السعي المستمر لتحديد سمات خاصة بلغة المرأة، والأسلوب الأنثوي وما فيه من صور مجازية وخيالية، وذلك كله من خلال التأمل الموصول، في الأعمال التي تبدعها المرأة، سواء أكانت قديمة أم معاصرة. يسعى الخطاب النسوي أيضا، لفرض نموذج على الدراسات النقدية، يلغي الفروق بين الذكر والأنثى فيما يسمى " الجنسوية "، ويعنون بها الهوية
الثقافية أو الاجتماعية للشخص، بصرف النظر عن كونه ذكرا أو أنثى.
وتعتبر نهاية الستبنات من القرن العشرين، بداية تفجر الكتابات التي تعالج المرأة وقضيتها، لكن هذه الكتابات في العالم الغربي لا يتبع نظرية أو إجرائية محددة، وإنما تتسم ممارسته بتعدد وجهات النظر ونقاط الانطلاق وتنوعها. كما أنه يفيد من النظرية النفسية السيكولوجية ونظريات ما
بعد البنيوية عموما. وعلى الرغم من نزعة التعدد هذه إلا أن هناك مفاهيم معينة تجمع هذا الشتات، أهمها عامل الاختلاف الجنسي في إنتاج الأعمال الأدبية وشكلها ومحتواها أوتحليلها وتقييمها. وفي أوائل السبعينات حصل عدول نحو نبرة أكثر غضبا في أعمال الأديبات والكاتبات النسوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/03/2011
مضاف من طرف : poesiealgerie
صاحب المقال : BAALI / د. حفناوي بعلي - جامعة عنابة
المصدر : ملتقى دولي حول " الشعر النسوي بتلمسان" خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية