الجزائر

الخضر في مواجهة شاقة أمام الكاميرون في افتتاح تصفيات المونديال



الخضر في مواجهة شاقة أمام الكاميرون في افتتاح تصفيات المونديال
سهرة اليوم بملعب تشاكر بالبليدة ( 20 سا 30د)الجزائر - الكاميرونيدشن سهرة اليوم المنتخب الوطني غمار المرحلة الثالثة والأخيرة للتصفيات المؤهلة إلى الطبعة 20 لنهائيات كأس العالم، وذلك باستضافة نظيره الكاميروني في قمة الجولة الأولى لهذا الدور، على مستوى مجموعة الموت، التي تضم أيضا زامبيا ونيجيريا، لأن حلم التواجد في روسيا يراود كل الجزائريين، والرحلة إلى موسكو تنطلق من ملعب تشاكر، وتمر عبر محطات أبوجا النيجيرية، ندولا بزامبيا وياوندي الكاميرونية.طريق الخضر لن يكون مفروشا بالورود، لكن النجاح في تدشين المشوار بانتصار، كفيل بفتح باب التفاؤل على مصراعيه، سيما وأن تجسيد هذا الإنجاز، سيسمح للنخبة الوطنية بفك العقدة الكاميرونية التي ظلت تطاردها.الخضر سيكونون اليوم أمام ساعة الحقيقة رفقة مدربهم الصربي ميلوفان راييفاتس، لأنه أول موعد جدي منذ دورة «كان 2015»، مادامت التصفيات المؤهلة إلى العرس القاري المقرر بالغابون مطلع السنة القادمة كانت مجرد إجراء شكلي، كسب من خلاله الخضر الرهان دون عناء، أمام منتخبات مجهرية، في صورة إثيوبيا، السيشل واللوزوطو، بصرف النظر عن كون المشاركة في النهائيات القارية أصبحت أمرا شبه محسوم بالنسبة للكرة الجزائرية، بعد بلوغ درجة «العالمية» في مونديال البرازيل، والتواجد المنتظم في صدارة اللائحة القارية في تصنيف الفيفا.ولعل ما يجعل موعد اليوم هو أول امتحان فعلي للتشكيلة الوطنية، حجم المنافس منتخب الكاميرون، الذي يبقى أكبر ممثلي القارة السمراء في دورات المونديال (7 مشاركات)، وحضوره إلى جانب الجزائر في النسختين الأخيرتين بجنوب إفريقيا والبرازيل، رغم أن أفضل إنجاز له كان سنة 1990، لما بلغ ربع النهائي، وكان قريبا من المربع الذهبي، مقابل الخروج في باقي المشاركات من الدور الأول، وهي معطيات أولية تؤكد بأن منافس الخضر في افتتاح دور المجموعات من العيار الثقيل، وله خبرة طويلة في تصفيات المونديال، وبالتالي فإن حلم المشاركة للمرة الثامنة يبقى يراود الكاميرونيين.المنتخب الوطني يبقى المرشح الأكبر على الورق، للخروج من فوج الموت ظافرا بتأشيرة المرور إلى روسيا، بالنظر لوضعيته في تصنيف الفيفا مقارنة بباقي المنافسين، و الفورمة العالية للاعبيه، بدليل الانتصارات العريضة المحققة في تصفيات «الكان»، وحتى في الدور الثاني لتصفيات المونديال، لما قصف رفقاء محرز تانزانيا بسباعية، والسير بريتم منتظم على وقع «ديناميكية» الانتصارات العريضة، عكس منتخب الكاميرون الذي تأهل بشق الأنفس إلى دورة الغابون 2017 بعد صراع مع موريتانيا، كما أنه تخطى النيجر في تصفيات المونديال بفوز بثلاثية خارج الديار، ثم التعادل دون أهداف في ياوندي.موعد هذه السهرة سيكون أيضا أهم منعرج في مشوار الصربي ميلوفان راييفاتس في بداية مهامه مع المنتخب الوطني، لأن هذا المدرب كان قد تسلم المشعل في جوان الفارط، و أطلق «الخضر» عند إستقباله بارودا شرفيا، لما فازوا بسداسية على اللوزوطو في أول مقابلة له مع المنتخب، مادام أمر التأهل إلى «الكان» حسم من قبل، و عليه فإن راييفاتس إستغل تلك الفرصة للتعرف على التشكيلة، و التحضير لهذه المباراة بجدية، و ذلك بأخذ فكرة شاملة عن التعداد، مع محاولة وضع بصمته تحسبا للمواعيد الحاسمة، لأن إستقدامه كان بهدف البحث عن التأهل إلى روسيا، و ضمان مشاركة الكرة الجزائرية للمرة الثالثة تواليا و الخامسة في تاريخها في المونديال.و في سياق ذي صلة، فقد ركز راييفاتس على الجانب البسيكولوجي في تحضيراته لهذا الموعد، و ذلك بإلحاحه على عدم مراعاة معطيات الإحصائيات و التاريخ، و كذا لجوئه إلى غلق التدريبات في وجه الإعلاميين، لقطع الطريق أمام «الجوسسة» الكاميرونية، و لو أن العناصر الوطنية أبدت إصرارا كبيرا على الفوز في لقائها الوحيد مع رجال الصحافة، و هي معطيات توحي بأن التقني الصربي تمكن من الإستثمار في روح المجموعة لدفعها إلى مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، مادام «الخضر» لم يتعثروا في حديقتهم المفضلة ملعب تشاكر على مدار 8 سنوات متتالية، و لقاء تانزانيا في سبتمبر 2010 يبقى الوحيد الذي لم يفز فيه المنتخب الوطني بهذا الملعب.من جهة أخرى فإن راييفاتس سيسعى لوضع لمسته على طريقة لعب التشكيلة الجزائرية إنطلاقا من هذه المباراة، لأن المعطيات تغيرت مقارنة بسابق اللقاءات، و مسعاه الأساسي يبقى منحصرا في الفوز و لو بأضعف فارق ممكن، رغم أن ثراء التعداد يبقي الخيار الهجومي مفتوحا أمامه، بتواجد سليماني، محرز، سوداني، مع تضاؤل حظوظ براهيمي في اللعب أساسيا، بحكم غيابه عن المنافسة الرسمية في بورتو، و قاطرة الوسط ثرية أيضا، في وجود تايدر، مسلوب، فغولي، مهدي عبيد، بينما يبقى الإشكال على مستوى محور الدفاع، لأن غياب ماندي و بلقروي عن هذا الموعد بسبب الإصابة سيدفع بالناخب الوطني إلى تجريب خيار آخر، يتمثل إما في كادامورو أو خوالد.بالموازاة مع ذلك فإن المنتخب الكاميروني بقيادة مدربه هيغو بروس، الذي يعرف الكرة الجزائرية بعد التجربة التي كانت له مع شبيبة القبائل و نصر حسين داي، ليس في أحسن أحواله، لأن «الأسود غير المروضة» فقدت الكثير من بريقها، بإعتزال الجيل الذهبي، و حتى طريقة لعبها أصبحت تميل إلى الخيار الدفاعي، رغم أن تعداده يتشكل من عناصر محترفة، و عليه فإن مباراة اليوم ستكون بين هجوم جزائري ناري، هو الأقوى في إفريقيا، و جدار كاميروني صلب، على أمل النجاح في فك عقدة تاريخية، و تدشين التصفيات بإنتصار يرفع المعنويات و يزرع الأمل في التواجد في روسيا 2018.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)