الجزائر

«الخضر» أبهروا بالانضباط التكتيكي واللعب الجماعي



اعتبر اللاعب الدولي السابق حسين ياحي الفوز على السينغال مكسبا كبيرا للمنتخب الوطني الذي نحج في كسر الحاجز البسيكولوجي وتدشين الدور الأول بانتصارين في هذا «الكان» بإنجاز في نظره أكثر من دلالة وبدرجة إمتياز. ياحي الذي بدا مرتاحا من خلال الأسئلة التي طرحتها «الشعب» عليه بعد المقابلة مباشرة. أكد بأنه مرتاح للمردود العامل للتوليفة الوطنية التي حقّقت الأهم أمام السينغال وتأهلت إلى الدور الثاني الذي يعد خطوة مؤمنة لما هو قادم.«الشعب»: ما هو تعليقك لهذا الانجاز في ثاني حوار السينغال لحساب الدور الأول؟
«حسين ياحي»: أقول بأن النخبة الوطنية بقيادة بلايلي حافظت على الروح الجماعية والانضباط التكتيكي وهما عاملان مهمان أمام منتخب من حجم السينغال الذي تاه فوق الميدان، نظرا للخطة الناجحة التي رسمها الناخب الوطني طليلة (90) دقيقة أثمرت بفوز مهم وضغ «الخضر» على رأس المجموعة. وهذا ما كان يبحث عنه الناخب الوطني في هذه المجموعة التي عرفت سيطرة أشبال الجزائر.
في نظرك ما هي ملامح هذه المباراة التي تفوّق فيها فرسان الجزائر بهدف مقابل لا شيء؟
** في تصوري ومعرفتي للكرة، فإن بلماضي عرف كيف يشحن بطاريات اللاعبين قبل انطلاق المباراة، وهذا ما لاحظناه من عدة زوايا، حيث تمكّن رفاق محرز تسيير المباراة بذكاء كبير فرديا وجماعيا، موضحا أن الخرجة الثانية للخضر طمأنت الجمهور الرياضي هنا وهناك بأن النخبة الوطنية في صحة جيدة.
هل من إضافات تقنية لفتت انتباهك؟
مما لايدع مجالا للشّك، أن تشكيلة الخضر«تخطو بنجاح الحواجز النفسية تحت قيادة الناخب الوطني بلماضي ولذلك بصفتي لاعب دولي سابق وعشت نفس الانتصار في سنوات خلت، فأنا جد مرتاح للأداء الجماعي والفردي للفريق الوطني الذي أظهر تماسكا وتناغما كبيرين، ما سمح لهم بامتصاص غضب وقوة أسود «التيرنغا» طيلة المباراة، خاصة هدف بلايلي الذي يذكرنا بهدف وجاني سنة 90 أين حقّق الخضر النجمة الأولى.
أنت كلاعب دولي سابق ومدرب، ما هو تقييمك للتوليفة التي جابهت السينغال؟
من خلال ما قدم فوق الميدان، فإن للجزائر نخبة متميزة وبرهنت أنها من طينة الكبار، كما أنني أشيد بالمجموعة حيث ظهرت فوق الميدان كتلة واحدة وخاصة اللاعب محرز الذي يعتبر حاليا القالب النابض للخضر، مما يعني أن منتخبنا الوطني جسّد كل التعليمات التي قدّمت له من طرف الناخب الوطني، وبإمكان هذا الجيل أن يتسيّد على «كان» القاهرة وهذا ما يجعلني أقول بأن الفوز أمام السينغال أعطى الانطباع الحسن بعودة الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها، والمباراة ذكرتني بجيل الثمانينات من حيث الانسجام والرغبة في الفوز والفرديات اللامعة وطريقة اللعب والتوزيع الأمثل على أرضية الميدان ومداعبة الكرة بطريقة إحترافية مثالية.
ألا ترى بأن لمسة بلماضي بدأت تتجسّد من مقابلة إلى أخرى؟
بكل تأكيد، إن لمسة الناخب الوطني واضحة جسّدها في المباراة الأولى أمام كينيا وأمام أشبال (آليو سيسي)، إضافة إلى التأقلم السريع مع الرسم التكتيكي في حوار ليلة أول أمس في موقعه الحدث بالقاهرة.
وما رأيك في الخطة التي انتهجها المدرب جمال بلماضي؟
خطته فوق الميدان كانت ناجحة، حيث عرف كيف يضع كل لاعب في مكانه المناسب خاصة في تفعيل الجناحين، وهذا شيء مهم في مباريات من هذا الحجم، ما يعطينا فكرة كتقنيين أن للخضر مستقبل واعد وقدرتهم في الدور الثاني على مقارعة الكبار، وهناك شيء إيجابي ومهم لفت انتباهي كتقني هو الحضور الذهني المعتبر والصرامة في اللعب وهو ما من شأنه في تصوري أني يبعث أكثر التنافس على المناصب بين اللاعبين. المهم في كل هذا وذاك يقول محدثنا أنه النخبة الوطنية عرفت كيف تخرج من هذا اللقاء بالزاد كاملا.
بعد هذا التأهل إلى الدور الثاني للخضر في «كان» مصر ماذا تقول؟
أعتقد أن مباراة السينغال كشفت وجود مقومات وبوادر نجاح للخضر، إلا أنه يجب في اعتقادي مواصلة العمل لتصحيح بعض الأخطاء، ربما لازالت تلاحق التشكيلة سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم لأن القادم سيكون مع منتخبات لها باع كبير في مثل هذه المنافسة ويجب أن نعد العدة جيدا ولا ندخل في متاهات الغرور، لأن هدف الخضر في هذا «الكان» هو الذهاب بعيدا فيه ولو أنني على يقين من أن منتخب الوطني بات بين أيادي آمنة إداريا وتقنيا. معتبرا الفوز على السينغال وفي هذا الوقت بالذات مستحقا ومنطقيا وأعطى روحا لجميع اللاعبين.
للجزائر مقابلة ثالثة أمام تنزانيا، كيف تتوقع هذه المقابلة المفخّخة؟
رغم تأهل الخضر إلى الدور الثاني بست نقاط، فإن المباراة الثالثة هي مباراة التأكيد للنخبة الوطنية، ويجب أن يلعبها منتخبنا بكل جدية وانضباط للبقاء على نفس الديناميكية والحماس، وهذا تأكيدا للفوزين على كينيا والسنيغال لأن الدور الثاني هو دور الاقتصاد المباشر.
برأيك ماذ تقول عن المنتخبات العربية المشاركة في هذا الكان؟
أعتقد أن الجزائر ومصر كسبتا خلال الدور الأول نضجا متميزا، حققتا انتصارين متتاليين وتأهلا إلى الدور الثاني، ما يعني أنهما قادرين على مقارعة كبار الدورة، تبقى تونس والمغرب لهما كل الحظوظ ليكونا في الدور الثاني بشرط أن يظهرا فيما تبقى من مباريات الدور الأول بروح المسؤولية والدفاع عن الألوان بشراسة وبقوة، لأن توليفة المنتخبين جيدة.
بماذا يوّد ياحي إنهاء هذا الحوار المتميز؟
إجمالا، فإن منتخبنا الوطني يتواجد في الطريق الصحيح وكسب نضجا كبيرا خاصة تقنيا وبإمكانه أن يتحسّن مع مرور الأيام، منوّها بروح التحدي للاعبين المطالبين في نظره بتأكيد الخرجة القادمة أمام تنزانيا، خاصة وأن كل المعطيات ستكون مغايرة أمام منافس يريد أن يظهر أمام الخضر في هذه المجموعة بقوة، لكن رغم هذا فالخضر لا يؤمنون إلا بتحقيق فوز ثالث وإنهاء المرحلة الأولى بامتياز.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)