الخبير الاقتصادي مولود حشمان يؤكد: الجزائر ستظل متخلفة لأن سياستها الاقتصادية فاشلة

مصيطفى يسلم سلال مشروعا يجعل الجزائر قوة اقتصادية في 2050شكك الخبير الاقتصادي مولود حشمان في مصداقية النسبة الرسمية للنمو الاقتصادي، والمتراوحة بين 2 و2,5 بالمائة، وقال إن النسبة المعلن عنها من قبل الحكومة مضخمة، مضيفا أن الجزائر لن تتمكن من الخروج من مستنقع الدول المتخلفة لمدى بعيد، إذا ما استمرت التنمية الاقتصادية بالوتيرة الحالية.
وأوضح المتحدث أمس خلال ندوة صحفية احتضنها مقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ببلكور، تحت عنوان "دور الأحزاب السياسية في التنمية الاقتصادية"، أن المعدل الأدنى من التنمية الاقتصادية الذي يتيح لدولة مثل الجزائر الخروج من دائرة التخلف والتبعية، وبناء اقتصاد متين في ظرف لا يقل عن 13 سنة، يعادل 8 في المائة. في حين النسبة في الجزائر لا تتجاوز في أحسن الأحوال 2,5 بالمائة، وهي نسبة في الواقع مبنية على معدلات مبالغ فيها، لأن الوضع الاقتصادي الوطني أكثر بؤسا ولا توجد أي مؤشرات تدفع للتفاؤل بشأن تحسينه.
ووصف الخبير مولود حشمان الحائز على دكتوراه الاقتصاد من جامعة أوكسفورد البريطانية، السياسة الاقتصادية الوطنية ب"العرجاء"، بسبب عدم ارتكازها على أي استراتيجية واضحة المعالم، وقيامها على سياسة الإنفاق غير المدروس أو "العشوائي" الذي يكلف الخزينة دون أن يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية ملموسة.
كما أعاب المتحدث على الحكومة عدم تحديد سلم أجور مبني على دراسة علمية دقيقة، واعتبر أن أي زيادة في الأجور في ظل هذه المعطيات لا يعني تحسين القدرة الشرائية للمواطن، بل المساهمة في تنمية الاقتصاد الصيني، لأن الجزائر أصبحت بمثابة مزبلة للخردة الصينية المستوردة.
بدوره أوضح ممثل كاتب الدولة المكلف بالإحصاء، توفيق حاج مسعود، أن الاقتصاد الوطني بحاجة ماسة ومستعجلة لوضع نموذج تنموي جديد للنهوض به، مؤكدا أن مشروعا تم رفعه للوزير الأول مؤخرا، ومشروعا آخر يوضع اليوم على طاولة عبد المالك سلال، يتضمن مقترحات أزيد من 35 خبيرا وطنيا في مختلف التخصصات الاقتصادية، ويعد بمثابة برنامج كفيل بقيام دولة اقتصادية قوية.
ويتضمن هذا المشروع عدة مخططات استراتيجية للقضاء على التبعية الاقتصادية، والارتكاز على قطاع المحروقات، وتنويع منابع الثروة. ويمكن للجزائر إذا ما تبنت هذا المشروع أن تصبح دولة مكتفية ذاتيا في حدود 2030، وقوة اقتصادية مطلع 2050، حسب تأكيد المتحدث.